كفريا والفوعة أخر البلدات المحاصرة .. بقلم : الإعلامية مي أحمد شهابي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

– حتى اليوم كانت بلدتي الفوعة وكفريا ترزحان تحت الحصار المفروض عليهما منذ عدة سنوات من قبل جماعة جبهة النصرة والفصائل الموالية او المتعاونة معها ، حصار طال واستمر وشمل كل شيئ .وكان المجال الوحيد المتوفر لتأمين حياة الآلاف من من ساكني البلدتين ،كان بالقاء المؤن بالطائرات .وطبيعي ان هذا لم يكن كافيا لتلبية حاجات السكان المحاصرين الا بالحد الادنى المعيشي. ونظرا للموقع الدقيق لهاتين البلدتين على اطراف محافظة ادلب ، والتي باتت تعج بالمسلحين من كل حدب وصوب. ونظرا لان المنطقة تعتبر منطقة خفض التصعيد الاخيرة في سورية. اضافة لتواجد قوات الاحتلال التركي على اطراف المنطقة. كل ذلك جعل وضع السكان في هاتين البلدتين في وضع صعب ودقيق وبما يعني استمرار معاناة الآلاف من النساء والاطفال في ظل ظروف صعبة الاحتمال وعلى مختلف الصعد الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية. وهو ما دعا لعقد اتفاق يقضي بترحيل اهالي البلدتين الى الشمال السوري (حمص _ مركز الرضوان بالعمارات) مقابل الافراج عن اعداد من معتقلي المسلحين. لاشك ان هذا الاتفاق سيخفف بالضرورة من معاناة الاهالي ، والى ان تنضج الظروف وهي ليست ببعيدة والتي تسمح بعودة الاهالي الى بلداتهم .وكما يقول المثل الدارج خطوة للوراء من اجل عدة خطوات للامام .وواقع المنطقة الجنوبية خير مثال على مانقول بالرغم من كل الحشود البشري والتسليحية التي كانت بحوزة المسلحين ، والمساحات الكبيرة من الاراضي والثروات .كل هذا لم ينفع ولم يصمد امام بطولة واندفاعة  ابطال الجيش العربي السوري والتي باتت تسيطر على اكثر من 90% من مساحة المحافظة رغم كل التعقيدات التي تميز واقع هذه المنطقة لاسيما الدور الذي تلعبه دولة الكيان الصهيوني في دعم المسلحين بمختلف السبل ومثله الدعم الامريكي الغير المحدود .من هنا فان الدور سيصل الى ادلب وما تبقى من الشمال وان ناظره لقريب.
ومن اجل تنفيذ الاتفاق بدأت الباصات بالوصول الى اطراف البلدتين حيث بلغ عددها حتى الان 97 حافلة تنتظر عند مبر العيس تمهيدا لنقل الاهالي الى الشمال السوري (حمص – مركز الرضوان) ، بالتواقت مع عمليات الافراج عن اعداد من معتقلي المسلحين .ويتوقع تحرك الحافلات مساء اليوم وحتى لحظة اعداد هذا التقرير.. تمت عملية التبادل والخروج السليم للاهالي وذويهم. في الوقت الذي يجري فيه تجهيز اماكن ايواء المؤقتة من قبل الدولة السورية لهم الى حين تأمين مساكن وكل مايلزم لتامين احتياجاته ومستلزماتهم الحياتية .ومنذ مساء امس وصباح اليوم بدأت الحافلات بالتحرك على دفعات ،حيث وصلت الدفعة الاولى التي تقل الاهالي مساء امس ،ووصلت الدفعة الثانية وتضم 40 حافلة الى معبر الحاضر –العيس في ريف حلب الجنوبي ،وتوجهت الى مقر الاقامة المؤقتة في جبرين .تلاها الدفعة الثالثة وتضم 19 حافلة . وهو ما انهى العملية بالكامل حيث اخليت البلدتين من كامل سكانهما .الملفت للنظر انه ترافق مع عملية اخلاء الاهالي عملية اطلاق لمعتقلين ،وفوجئ الجميع بان المئات من المفرج عنهم رفضوا التوجه الى محافظة ادلب وتوجهوا الى النقاط الفاصلة في نقاط التبادل ولجأوا الى الهلال الاحمر السوري وهم يهتفون للجيش العربي السوري وقائد البلاد السيد الرئيس بشار الاسد مؤكدين عودتهم الى حضن الوطن ،وليعودوا الى حياتهم الطبيعية بين اهلهم ومواطنيهم وبرعاية دولتهم ،وبما يؤكد ماطرحناه في المقدمة بأنه لن يصح الا الصحيح ويؤكد خسران المسلحين وافتقادهم لما كانوا يعتقدون انه قاعدتهم الشعبية والتي يتبجحون بالدفاع عنها ،هنيئا للوطن وقائد الوطن ولابطال الجيش العربي السوري ،وماهي الا مسألة وقت ليس الا حتى ينعم كل شعبنا بالنصر والامان والعيش الحر الكريم في وطن اختار العيش فيه وحمايته والدفاع عنه رغما عن كل التضحيات والمعاناة ، وتآمر كثر ضده من كل الاعراق والاجناس .ولعل طعم النصر الراهن والاتي يمسي بردا وسلاما على كل الآلام والتضحيات.