– للتعريف بالظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة، وزيادة الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية؛ لبت مؤسسة القدس الدولية (سورية) دعوة حضور فعالية (الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية) والمشاركة فيها؛ التي أقامتها سفارة دولة فلسطين، وذلك في المركز الثقافي العربي – الميدان ، يوم الإثنين 15/5/2023م.
– افتتحت الفعالية بعرض فيلم وثاقي جسد مجريات النكبة الفلسطينية ، وتلاه مهرجان سياسي بدأه الدكتور محمد قيس؛ الأمين القطري الفلسطيني لحزب البعث؛ مُرحباً بالحضور الكريم، ومبيناً أن اجتماع اليوم هو لاستذكار النكبة المشؤومة التي تحمل في طياتها كثير من المآسي والويلات؛ التي زادت الشعب الفلسطيني عزماً وتمسكاً بحق العودة إلى الوطن السليب، مؤكداً على أن ذاكرة الشعب الفلسطيني ستبقى حية في كل أجياله ولن يتنازل عن حقوقه وأرضه التاريخية؛ مهما طال الزمن وبلغت التضحيات.
ولفت د. قيس إلى أن ذكرى اليوم تأتي وسط هجمة عدوانية غير مسبوقة في الأراضي المحتلة ضد الإنسان والمقدسات في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ومعاقبة أبناء الشعب على تمسكهم الثابت بحق العودة وتحرير أرض آبائهم وأجدادهم.
– بدوره، أضاء الدكتور طلال ناجي؛ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على الحقائق التاريخية التي بدأت بها المؤامرة منذ القرن التاسع عشر عام ١٩١٧م؛ عندما تبنى وزير خارجية بريطانيا فكرة إنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين، وليس في الأربعينيات كما يُقال. مشيراً إلى أن الاحتلال بعد هذا الوقت كله راهن على أن الشعب العظيم سينسى، والأجيال القادمة لن تهتم بقضية العودة مُطلقين شعار: “الكبار يموتون والصغار سرعان ما ينسون”، لكن أبناء الأرض المحتلة خيبوا آمالهم وظنونهم، وأصبحوا أكثر تمسكاً بالأرض والممتلكات، مختتماً بقوله: “إن كل مؤامراتهم بسرقة فلسطين وتهويدها باءت بالفشل”.
– وفي كلمته الختامية وجه الدكتور سمير الرفاعي؛ سفير دولة فلسطين في سورية؛ التحية والشكر لجميع المتحدثين والحضور، لافتاً إلى أن اليوم يكون التاريخ قد طوى ٧٥ عاماً من عمر النكبة؛ التي اقتلعت الشعب الفلسطيني من أرضه، وأعلنت قيام الكيان الصهيوني، الذي دمّر أكثر من ٥٠٠ قرية ومحا آثارها، وهجّر ما يزيد عن ٨٠٠ ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، مشيراً أن النكبة تجاوزت في بشاعتها الحربين العالمية الأولى والثانية، وما زالت جرحها نازفاً إلى اليوم.
– وبيّن د. الرفاعي بأن الاحتلال الصهيوني يمارس يومياً إجرامه بحق الإنسان والأرض والشجر والحجر الفلسطيني، وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، كما فعلوا في رمضان في باحات الأقصى وعلى أبواب كنيسة القيامة. مشيداً بدور الجمهورية العربية السورية التي وقفت إلى جانب فلسطين التي كانت بمثابة القلعة الصامدة مُشكّلة رافعة العمل الوطني في المنطقة، والداعم والسند لها، فالتاريخ يشهد بأن القدس ودمشق توأمان جمعهما التاريخ وسيجمعهما المستقبل.
– وأكد الدكتور خلف المفتاح؛ مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) -في تصريح له- أنه بعد مرور ٧٥ عام من النكبة واحتلال فلسطين لم يغير من كونها أرضاً عربيةً محتلة، ووجود شعب فلسطيني متمسك بأرضه وبالفعل المقاوم؛ الذي يزداد كل يوم. مشدداً على أن قضية فلسطين لم تعد قضية الشعب الفلسطيني لوحده بل هي جغرافيا مركبة؛ فيها البعد الوطني والقومي والديني والإنساني؛ -لأنها جزء من أمة عربية-. مضيفاً: “إننا على ثقة بأن تحرير فلسطين مازال ثابتاً في ثوابت أبناء الأمة، ونحن في سورية -قيادة وشعباً وجيشاً- نعد قضية فلسطين قضيتنا المركزية؛ كونها جزءاً من بلاد الشام ومن الأمة العربية”. مشدداً على أن استعادة فلسطين والجولان حاضرة في عقيدة الجيش العربي السوري، ولن يهدأ لنا بال حتى نستعيد الجولان وفلسطين وكامل الأراضي العربية المحتلة.