#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– يتحدث معظم المحللين عن التغيرات الدولية والتحالفات الدولية واضمحلال القطب الواحد وتنامي صعود عدة أقطاب دولية جديدة تزعزع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم وتحد من دورها كشرطي العالم ولقد بدأت ملامح التغيير واضحة من خلال صعود قوة الصين وروسيا وإيران والهند وقوى دولية أخرى وتنامي حركات التحرر العالمي في وجه قوى الاستكبار ، وبذلك بدأت رياح الأمل تعصف في معظم بلدان العالم بأن زمن الاستغلال والاستعمار والظلم والاستعباد سيضمحل وتسطع شمس حرية الشعوب .
– وفي الواقع بدأ البعض من المفكرين الغربيين يبشرون ويحذرون من سقوط القوى الإمبريالية ويبشرون بموت الغرب نتيجة التصدع الأخلاقي واضمحلال عدد السكان بسبب السياسات التي يتبعها الغرب في تحديد النسل ، وهذه أخطار ستقضي على تماسك المجتمعات الغربية وتدهور اليد العاملة والقوة الشبابية في المجتمعات .
– لذلك بدأت بعض الدول الغربية تعوض عن نقصها الديموغرافي من خلال استقبالها لشباب البلدان النامية المتعلمة وتقديم التسهيلات والميزات الكبيرة لهم وخاصة التي تملك طاقات إبداعية مستغلة إهمال دولهم لهم وخاصة في وطننا العربي التي باتت تقدم شبابها لقمة سائغة للدول الغربية نتيجة إهمالها وعدم الاهتمام بهم وتركيزها على سياسات لا تخدم إلا المافيات والتجار والسماسرة وتهمل المبدعين والمتفوقين من الشباب وعدم دعمهم مادياً ومعنوياً .
– والسؤال الذي بات ملحاً ما موقع العرب في ظل هذه المتغيرات ..؟
– وهل الوضع الحالي للعرب يفيدهم في حال تعددت القطبية الدولية ..؟
– لاشك قد تكون المتغيرات وتعدد الأقطاب مفيداً بعض الشيء للشعوب النامية ويقلص من سطوة الدول الكبرى على العالم نتيجة توازن القوى والمصالح ، ولكن المكانة الحقيقية هي التي تحددها قوة الدول ، وقوة العرب تأتي من وحدتهم وتكاملهم وتضامنهم ، فالوضع العربي الحالي لا يبشر بالخير حول المستقبل العربي سواء كان هناك قطباً واحداً أو متعدد الأقطاب إلا إذا كان العرب أقوياء .
– وهذا يحتاج تغيير سياساتهم الحالية والانتقال من التنافر والتقاتل والتبعية للغرب إلى التكامل ووضع استراتيجيات متكاملة وتحديد مواقفهم المشتركة تجاه القضايا العالمية والإقليمية واستثمار ثرواتهم والحفاظ عليها وفي مقدمتها الشباب ورعايتهم والنهوض بالعلم والبحث العلمي وتقدير المبدعين ، وهذه الأمة تملك من مقومات القوة الشيء الكثير بدءاً من الموقع وصولاً للثروات الهائلة والمتنوعة والطاقة البشرية والحضارة الرائدة .
– فهل ..؟ يتخلص العرب من حالة التشظي وينتقلوا بشعبهم من حالة الفرقة والتخلف إلى الوحدة والتضامن ليكون لهم موقع تحت الشمس معززين مكرمين بدلاً من العيش أذلاء تابعين ينفذون رغبات قوى الاستكبار العالمي وتبقى حقوقهم مهدورة ، ومنذ مؤتمر القمة في جدة بدأت تباشير الأمل تحط في عقول أبناء الشعب العربي ، متأملين بصحوة عربية ونهوض وإفلات من تحت العباءة الأمريكية خاصة وأن السعودية بدأت ترفع الصوت في وجه الإمبراطورية العظمى وتتمرد على تعليماتها وتفكر في مصلحتها ومصلحة شعوب المنطقة وتعمل على لم الشمل العربي ونبذ التفرقة ونأمل أن تستكمل المساعي لإقامة تكامل اقتصادي عربي والتنسيق عالي المستوى في كل القضايا التي تهم الأمن القومي العربي وخاصة ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني وقضايا الماء والممرات المائية والأمن الغذائي العربي وقضايا أخرى ذات الصلة . ونرى في عودة العرب لسورية وعودة سورية للعرب خطوة مهمة لإعادة إحياء التضامن العربي وإسقاط كل المشاريع الاستعمارية تجاه المنطقة ،وعودة العلاقات العربية مع إيران هو خطوة مهمة في هذا المجال لتشكيل منطقة ذات سيادة قادرة على صون ثرواتها وحقوقها وتفرض رأيها على المسرح الدولي وتكون لها كلمتها تحت الشمس،وأملنا كبير بشباب الأمة وقواها المقاومة التي بدأت تباشير نصرها وقوتها تسطع على أيدي الأبطال المقاومين على امتداد الوطن العربي .