– يعجز اللسان عن النطق فكله هباء في محراب الشهادة .
– وتعجز الكلمات عن التعبير فكلها مجرد أحبار على الأوراق أمام قامات الشهداء .
– وتقف الأرواح و القلوب ذاهلة أمام المصاب الجلل و إن امتد الزمان و طالت الأيام .
– لا يمكن أن ينسى الإنسان الظلم و الغل و الحقد المتجرد من الإنسانية و القيم و المبادىء .
– وفي محراب الشهادة لا بد من ذكر شهداء آل البيت ..لا بد من ذكر استشهاد الحسن والحسين عليهم السلام .
– لا بد من ذكر شهادة سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء فاطمة عليها السلام ، لا بد من ذكر مظلوميتها لنأخذ العبرة من جهة ، ونعلم النفس من جهة أخرى .
– وفي محراب الشهادة لا بد من أن نذكر من جعل آل البيت عليهم السلام ، حجته وجعل السيدة الزهراء عليها السلام سنده في أحلك المواقف والظروف ، لا بد من ذكر أسد الميادين الهصور راهب الليل .. ليث النهار ” قائد فيلق القدس السابق الحاج قاسم سليماني ” الذي اغتالته يد الاستكبار العالمي والظلم الهمجي كما كانت مظلومية فاطمة الزهراء عليها السلام .
– لقد كان الشهيد البطل الحاج قاسم سليماني وصديقه ورفيق دربه في الحياة وفي الشهادة أبو مهدي المهندس أيقونة الشهادة ومدرسة الشهادة ومنارة الشهادة ، وسيبقى على مر العصور نبعاً يجود بالعلم والعطاء يعلم الأجيال كيف يكون حب الحياة من خلال الشهادة .. وكيف يكون حب آل البيت عليهم السلام من خلال الشهادة .
– وبهذه المناسبة الأليمة في القلوب والنفوس ، أقامت حوزة فقه الأئمة الأطهار عليهم السلام التابعة لمكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني ( قدس سره ) بجوار مقام السيدة زينب عليها السلام ، مجلس عزاء مهيب ، حضره سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ خدايار ناصري مسؤول العلاقات العامة بمكتب السيد القائد المفدى ” الإمام الخامنئي ” في سورية ، وسماحة السيد المجاهد محمود الموسوي ، والسادة العلماء ومدراء الحوزات العلمية وممثلو المراجع الدينية والمشايخ الأفاضل من سورية والعراق وإيران وباكستان وأفغاستان ، ومدراء وأساتذة المزاكر العلمية ، وحشد كبير من الإخوة المؤمنين وعشاق الولاية والمقاومة .
– حيث بدأ المجلس بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت السيد جمال طحان ، بعد ذلك قرأ مجلس العزاء خادم منبر آل البيت عليهم السلام .. الخطيب الحسيني سماحة الشيخ الدكتور محمد خليق حفظه الله ، الذي ربط بين مناسبتين أليمتين على النفس ألا و هما ذكرى استشهاد فاطمة عليها السلام .. واستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهم المجاهدين .
– حيث أكد ان دفاع السيدة الزهراء عن مقام الولاية للإمام علي عليه السلام لأنها أكثر من عرفت مقام الإمامة خاصة وأن دفاع المرء عن شيء ما مرتبط بمعرفته ، لأن المواقف مرتبطة بالمعارف ، فكلما عرفت قيمة آل البيت عليهم السلام ، انعكس إيجاباً على مواقفك وسلوكك وإلتزامك ، والسيدة الزهراء كانت على يقين بأن نتيجة مواقفها هي الشهادة في سبيل العلم والمعرفة .
– وأضاف الشيخ خليق ، بأن هذه المعرفة يجب أن تتملك الروح والجوارح ، فكثيرون من الذين خرجوا على علي كانوا يعرفون الإمامة و لكن المعرفة لم تصل إلى العمق المطلوب فضلّوا ، وبأن الزهراء عليها السلام أكثر من عرفت مقام الولاية فقد سألها أحدهم وهي تزور شهداء أحد للماذا لا يخرج علي للدفاع عن الإمامة فقالت مثل الإمام مثل الكعبة أي أرادت يقصده الناس وهو لا يقصد أحدا وقالت عليها السلام ” الإمام قطب الأقطاب ” .
– وشرح سماحته قول الزهراء عليها السلام ( جعل الله طاعتنا نظاما للملة ) فمن يريد حياة منظمة راقية سعيدة عليه بطا٧ة أهل البيت و طاعة الأئمة لأن السعادة و البركة و الخير كله مرتبط بطاعة أهل البيت .
– وعرّج سماحته إلى ” مصاب ” سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام ، وكيف ” حرقوا باب دارها ” وتساءل كيف تجرأت الأمة على هذا العمل الشنيع واللاحضاري واللإنساني ولم ترع حرمة فاطمة الزهراء ، وهذا الباب كان يقف النبي عليه صلوات ربي وسلامه ، ويقول السلام عليكم يا أهل بيت النبوة .. هذا البيت التي نزلت فيه سورة الإنسان .. هذا البيت الذي كان يستأذن جبريل حين ينزل حتى استشهدت هذه المرأة العظيمة و كسر ضلعها ولطم خدها واسقط جنينها .
– وقد ربط سماحته بين ” الزهراء عليها السلام والحاج قاسم سليماني ” بأنه لم يجلس في بيته وإنما خرجوا للدفاع عن المعرفة والحقيقة والحق فكان الخروج لكعبة القلوب وكعبة العلم والمعرفة .
– ومن ملامح هذا الربط أن الحاج قاسم سليماني كان يتوسل بالسيدة الزهراء فمن ذلك ما حدث في عمليات الفجر ثمانية حين كان من المفروض أن يقطعوا نهراً سريعاً وقوياً والجميع إصابه اليأس إلا الحاج قاسم ، حيث قال لهم إن أردتم انتصارا لنتوسل بالزهراء وبالفعل توسلوا بالزهراء وكان النصر الكبير وكذلك عندما جاء إلى سورية والعراق .
– وأكد أن الحاج قاسم و شهداء كثر دافعوا عن مقام الولاية لأنهم كانوا سباقين لطاعة الزهراء عليها السلام فكان النصر والشهادة نصر لهذه الأمة في كل وقت .
– وقد اختتم المجلس بدعاء التوسل والرحمة لأرواح الشهداء والشفاء الجاعل للجرحى والتضرع والابتهال لله عز و جل بأن ينصر محور المقاومة على الأعداء .