– كانت العلاقات السعودية ـ الإيرانية إبان حكم الـ ” شاهنشاه ” في إيران جيدة جداً بحكم تشابه نظامي الحكم في البلدين، بل كان إستقبال شاه إيران في السعودية يترافق مع الأهازيج ومظاهر الإبتهاج الشديد من قبل الأسرة السعودية الحاكمة على أعلى مستوى، ولم يكن اختلاف المذهب عائقاً دون وجود العلاقات المميزة بين البلدين السعودية وإيران، بل كان يتم التعامل مع الزوار الإيرانيين لقبور أهل البيت في البقيع بكل احترام من جانب ” المطاوعة ” الذين يراقبون السلوك الديني للمواطنين السعوديين والحجاج والمعتمرين بناءً على الفكر الوهابي، وهذا ما كنت أشاهده شخصياً أثناء أدائي فريضة الحج في سنوات ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
– بعد انتصار الثورة الإسلامية غير المتوقع من جانب الكثيرين ” تخربطت ” الحسابات على صعيد المنطقة واضطربت السياسات الدولية، لأن النموذج الإيراني لم يكن معتاداً في الثورات في بلاد العالم، حيث كانت إما يسارية وشيوعية ضد أنظمة الحكم الرأسمالية وتساندها موسكو أو بكين، أو تكون انقلابات مدعومة من جانب الولايات المتحدة ضد أنظمة حكم موالية للإتحاد السوفياتي في الغالب، أما أن ينتصر شعب أعزل على نظام يحميه الغرب والشرق معاً ويملك أحدث أنواع السلاح فهذا لم يكن متصوَّراً، وهذا المنطق كنت أواجهه من قبل كثيرين كانوا يحبذون إسقاط نظام الشاه لكنهم لم يتصوروا إمكانية الإنتصار عليه من دون دعم الإتحاد السوفياتي.
– المهم، كان الإرتباك واضحاً في التعامل الخليجي عموماً والسعودي على وجه الخصوص مع إيران الثورة الإسلامية خاصة بعد طرح شعار ” تصدير الثورة “، فالبعض انحنى أمام العاصفة وتعاطى مع الواقع الجديد بإيجابية وصار يبحث عن طريقة للتودد إلى إيران ولا يزال هو مستمراً من دون أن يتأثر نظام الحكم فيه بالتوتر الداخلي كما هو حال سلطنة عُمان الذي قاده السلطان قابوس الراحل ويبدو أن نفس السياسة مستمرة في عهد خلفه السلطان هيثم، وبعضهم تعامل بانفعال وقام بطرد المتعاطفين مع الثورة الإسلامية وسحب جنسيات بعضهم وطردهم من البلاد كدولة الكويت، لكن هذا السلوك لم يستمر بل غلب الإعتدال على السياسة الكويتية فلا ودّ كثير ولا ” كباش ” مع إيران، أما المملكة العربية السعودية فهي كانت تعاني من حيرة في أسلوب التعامل مع الجمهورية الإسلامية التي يقودها مرجع ديني وفقيه شيعي وهي في المقابل ترفع راية المذهب الوهابي وتنشر السلفية وتروج لأفكار ابن تيمية المتطرفة، فكان الإختلاف واضحاً بين الأداء السياسي للحكام وتصرف الجهات الدينية في السعودية، حيث كانت الشدة والسلبية في بعض الأحيان تغلب على التعامل الإيجابي وحتى الودّي من قبل الحكام، وهذا ما كان يشكو منه المسؤولون السعوديون أمام الإيرانيين، وفي فترات كانت الإرادة الملكية تكبح جماح الأطراف الدينية هناك وكانت التصرفات مع الإيرانيين في غاية الإيجابية.
ومع نشوب الحرب العراقية ـ الإيرانية راهنت السعودية وغالبية دول الخليج على إمكانية انتصار صدام حسين على إيران في الحرب فوضعت كل إمكانياتها تحت تصرف العراق، لكن بعد ٨ سنوات توقفت الحرب وقبل صدام حسين رسمياً الشروط الإيرانية وأعلن علانية عودته إلى إتفاقية الجزائر التي وقعها صدام مع شاه إيران في العام ١٩٧٥ والتي مزقها صدام نفسه أمام شاشة التلفاز قبيل إعلان الحرب على إيران.
