الدولة القومية اليهودية المزعومة والشيطان الأكبر .. بقلم : عبد القادر حيفاوي الباحث في الشؤون الفلسطينية والاستراتيجية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

– لن نَسأل أين العرب .. وأين النخوة العربية .. تلك النخوة التي ما فتئنا نتغنى بها على مدى الأيام وعلى مقاعد الدراسة .. هذه النخوة التي ثملنا ونحن نقرأ عنها قصصا تلو القصص حتى كدنا نظن أنفسنا أنبياء .. وأين أبناء العَقيدة الإسلاميّة الذي يَزيد تِعدادهم عن مِليار ونِصف المِليار مسلم .. أين الدعوة إلى نصرة المستضعفين أم هم كزبد البحر لا خير فيهم كما أنّنا لن نسأل أين المجتمع الدولي .. ولن نُناشِد هذا المُجتمع والدُّوَل الأُوروبيّة التي أقامَت الكيان الصهيوني الغاصب في قلب فلسطين تعويضاً عن جرائِم النازيّة العُنصريّة لأنّنا نُدرِك جيّداً أنّنا لن نَجِد الجَواب ..؟؟  في الوَقتِ الرَّاهِن على الأقل .. لا إجابة واضحة فالسؤال كبير والكل يعجز عن الإجابة .. إذعاناً وخوفاً ونفاقاً . ولهذا كله فقد تقدَّم ( الشيطان الأكبر بنيامين نِتنياهو ) رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل بهذا القانون إلى الكنيست ، ونجح في إصداره لأنّه مُطمَئِن إلى غِياب أي رُدود فِعل فعلية غير الجعجعة سواء كانت عربيّة أو إسلاميّة ، أو دوليّة، ناهِيك عن السُّلطة الفِلسطينيّة.
( مفهوم القانون الإسرائيلي الجديد )
تعد قضية وضع إسرائيل كدولة يهودية مثيرة للجدل سياسيا، وظلت مدار نقاش لزمن طويل ، بيد أنها الآن حسمت وأصبحت قانوناً .. ويقول قانون ” الدولة القومية ” اليهودية .. إن لليهود حق فريد بتقرير مصيرهم ، كما يجعل من العبرية اللغة الأساسية للدولة، مهمشا استخدام العربية التي كانت تعد لغة ثانية في الدولة
هذا القانون الذي أيّده 62 نائبًا في الكنيست مُقابِل مُعارَضة 55 آخرين ، وقد صَدر صباح الخميس 19/7/2018 مما يَجعَل من إسرائيل النَّموذج الأبشَع للتمييز العُنصري في تاريخ البشريّة، كما ويُلغي مَقولة أنّها الديمقراطيّة الوَحيدة في مِنطَقة الشرق الأوسط.
– إنّه قانون يَجعل من إسرائيل الوَطن التَّاريخيّ لكُل اليهود في جميع أنحاء العالم ، ويُكَرِّس اللغة العبريّة كَلُغَةٍ رسميّةٍ وحيدةٍ في الدَّولة ، وإنه يُلغِي اللغة العربيّة التي تحدّثتها هَذهِ الأرض الفِلسطينيّة لآلاف السِّنين.
– أما القُدس “الكامِلة” باتت العاصِمة المُوحَّدة ليس فقط لإسرائيل، وإنّما ليهود العالم أجمع ، وِفقًا لهذا القانون الذي صَدَر عن الكنيست “الدِّيمقراطيّ”، الحَضاريّ، الذي يُمَثِّل الحَضارة الغَربيّة في المِنطَقة.

