( ستبقى خالداً ) شخصيات إيرانية وسورية وفلسطينية تحيي الذكرى الثالثة لإرتقاء القائد الاستثنائي الحاج قاسم سليماني الرجل الذي أذل أمريكا وأرعب الكيان الصهيوني وقوى الظلم والاستكبار العالمي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي

 

 

– في حضرة الشهداء تضيع العبارات .. يعجز اللسان عن الوصف .. تذهل الأقلام فلا تعرف ماذا تكتب .. تنحني  الهامات إجلالا .. تتوقف معاني الوفاء و الولاء مذهولة لعظم الشهادة وإخلاص الشهداء .

– وفي محراب الشهادة تتوج الأرض بأكاليل الوفاء وياسمين الطهر وعبق الأرض المضمخة بأريج عطر دمائهم  فتقف القلوب حائرة  تسأل عن سرها وينتفض الوجدان مذهولا وهو لا يعرف كنهها .

– إنها الشهادة قيمة القيم جميعها و عهدة الذمم و أرقاها .. فكيف بالحال إذا كان الشهيد أسد المعارك و ليثها المقدام .. راهب بالليل لا ينام .. متواضع محب  قليل الكلام .. يحمل  في مهجته حب السلام .

– فكيف الحال إذا كان الشهيد منارة للمقاومة وشمسها الذي لا يغيب ولا يعرف إلا الوفاء للقريب والغريب .

– إنه الشهيد البطل الفريق الحاج قاسم سليماني في الذكرى الثالثة لاستشهاده ولأنه سيبقى خالداً ، أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية العربية السورية مراسم خاصة تحت عنوان ( ستبقى خالداً ) ، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق .

– بحضور ممثل السيد القائد المفدى ” الإمام الخامنئي ” دام ظله الوارف ، سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي ، وسماحة حجة الإسلام والمسلمين ومسؤول العلاقات سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ خدايار ناصري وأركان ممثلية الإمام الخامنئي في سورية ، وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور مهدي سبحاني ، والدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ممثلا عن فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد ، ونائب وزير الدفاع العماد محمود الشوا ، وسفير الجمهورية اليمنية الدكتور عبدالله صبري ، والمستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ” مدير المستشارية الإيرانية بدمشق الدكتور سيد حميد رضا عصمتي ، وأعضاء السلك الدبلوماسي والمنظمات والهيئات والمؤسسات والمراكز الدينية وكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية وقادة وممثلين عن الفصائل الفلسطينية ، وممثلي الأحزاب الوطنية السورية والعربية ، ورجال المقاومة وشيوخ العشائر ، والدكتور صابر فلحوط ، رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية ، ورئيس وأعضاء جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية برئاسة الدكتور محمد البحيصي ، ومديرعام وكالة إيران اليوم الإخبارية ، ووسائل الإعلام السورية والعربية والعالمية .

– بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت القارئ علي الطحان ، بعد ذلك عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية .

– وقد ألقى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة رحّب في مستهلها بالضيوف الأعزاء وتقّدم بالشكر الجزيل للحكومة السورية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية على اهتمامه بإقامة هذه المراسم وإيفاده ممثلاً خاصاً .

– وأكد السفير سبحاني : أن إقامة مراسم الشهيد ، ليست من أجل إحياء ذكرى شخص واحد بل هو إحياء لفكر ومدرسة ومبدأ وتيار فكري لأن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان رجلاً عظيماً للتاريخ وأصبح فخراً للإيرانيين ومحبي إيران لعقيدته ودرايته وحبه وإخلاصه وعبقريته المثالية وقارن فيه كلمته بين أولئك الأشخاص العاديين الذين يعيشون حياة روتينية و بين من يتركون بصماتهم عميقة في صفحات التاريخ ، إذ أن الشهيد سليماني تحول إلى شخصية فريدة من نوعها مؤثرة على المستوى الفردي والوطني والدولي ، إذ كانت لديه نظرة عابرة للحدود يسعى لتحقيق مصالح المسلمين في كل مكان .