– وبدأ التشاحن الخليجي ـ العراقي بعد توقف الحرب ضد الجمهورية الإسلامية حتى وصل الأمر إلى غزو الكويت والتهديد باحتلال السعودية، وهنا بدأت الإستدارة الخليجية والسعودية بالأخص نحو إيران بعد وقوفها ضد عزو الكويت وتضامنها مع السعودية متجاوزة حالة الخصام طوال الحرب العراقية ضدها، وكانت الفرصة متاحة لكبح جماح الجهات الوهابية التي قامت بشحن النفوس ضد إيران بذريعة اتّباع أكثر مواطنيها للمذهب الشيعي الإثني عشري، والتي صرفت المليارات لبثّ السموم ضد إيران والشيعة عموماً في أرجاء المعمورة ، فكانت العلاقات جيدة جداً طوال فترة رئاسة الشيخ هاشمي رفسنجاني حيث تجاوزت العلاقة بين الأمير عبد الله طوال فترة ولاية عهده وبعد أن تسلم الحكم رسمياً عقب وفاة أخيه الملك فهد الحدود الرسمية كثيراً بينهما حيث قام الملك عبد الله بزيارة عائلية إلى منزل الشيخ رفسنجاني في ” جماران” بعد انتهاء فترة رئاسته، وكانت عائلة الشيخ تزور السعودية باستمرار وتكون في ضيافة الملك وعائلته الخاصة.
– واستمرت هذه العلاقة الودية طوال فترة رئاسة السيد محمد خاتمي أيضاً حيث تطورت العلاقة إلى حد أن طرح بعض من كان في الوفد الإيراني أثناء زيارة السيد خاتمي إلى السعودية على المسؤولين فيها فكرة أن يؤم السيد خاتمي المصلين مرة في يوم الجمعة بالمسجد الحرام، وكانت أبواب السعودية مفتوحة بالكامل أمام الإيرانيين والتواصل مستمراً بين المسؤولين في البلدين بكل سهولة، حتى حدث أن طائرة إيرانية تحمل حجاجاً وصلت إلى مطار جدة ليلة التاسع من ذي الحجة بعد منتصف الليل وتم الإذن لها بالهبوط بأمر خاص من الملك عبد الله شخصياً، علماً أن الأجواء السعودية تُغلق كلياً أمام الطائرات يوم السادس من الشهر استعداداً لأداء العمرة والمباشرة بأعمال الحج، وكان جميع المسؤولين في المطار قد غادروه حسب العادة، فلم يوجد أحد لتقديم السلّم للطائرة ولا موظف لختم الجوازات ولا وسيلة لنقل الركاب، لكن كل التسهيلات قُدّمت على عجل حتى وصل الركاب إلى مكة في صباح يوم عرفة وأدّوا العمرة على عجل ووصلوا إلى عرفات قبل زوال الشمس، وقد رأيت شخصياً حضور القادمين في المسجد الحرام وأبلغني السفير الإيراني في حينه الصديق العزيز الشيخ نوري شاهرودي بتفاصيل ما دار بينه وبين الملك عبد الله وسرعة تجاوبه مع طلب السفير وإصداره الأمر الفوري للجهات المختصة.
– لكن مع تسلم الأمير سلمان زمام السلطة بعد أخيه الملك عبد الله وخاصة بعد أن وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ساد الشعور في أوساط أصحاب القرار في الرياض بإمكانية مجابهة الجمهورية الإسلامية مجدداً، وذلك بتأثير كبير من المستشار الخاص لترامب وصهره اليهودي الإسرائيلي جاريد كوشنر، فاتجهت السياسة السعودية نحو إظهار العداء لإيران، حيث أفسح في المجال أمام الأطراف الوهابية للتحرك بكل نشاط ضد إيران بل خصص مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ١٠ ملايين ريال سعودي شهريا من ماله الخاص لدعم السنة الإيرانيين ليُكثروا أولادهم على أمل تغيير التركيبة السكانية للبلاد، وانهالت الأموال على الأطراف السنية في المناطق بأشكال مختلفة على أمل إثارتها ضد الحكومة المركزية، وكذلك كان تأسيس محطة تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية بتمويل كامل من السعودية مهمتها الوحيدة نشر أخبار سلبية عن داخل إيران والتحريض على العنف والشغب في البلاد، وأخيراً كان احتضان مريم رجوي زعيمة منظمة ” مجاهدي خلق ” وتقديم ملايين الدولارات لها وتحريضها على تنشيط حركاتها ضد الجمهورية الإسلامية في الداخل والقيام بأعمال إرهابية في أرجاء البلاد.