(التبعات الخطيرة لتطبيق هذا القانون )

لعل صُدور هذا القانون جاءَ تَمهيدًا لشَرعَنة خطوات إسرائيليّة قادِمة :
ـ أوّلاً : طَرد “غير اليهود” من أرضِ فِلسطين وهذا يَشمَل جميع العرب ( مسيحيين كانوا أو مُسلمين ) وهذا يشمل مليون ونِصف مليون فلسطيني يقيمون في أرضهم المُحتلَّة عام 1948 وكانوا يُعتَبرون مُواطنين إسرائيليين حتّى صُدورِه .
ـ ثانياً : لم يُحَدِّد القانون حُدود الدولة اليهوديّة وتركها مَفتوحة .. ممّا يعني أنّ الخُطوَة القادِمة ستكون ضم الضِّفّة الغربيّة ، أو مُعظَمِها ، وتطبيق القانون على سُكَّانها وجَعلِهم مواطنين من الدَّرجةِ العاشِرة باعتبارِهم غير يهود فلا حُقوق سياسيّة أو إنسانيّة أو اجتتماعية لَهُم .
ـ ثالثاً : تطبيق هذا القانون العُنصري على هَضبة الجولان المُحتَل، والمواطنين العرب المُقيمين على أرضِه ، و هنا لا بد من الإشارة أن الصهيوني نِتنياهو مارس ضُغوطًا عَديدةً على حَليفه دونالد ترامب لإصدارِ قَرارٍ يُؤيِّد ضَم الهضبة، وخَطوات تهويدها على غِرار قراره الأخير بشَأن القُدس، ومن غير المُستَبعد أن يَصدُر هذا القرار في أيِّة لحظة.
– نعم إن نِتنياهو والأحزاب العُنصريّة الإسرائيليّة يُعيدون التَّاريخ 300 عام إلى الوراء وإلى زَمن إبادة المُستَعمرين البيض للهُنود الحُمر ( سُكّان أمريكا الأصليين ) فبَعد المَجازِر التي ارتَكَبها الإسرائيليّون على مَدى 70 عاماً من قِيام دولتهم، والاستيلاء على مُعظَم الأراضي العربيّة الفِلسطينيّة ، ها هم يَنتقِلون إلى الخَطوة الأهَم وهي الطَّمس الكامِل لهَويّتها ، وعدم الاعتراف بأهْلِها لأنّهم من دينٍ مُختَلِف .
الشَّعب العَربيّ الفِلسطينيّ المسيحيّ المُسلِم لن يكون هُنود حُمر القرن الواحد والعشرين، ولن يَرفَع الرايات البيضاء، وسَيُقاوم دولة “الأبارتهايد” اليهوديّة بكل الطرق والوسائل وأشكال المقاومة كافة وما جرى ويجري على حُدود قِطاع غزّة، وفي مُخيّم جنين في الضفّة، وكفر قاسم في الأراضي المُحتلَّة عام 1948 والقُدس، إنما هي أمثلة للتَّذكير فقط .

(لا بد من الانتصار )
– إنّ النِّظام العُنصريّ في جَنوب أفريقيا سَقَط إلى غير رجعة .. وإنّ النظام العُنصريّ الإسرائيليّ لا بد أنه سيَسقُط .. كذلك لا بد أن ينتهي هذا الظلم الذي لف كوكب الأرض المحتلة أعواماً وأعواما و لا بد أن تشرق شمس الحرية يوماً ما وتزهر هذه الأرض بيادر ليمون من جديد .. ولا بد أن ”الهُنود الحُمر” الفِلسطينيّون سيَنتَصِرون لأنّهم لن يكونوا وحدهم في الميدان فهُناك مِحور مُقاومة يُساندهم ويؤازرهم ويقف خلفهم كالبنيان المرصوص وأُمَّتان عربيّة وإسلاميّة تُشَكِّلان بعد الصحوة من الغفلة أو التغافل العُمق الاستراتيجيّ لَهُم ، وأنّ النَّصر صَبر ساعة .. والأيّام بَيْنَنَا .. ولا بد من عودة ظافرة إلى الأرض المقدسة .. إلى أم المدائن إلى مدينة الحب السلام .. فالكل يعلم أن وعد الله حق وسينصر الله من ينصره .

الدولة القومية اليهودية المزعومة والشيطان الأكبر .. !!!

بقلم : عبد القادر حيفاوي الباحث في الشؤون الفلسطينية والاستراتيجية