– بسم الله الرحمن الرحيم :
– قال تعالى ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ، [ النور: 35]
– إن نور الإيمان الموجود في قلوب المؤمنين يحتوي على العناصر الأربعة المتوفرة في المصباح المضئ، هي:
– ” المصباح ” وهو شعلة الإيمان في قلب المؤمن يضئ طريق الهداية.
– و ” الزجاجة ” هي قلب المؤمن ينظم الإيمان في ذاته ويحفظه من كل سوء.
– و ” المشكاة ” صدر المؤمن، أو بعبارة أخرى: شخصيته بما فيها وعيه وعلمه وفكره الذي يصون إيمانه من الأعاصير والأخطار.
– ” شجرة مباركة زيتونة ” هي الوحي الإلهي الذي يكون بمنتهى الصفاء والطّهارة وتوقد شعلة إيمان المؤمنين – في الحقيقة – من نور الله الذي ينير السماوات والأرض وقد أشرق من قلوب المؤمنين، فأضاء وجودهم ونور وجوههم.
– فتراهم يمزجون الأدلة العقلائية بنور الوحي، فيكون مصداق ” نور على نور “.
– ولهذا ترى القلوب المستعدّة لاستقبال النّور الإلهي تهتدي ، وهي المقصودة بعبارة * يهدي الله لنوره من يشاء * وعلى هذا فإن المحافظة على النور الإلهي (نور الهداية والإيمان) يستوجب توفّر مجموعة من المعارف والعلوم والوعي والأخلاق وبناء الذّات، من أجل أن تكون كالمشكاة تحفظ هذا المصباح.
– كما تحتاج إلى قلب مستعد لينظم هذا النور الإلهي، كما تنظم الزجاجة شعلة المصباح.
– وتحتاج إلى مدد من الوحي، ليمنحها طاقة مثلما تمنحها الشجرة التي سماها القرآن بعبارة شجرة مباركة زيتونة.
– وتجب المحافظة على نور الوحي من التلوث، والميول المادية، والانحراف إلى الشّرق أو الغرب الّذي يؤدّي إلى التّفسّخ والاندثار.
– الشيخ المالكي