– لقد بلغت حدة المواجهة السعودية مع إيران الحد الأقصى حيث كان التصريح الرسمي لولي العهد السعودي بنيته نقل الحرب إلى داخل إيران، لكن مع الفشل في حرب اليمن التي دامت ٨ سنوات رغم المساندة الأمريكية والبريطانية الصريحة والفاضحة للسعودية وعدم إمكانية الغلبة فيها، بل واستهداف المؤسسات الحيوية في السعودية والإمارات من جانب الحوثيين وعدم جدوى وجود أحدث أنظمة الدفاع الجوي لديهما، وبعد فشل فرض الحصار السعودي والخليجي على دولة قطر للإطاحة بنظامه ومسارعة إيران إلى فتح أجوائها أمام الطائرات القطرية وأسواقها لتأمين حاجات المواطنين هناك وموانئها لاستقبال السفن الممنوعة من الوصول إلى قطر وعبور المياه التابعة لجميع دول الخليج.
– وبعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض وانتهاجه سياسة سلفه باراك أوباما في الإنفتاح على إيران وتبنّيه سياسة العودة إلى الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية، ودعوته الصريحة بوجوب وقف حرب اليمن، وإعلانه سحب بعض أنظمة الدفاع الأمريكية الحديثة ” الباتريوت ” من السعودية ما أغضب المسؤولين فيها، هناك بدأ التفكير جدياً في إعادة قراءة الأمور بتأنٍّ وتمعن، فكانت البداية موقف الأمير محمد بن سلمان عن تخلي السعودية عن الفكر الوهابي وتصريحه بأن نشر هذا الفكر كان بتشجيع من الدول الغربية لمواجهة المدّ الشيوعي في فترة الحرب الباردة، ثم القول بأن إيران موجودة إلى جانبنا شئنا أم أبينا، بل الحديث عن قبول رعاية المصالح المشروعة لإيران في السعودية، وكان بعد ذلك التحول في التعامل مع الحجاج الإيرانيين ينقلب من منتهى السلبية إلى غاية الإيجابية حتى كانت إستقبالات الحجاج في مطاري جدة والمدينة المنورة تتم مع تقديم الورود لكل زائر والترحيب بهم باللغة الفارسية ” خوش آمديد ” وإعطاء كل التسهيلات لهم أثناء زيارتهم للبقيع بل وفتح المكان بعدما كان مغلقاً لسنوات أمام الشيعة عامة.
– وهنا جاءت الخطوة السعودية العملية الأولى عبر التواصل مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي كانت له علاقات وطيدة سابقة مع السعودية بحكم وجوده على رأس جهاز المخابرات العراقية وذلك لتحقيق هدفين في آن، إذ التحرك في هذا الإتجاه يفتح الباب أمام تحسين العلاقات مع العراق الذي دفع عشرات الألوف من أبنائه أرواحهم على يد الإنتحاريين السعوديين الذين تمّ تهييجهم وتحريضهم من قبل المؤسسات الوهابية وتمويلهم من قبل المخابرات السعودية وتقديم كافة التسهيلات لهم للوصول إلى العراق، وفي نفس الوقت يعطي للكاظمي فرصة تسويق نفسه داخلياً أمام الأطراف الشيعية الموالية تاريخياً لإيران في وقت ليس للكاظمي سابقة في العلاقة الودية مع الجمهورية الإسلامية، بل وهناك اتهامات بضلوعه في عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس على يد الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً تكون السعودية قد تجاوبت مع التصريحات الإيرانية المستمرة باستعدادها لتصحيح العلاقة مع الرياض وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين بالأمة الإسلامية، فكان الإستقبال الإستثنائي للكاظمي من جانب الأمير محمد بن سلمان في السعودية ومرافقته شخصياً في جولة على بعض المناطق السياحية والأثرية هناك.
– لقد انطلقت بقوة جلسات التفاوض في العاصمة العراقية ودخلت على الخط سلطنة عمان أيضاً فأفسح الإيرانيون لها المجال ولم يمانع السعوديون لكونها عضواً في مجلس التعاون الخليجي ولها دور في التوسط مع الحوثيين في اليمن، فصارت تُعقد بعض الإجتماعات هناك.
