– هو الفقد يجرح عميقا في الوجدان .. فلا الكلمات تنفع و لا الأشعار تدفع .
– هو الفقد المغموس بنار الشوق يحفر عميقاً في الروح آلاما .. فلا الدموع تجدي .. و لا الآهات تقنع .
– وما ذلك إلا لهول المصاب وأثره في القلوب .. إنه المصاب الجلل الذي لم تزده السنوات الثلاث التي مرت إلا حزناً وألما .
– هي ذكرى استشهاد الأسد الهصور قائد فيلق القدس المقدام الأمين الحاج البطل قاسم سليماني ورفيق دربه في الحياة والشهادة أبو مهدي المهندس ورفقهم المجاهدين .
– إنها الذكرى السنوية الثالثة وما زالت الروح تنكأ الجراح عميقاً عميقاً .. وتكوي النفوس .. تنساب الذكرى في الشريايين حباً ووفاءً وإخلاصاً .. تنساب الذكرى في معروج الروح عشقاً للشهادة وشغفاً للاقتداء بالأبطال الذين قدموا الدم الغالي في سبيل الوطن .
– لقد ضرب الشهيد البطل قاسم سليماني أروع نموذج في الشهادة عندما أقض مضجع الصهاينة والعملاء فظنوا أنهم باغتياله سوف يرتاحون من مقاومته و لم يعرفوا و لن يفهموا أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
– هم أرادوا أن ينهوا حياة مقاوم و لم يعرفوا أنه عشق الشهادة .. أنه تمناها ليل نهار و لم يعرفوا أن الأمة أنجبت ألف قاسم سليماني وألف أبو مهدي المهدس ليدك حصون البغي ويذل رؤوس الطواغيت المجرمين .
– وفي الذكرى الثالثة لاستشهاده ، أقام مكتب السيد القائد المفدى ” الإمام الخامنئي ” دام ظله الوارف في سورية مجلساً تأبينياً تخليداً لروح الشهداء ، وذلك في مصلى مقام السيدة زينب عليها السلام حامية الشام .
– حضره عن الجانب الإيراني : سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي ممثل السيد القائد االإمام الخامنئي دام ظله الوارف ، وسعادة الأستاذ عليرضا آيتي القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدي سورية ، وسعادة المستشارة الدكتور سيد حميد رضا عصمتي المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وكوكبة من الشخصيات والجالية الإيرانية في سورية .، وممثلاً عن السفارة اليمنية في سورية
– وعن الجانب السوري : سيادة اللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية والتوجيه المعنوي في الجيش العربي السوري واللواء أكرم حسن مدير إدارة الحرب الالكترونية ، وسيادة اللواء محمد نزار محمد قائد العمليات في الفيلق الثالث ، ومستشار وزير الأوقاف ، والدكتور نبيل سليمان مدير مكتب وزير الأوقاف ، وعدد من السادة القضاة والمحامين ومدراء الحوزات العلمية والمراجع الدينية وأعضاء الفرق الحزبية ورئيس بلدية السيدة زينب عليها السلام والمخاتير والسادة العلماء والمشايخ الأفاضل ومدراء المراكر الدينية والعلمية وشيوخ وممثلي العشائر وشيوخ الموحدين الدروز ورئيس الكتلة الأشورية ونقيب السادة الأشراف ووجهاء المنطقة وحشد كبير من الإخوة والأخوات وعشاق المقاومة .
– وقد اففتح المجلس التأبيني الثالث بآيات من الذكر الحكيم ، فيما عانقت السماء أصوات فرقة العقيلة للإنشاء الديني والمدائح النبوية بأبيات من وحي المناسبة ، كما وألقيت كلمات وقصائد شعرية أشادت بالشهادة والشهداء وبيّنت مكانة الشهيد .
– فقد ألقى كلمة الجمهورية العربية السورية سيادة اللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية والتوجيه المعنوي في الجيش العربي السوري ، كلمة أكد فيها أن الهامات كلها تنحني أمام مقام الشهادة ولعظمة الذكرى .
– مشيراً إلى استشهاد قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني الذي ارتقى إلى الجنة والخلود والفردوس الأعلى الذي وعد الله بها الشهداء الأبرار وهو يؤدي واجبه الوطني في مواجهة قوى الاستبداد والاستكبار مع رفيق دربه أبو مهدي المهندس ورفاقهم .
