في ذكرى رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

 

 

 

 

 

– كان يوم العاشر  من حزيران عام 2000م يوماً مؤلماً أدمى قلوب أحرار العالم عامة والسوريين خاصة عندما فجع شعبنا العربي برحيل القائد المؤسس باني سورية الحديثة والذي جعل من سورية رقماً صعباً على الساحتين الإقليمية والدولية .

– فمنذ عام 1970م وبعد قيام الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد بدأ الإعداد للأخذ بالثأر ومسح عار النكسة والنكبة واسترجاع الحق العربي المغتصب ، فقاد عملية نهوض داخلية وعربية  ،فنهض بسورية وبناها على أسس عصرية ، واستنهض كل الهمم وأعطى الطبقات الكادحة كل الاهتمام وأطلق الحريات للعمل السياسي الوطني التقدمي، فكانت الجبهة الوطنية التقدمية لإشراك كل القوى السياسية في معركة البناء والتحرير ، وأعطى القوات المسلحة الأولوية إعداداً وتسليحاً،ونهض بالتعليم العالي والجامعات، فكان القرار التاريخي بديمقراطية التعليم والبحث العلمي والاهتمام بأساتذة الجامعات وقطاع الخدمات وأحدث ثورة كبيرة في الريف السوري فوصلت الكهرباء لأصغر تجمع سكاني، وكان القرار التاريخي  بالأعداد لحرب تشرين التحريرية في السادس من تشرين الأول العام 1973م بالتنسيق مع الجيش المصري  فوضع اللبنة الأولى لمشروع المقاومة في العصر الحديث الذي هو استكمال لنضالات الأجداد الذين صنعوا الاستقلال ، وقبلها عمل على تصحيح الوضع العربي فكان التضامن العربي .

– ولكن القوى الإمبريالية والصهيونية استنفرت كل قواها لإجهاض انتصارات تشرين ، فحركت عصاباتها ومستوطناتها الفكرية والسياسية والاقتصادية ضد سورية وعلى رأسهم عصابة الإخوان المسلمين العميلة فبدأت عمليات التفجيرات والاستنزاف ضد البنية التحتية للشعب العربي السوري ولكن التفاف الجماهير خلف قائدها حافظ الأسد أسقط المؤامرة واستمرت المؤامرات فتم تفجير الساحة اللبنانية والحرب الأهلية في لبنان ولكن القائد الأسد استجاب لنداء الأشقاء وهب الجيش العربي السوري وقدم التضحيات الجسام وأسقط المؤامرة واتفاق 17 أيار واستمرت المؤامرة وكان اجتياح لبنان 1982من قبل الكيان الصهيوني والمؤامرة على المقاومة الفلسطينية وتصدت سورية وأسقطت المؤامرة ، ولكن الأعداء استطاعوا النيل من حركة المقاومة الفلسطينية وإخراجها من لبنان وترافق ذلك مع تخاذل بعض الحكومات العربية وفي مقدمتها القيادة المصرية ،فكانت اتفاقات كامب ديفيد 1979م ولكن إرادة التحدي والصمود عند القائد حافظ الأسد المستند إلى شعبه  جعلته يؤسس المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1982  على يدي حزب الله العتيد وبعض القوى الوطنية اللبنانية التقدمية ،وللأسف نجح التيار الإستسلامي الانهزامي في منظمة التحرير الفلسطينية فكانت اتفاقات أوسو ، والتي اعترفت من خلالها  السلطة الفلسطينية بالكيان الصهيوني وبدأ التصدع العربي والتخلي عن خيار المقاومة والتحرير من قبلها وتبعها الكثير من الدول العربية ، وتلتها اتفاقات وادي عربة مع الأردن .

– لكن سورية استمرت متمسكة بنهجها وشكلت جبهة الصمود والتصدي ، ورعت المقاومة الوطنية اللبنانية فكانت قوة ضاربة استطاعت في 25 أيار عام 2000م أن تحرر الجنوب اللبناني وتطرد المحتل بقوة السلاح ،ما أكد مصداقية رؤية القائد الأسد وصحة خياره المقاوم

– لقد بنى القائد حافظ الأسد سورية الحديثة وهي اليوم ما زالت تصون الأمة وتحفظ النهج وأصبحت اليوم بقيادة الرئيس بشار الأسد  العمود الفقري لمحور المقاومة في المنطقة  إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية  وحزب الله .وكان من أهم انجازات القائد المؤسس أن نسج علاقات قوية مع بعض دول العالم والتي كانت سند قوي لسورية في صراعها مع الأعداء وعلى رأس هذه الدول  إيران منذ عام 1979م  عندما فجر الإمام الخميني (رحمه الله) الثورة الإسلامية في إيران فكانت قوة جديدة تضاف لمحور المقاومة وأصبحت الحاضنة الرئيسة لها فقد أسقطت العلم الصهيوني وطردت السفارة الصهيونية وأقامت مكانها  سفارة فلسطين وأعلن الإمام الخميني  الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوم القدس العالمي ، ومنذ ذلك الوقت والثورة تدعم المقاومة الفلسطينية وتزداد العلاقات السورية الإيرانية رسوخاً .

– واليوم يشكل محور المقاومة المخرز في عين كل الطامعين في المنطقة، واستطاعت الثورة الإسلامية في إيران تحقيق قفزات نوعية في الميادين كافة وأضحت دولة يحسب حسابها في المنطقة والعالم وهزمت المشروع الأمريكي الصهيوني رغم الحصار الذي فرضته القوى الغربية عليها وعلى سورية وأسقطت مع سورية المؤامرة وهزم المشروع الاستعماري الجديد وهي اليوم تزداد قوة ومنعة بقيادة سماحة الإمام علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة (دام ظله) .

لقد كان رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد خسارة كبرى لسورية وللأمة العربية لكن ما خفف المصاب الجلل هو تسلم القائد بشار الأسد الراية ، فثبت على المبادئ ولم يفرط فيها ، وواجهت سورية الصعاب والمؤامرات بعزيمة وصلابة واقتدار ، وسارت على نهج القائد المؤسس وحفظت الأمانة وعززت الصداقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأصبحتا اليوم تقودان محور المقاومة الذي أصبح قوة مهمة تطير النوم من عيون الأعداء وكما انتصرت سورية سابقاً ستنتصر اليوم وسنكمل المشوار خلف القائد  بشار الأسد مجسدين قيم ومثل القائد المؤسس حافظ الأسد .