– وحان موعد القطاف، فكان لا بد من إخراج سعودي مناسب لحصول الإنقلاب ، فكانت زيارة الزعيم الصيني إلى الرياض واستقباله المميز من قبل الملك سلمان شخصياً على أرض المطار، وتوقيع عشرات الإتفاقيات التجارية الكبيرة جداً معه ، والصين كانت قبل ذلك قد عقدت معاهدة استراتيجية لمدة ٢٥ عاماً مع الجمهورية الإسلامية، فكان لها الفرصة لتقطف الثمار هي ، والسعودية لم تشأ تقدم هذا التنازل الكبير لدول صغيرة مثل العراق وعمان بل آثرت أن تقدمها لدولة عظمى تهابها الولايات المتحدة الأمريكية بل تخشى كثيراً انزلاقها في الحرب الأوكرانية إلى جانب روسيا، وفي وقت تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمات كبيرة على صعيد الوضع الداخلي وفي الحرب الأوكرانية حيث كانت أمريكا تتوقع حصول نتائج خلال أيام أو شهور معدودة على أبعد تقدير لكن الحرب مستمرة منذ أكثر من عام ولا أفق لنهايتها والمساعدات الإقتصادية تستنزف إمكانيات الدولة وتثير سخط المواطنين، وأيضاً تحضر دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة وإعلانه بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلا أيام معدودة حال فوزه في انتخابات ٢٠٢٤، هذا إلى جانب عدم تقديم بايدن إلى الشعب الأمريكي إنجازات تسوّقه شعبياً، بل سُجلت له سقطات أثارت ضحك واستهزاء المواطنين، وأخيراً دخل الكونغرس على خط فتح ملفاته الخاصة وملف ولده ما يسبب ارتباكه أكثر من ذي قبل.
– إذن كان الإتفاق نتيجة قراءة جديدة للقيادة السعودية ، وتخليها عن كل الشعارات الإستفزازية السابقة واستعدادها للتعامل الإيجابي كما كانت سياسة الملك عبد الله الراحل، لكن الفارق في إيران أن لا الشيخ هاشمي على قيد الحياة ولا السيد خاتمي في وسط الساحة بل مقاليد الحكم هي في أيدي السيد رئيسي المحاصر من قبل أطراف قد لا يروق لها أجواء الوئام بين السعودية وإيران وهي التي أقدمت على مهاجمة مبنى السفارة السعودية وإحراقها على أيام الشيخ روحاني ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين، إضافة إلى أن الكيان الصهيوني المستفيد الأساسي من الخلافات بين الدول العربية والإسلامية والذي لا يفقد في أي حال مبرراً لتأليب المسلمين على بعضهم وفي نفس الوقت تسويق نفسه بأنه الأقرب إلى السنة من الشيعة وأنه يستطيع حماية أنظمة الخليج من الخطر الإيراني الداهم، وكذلك مصانع السلاح في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول التي كانت تكسب آلاف المليارات من وراء بيع السلاح لدول الخليج بحجة القدرة على التصدي للخطر الإيراني.
– إن تجربة إيران مع الدول في المنطقة كلها طوال ٤٤ عاماً أثبتت أن الذين تعاملوا معها بإيجابية وصدق لم تطعنهم في الظهر فهذه سوريا تقف إيران إلى جانبها رغم تحالف العرب والغرب ضدها وهي دولة لها صفة علمانية ويقودها حزب البعث، وليبيا القذافي لم يسقط فيها النظام بفعل العلاقة مع الجمهورية الإسلامية بل استمر الحكم فيه والعلاقات الجيدة جداً استمرت عقوداً حتى تواطأ على القذافي جميع الغرب والعرب وأسقطوا نظامه، وسلطنة عُمان لم تحسّ بالخوف يوماً على نظام حكمها من خلال العلاقة الجيدة مع إيران، ودولة قطر أيضا يحكمها الأمير تميم وله أفضل العلاقات مع الجمهورية الإسلامية من دون أن يشعر لحظة بالخوف من التدخل الإيراني، بل يمكن التأكيد أن التذرع بالتدخل الإيراني في الشؤون لهذه الدولة وتلك ما هو إلاّ لتبرير خلق معركة كاذبة وتمرير الخديعة على الرأي العام الداخلي لتلك الدول.
– واليوم جاء فصل الأخوة والوئام ، وحان وقت الصفاء والتعامل من دون شحناء وعدم الإلتفات إلى الماضي البغيض، وتكاتف الأمة دولاً وشعوباً لتأمين السعادة والرفاهية للشعوب، وصرف الأموال الهائلة لتطوير البلاد بدل تقديمها إلى هذا وذاك من شركات تصنيع السلاح وقادة الدول الإستعمارية على أمل تأمين الحماية للأنظمة من غضب الشعوب، وعدم الإنخداع بالوساوس الشيطانية ومحاولات بثّ الفرقة تارة باسم القومية، وتارة باسم الإسلام، وحيناً باسم الحرص على السيادة الوطنية، ومرة بدعوى الدفاع عن خصوصية هذه القبيلة في وجه غيرها.
– ونحن نذكّر الجميع بأمر الله تعالى الصريح وحثّه الأمة على الوحدة ونهيه عن التفرق وذلك في قوله تعال: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } صدق الله العلي العظيم.
– السيد صادق الموسوي