– وأضاف سعادة السفير : بأن السبب الرئيسي لإذلال أمريكا بعد أن كانت هي المسيطرة والمهيمنة على العالم هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة و كان للشهيد سليماني دور كبير في نهضة المقاومة وإحباط المشاريع الأمريكية و تبديل معادلة القوة لصالح شعوب المنطقة .

– وأشار سعادة السفير : بأن الشهيد سليماني غيّر معادلة القوة من خلال الربط الشبكي للقوة وتشتيتها وإدارة لعبة القوة لصالح محور المقاومة ضد محور الشر .. وبيّن بأن الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية والتي أدت لاستشهاد الحاج سليماني وأبو مهدي المهندس ، كانت بسبب أن الشهيد البطل فرض على أمريكا الهزائم المتتالية وجعلها غير قادرة على رسم المعادلات الإقليمية بناء على هندستها الخاصة .

– وقال السفير سبحاني : لقد توهموا بأن التصفية الجسدية قادرة على القضاء على أهدافه و مبادئه السامية  فهو و إن غاب جسدا لكن منهجه و فكره و مدرسته هو مصباح يهتدي به جميع المناضلين الذين يبذلون الغالي و النفيس من أجل الشرف و الحرية و الاستقلال .

– بعد ذلك ألقى السيد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل ، كلمة الجمهورية العربية السورية ، بدأها بمباركة إيران وأحرار المقاومة في كل مكان بهذه الشهادة المقدسة التي كان يتطلع إليها ويطمح لها تتويجا للمبادئ التي عاشها و عمل لأجلها وإيماناً منه بقضايا وطنه وأمته وصوابية النهج الذي اختاره في مواجهة قوى الظلم والاستكبار العالمي .

– وأضاف الدكتور الخليل : بأن الشهيد البطل استطاع تحقيق إنجازات نوعية أقضّت مضجع الأعداء حتى باتت الرغبة في اغتياله هدفا أساسيا لهم لكنهم لم يستطيعوا اغتيال النهج الذي عمل من أجله والذي زرعه في صدور أبنائه في حركة المقاومة .

– وأكد الوزير الخليل : بأن الشهيد كان قائداً استثنائياً فقد دأب إن يكون في الصفوف الأولى في أي عمل ولم يكن الرأس المفكر فقط ، بل كان المحارب الفذ ورأس الحربة في كل عمل ميداني عسكري أم إنساني ، إضافة إلى تواضعه ودبلوماسيته و مسيرته التي انطلقت من إيران ولم تنته عند حدود فلسطين بل انتهت إلى العلا و الرفعة والسمو .

– وختم معالي الوزير كلمته بأن سورية كلها تعبّر عن عميق امتنانها لذلك الرجل الذي استحوذت سورية على حيّز واسع من اهتماماته وأياديه البيضاء في كل ميدان .

– مؤكداً بأن لا أحد يمكن أن ينسى هذا الرجل المعطاء و ستبقى محطات حياته ملهمة لجميع الطامحين لإعلاء شأن أوطانهم .

– كما وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية ، المناضل الفلسطيني الدكتور طلال ناجي ، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ، الذي أشاد بصفات الشهيد البطل فأكد أنه كان قائداً مغواراً ورجلا من رجال الله ، قاد مسيرة نهج المقاومة المظفرة في أشد الظروف وأحاكها وساهم في تمكين فصائل المقاومة المسلحة و ترك بصماته عليها و كان رقماً صعباً فيها ، رفع راية المقاومة ليصنع لحظة فارقة خلّدها التاريخ فأدى الأمانة وبلّغ الرسالة وصان الكرامة وقاد محور المقاومة وأيدها وحماها .

– وأشار الدكتور ناجي : بأنه منذ عام ١٩٩٨ حين ولّاه الإمام الخامنئي قيادة فيلق القدس والشهيد البطل قاسم سليماني ، كان أهلاً لهذه الثقة التي تخطت حدود إيران و أثمرت نتاجاً مهماً على طول الجغرافية .

– وأكد الدكتور ناجي : بأن الحاج قاسم سليماني ، قاد محور المقاومة بإقتدار ، كما واستطاع بذكائه المتقد وأخلاقه الحميدة وقيادته الحكيمة وقوة شخصيته أن يقارع أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة ، كما وحقق انتصارات مذهلة أرعبت الصهاينة .