– وأضاف بأنها ذكرى الشرفاء والقديسيين الذين فهموا الحياة و اختصروا الحياة بأنها الشهادة في سبيل الله و الوطن فاستحقوا كل الإجلال و استحقوا الإكبار و استحقوا الخلود في الدنيا والآخرة .. لأن الشهادة منزلة متأصلة في ذاتنا و ثقافتنا و تاريخنا و نحن ندرك تماماً أن هذه الأرض لكي تبقى مصانة عزيزة علينا بذل المزيد والمزيد من الشهداء والدماء الطيبة الزكية .
– وأكد اللواء سليمان ، أن الشعب السوري لا يمكن له ان ينسى الشهيد البطل قاسم سليماني لأنه وقف إلى جانبهم في شتى المجالات و في مختلف الميادين بل كثيرا ما قاد المعارك بنفسه تعزيزا للتضامن ووحدة الدم والمصير في مواجهة الإرهاب التكفيري وداعميه من دول البغي والعدوان .
– كما ألقى الشاعر مرتضى حيدري آل كثير أبياتاً شعرية من وحي المناسبة مجّد فيها بطولة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس رابطاً بين الشهادة والمجد من جهة واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام من جهة أخرى .
– كما وألقى كلمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي بدأها بالترحيب بالحضور الكريم ، مقدماً الشكر الكبير لمشاركة السادة ضباط وصف ضباط في الجيش العربي السوري والمراجع الدينية والشخصيات العشائرية ووجهاء المناطق والجمهور الغفير .
– وأكد سماحة الحجة الهرندي في كلمته أن سر نجاح هذين القائدين هو المعنوية أي الشعور المعنوي الداخلي فالشهيد قاسم سليماني اختار سورية جبهة قتاله بعد أن حاول الإرهاب السيطرة على البلد بذريعة شعار التوحيد وهو منهم براء اختار سورية لأنه يعرف قيمة سورية ويعرف دورها في كسر شوكة المعتدين .. بل كان كله ثقة بأن هذا البلد سيقوم بتحرير الأراضي المحتلة كالجولان وفلسطين .
– ثم تطرّق سماحة الشيخ الهرندي إلى صفات المقاومين المناضلين كما ورد في الأحاديث النبوية الكثيرة و منها أنهم رهبان في الليل ليوث في النهار فقال بأنهم رهبان بالليل أراد صلاتهم و تهجدهم و اتصالهم بربهم و أن الجندي كلما كان أكثر صلة بربه كان أكثر استعدادا للتضحية و الفداء و بذل الدماء .. فكل من كان يمتلك قلبا شجاعا في المعارك كان على علاقة وطيدة مع ربه في ليله تهجدا و ذكرا و صلاة ، و ذكر من صفاتهم أيضا أن قلوبهم كزبر الحديد لا ينامون لهم دوي كدوي النحل في الليل من كثرة الصلاة ، وأضاف بأن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم نصر بالرعب وكذلك المجاهدون الصادقون المخلصون .
– واستطرد سماحته بذكر بعض صفات الحاج الشهيد سليماني بأنه كان يعكف على صلاة الليل قبل الفجر بساعة و قد سمع ذات ليلة نشيجه و بكاءه بين يدي ربه في صلاة الوتر فكان راهباً في الليل وأسد هصوراً في جبهات القتال في النهار .
– وفي السياق ذاته أكد سماحته الحجة الهرندي ، بأن الإمام الخميني قدّس الله ثراه ، استطاع أن يغير المفاهيم في إيران التي كانت تحت سيطرة أعداء الإسلام بأن جعل الجنود متصلين بربهم و علاقتهم متينة مع الله من خلال صلاتهم و ذكرهم .
– وفي ختام كلمته وجّه القادة إلى ضرورة تعزيز علاقة الجنود بالله عز و جل ليكونا ليوث الوغى في المعارك و يكونوا قادرين على تحرير الأراضي المحتلة من براثن الأعداء .
– ومن الجدير ذكره بأن سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي قام في نهاية المجلس بتوديع السادة الضباط وشيوخ العشائر والمشاركين في الحفل التأبيني شاكراً حضورهم الكريم والمصحوبين بالصلاة على محمد وآل محمد .