– وقال الدكتور طلال ناجي : لقد سار الشهيد البطل على خطا الإمام الخميني قدّس الله سره الذي كان قد أكد بأن الكيان الصهيوني غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود هذا الوصف الذي أرعب المحتل فجيشوا العالم ضدده و شنوا الحروب المركبة عليها وإجبارها على تبديل سياستها بالتخلي عن الشعب الفلسطيني و حزب الله و سورية و العراق و البحرين و كل المستضعفين في العالم لكن القيادة الإيرانية صمدت و أصرت على مواقفها الثابتة فاتخذ القرار على أعلى المستويات بالتخلص من الحاج قاسم سليماني لما يمثله الشهيد من حضور فهو القائد الميداني لمحور المقاومة  الذي يوزع الأدوار ويحدد الأهداف و يضع الخطط و يقدم الدعم .

– كما تحدث الدكتور طلال ناجي عن لقائه شخصياً بالحاج سليماني فيقول : التقيت الحاج سليماني منذ عقدين وعرفته عن كثب فوجدته قائداً استثنائياً شجاعاً محباً لفلسطين ، عاشقاً للقدس ، موقناً بحتمية تحريرها ، وجدته شديداً على الأعداء ، رحيما مع الأصدقاء ، متواضعاً مع العلماء ، حنوناً على المجاهدين ، متضرعاً إلى الله في الليل ، طالباً الشهادة في النهار ، صدق ما عاهد الله عليه و ما بدّل تبديلا .

– كما تحدث الدكتور ناجي عن الحاج سليماني ودعمه لفصائل المقاومة فقال : لقد دعم الفصائل بغض النظر عن الانتماءات السياسية للفرقاء ودون أي تحيز أو اشتراطات وتدخلات و فرض رأي أو انحياز لجهة فلسطينية .

– وأكد بأن الشهيد خرّج أبطالاً من المجاهدين الذين رفعوا راية العزة و الكرامة عاليا و حملوا على أكتافهم مهمة تحرير فلسطين و رفع الحيف عن الشعب المظلوم .

وأوضّح الدكتور ناجي : أن فلسطين والأمة الإسلامية خسرت برحيله رجلا ، لا أوفى ولا أصدق ولا أكبر ولا أعظم منه ، لأن الفضل الكبير كان له في تغيير وجه المنطقة عبر المقاومة الشعبية والكفاح المسلح ولم يعرف يوما اليأس والتردد لذلك استمر نهج المقاومة بعده اعتمادا على الأسس التي وضعها و حددها .

– كما استعرض السيد طلال ناجي في كلمته الانتصارات التي تتحقق في العراق و اليمن و في فلسطين من اشتعال  الانتفاضة الثالثة و العمليات الفردية البطولية التي يقوم بها كل يوم أبطال المقاومة في فلسطين من جنين وطولكرم وغيرها من المدن الفلسطينية هذه العمليات التي أحدثت رعباً في صفوف الأعداء الصهاينة و شعوراً بالهزيمة والخزي كل هذا يثبت  أن الفكر الجهادي للشهيد البطل باقية في النفوس حتى تحرير الأقصى .

– بعد ذلك تم عرض فيلم عن حياة الشهيد البطل الفريق قاسم سليماني وأبرز محطات حياته وقيادته للمعارك المفصلية دون خوف وتراجع وعلاقاته مع  محور المقاومة .

– كما وتألقت فرقة ” إزارأ ” بعدد من الأغاني الوطنية التي تعظم الشهادة والشهداء ، ثم قام السفير الإيراني مهدي سبحاني و السيد الوزير محمد سامر خليل ، والسيد أكرم العجلاني نائب رئيس مجلس الشعب ، ونائب وزير الدفاع العماد محمود الشوا ، بتكريم عدد من عوائل الشهداء ، و قد ترك هذا أثرا طيباً عند الجميع .

– رافق المهرجان معرض صور خلدت المسيرة الجهادي للشهداء ” الحاج الفريق قاسم سليماني ، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي ورفاقه ” .