– تهفو القلوب المحبة بنبض الروح إلى الروح إلى مجلى السنا ، إلى دفء المهج ، إلى الصدق و الطهر ، إلى الحق و الصبر ، تهفو القلوب إليك يا سيدي يا أبا عبد الله ، تتدفق الجموع الصادقة بقلوبها قبل الأبدان لزيارة العتبة المقدسة في كربلاء الروح ، في كربلاء الأنوار ، في كربلاء الحقيقة ، تتدفق النفوس المحبة الممتلئة عشقاً و شغفاً بطهر أرواحها لزيارة مصباح النور في دياجي الروح علها تقتبس من خيركم و جودكم وأنتم يا سيدي يا أبا عبد الله الحسين أهل الجود والمكرمات في كل الأوقات .
– من تمسك بعترتكم نجا ، ومن أدبر خاب وخسر ، تسير الأرواح المتيمة بالتحنان راجية نظرة من الحبيب الطبيب من أهل الخير من آل بيت رسول الله ( صلً الله عليه وآله وسلم ) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا تسير نحو العتبة الشريفة و لسان حالها يقول يا سند من لا سند له ويا عماد من لا عماد له و يا ظهر من لا ظهر له .
– إن مجالس العزاء في الأربعين ملأت الدنيا و زاد عدد الزائرين إلى كربلاء المقدسة وقد وصل عدد الزائرين إلى ، (21,198,640 ) واحـداً وعشرين مليوناًً ومائة وثمانية وتسعين ألفاً وستمائة وأربعـيـن زئـراً من 80 دولة عربية وأجنبية .
– وهذا إنما هو دليل واضح على حال الأمة التي اجتمعت على حب سيد الشهداء وحب محمد وآل محمد ، وعرفت بفطرتها فطرة الحق الحقائق مهما غلا المغالون واستبدّ المستبدون وعتا العاتون .
– إنها رسالة الحق التي لا تغيب شمسها مهما حاول الفراعنة في كل زمان ومكان إطفاء نورها لأن الله هو الحق وهو الذي تكفل بحفظها وإعلاء شأنها وحمايتها حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
– وهذا العام وذكرى الأربعين فيه أخذ طابعاً مختلفاً متميزاً عن بقية السنوات الماضية ، ليس فقط من حيث العدد الهائل لزوار العتبة المقدسة الشريفة ، وإنما لمشاركة الطوائف السيحية من متخلف بلدان العالم ، والمذاهب والأديان المختلفة مع القوميات المتفرقة والمرجعيات المتباينة .
– نعم كلها اجتمعت تحت راية الإمام الحسين عليه السلام ، تحت راية الصدق والوفاء ، تحت راية العدل و الإخاء ، تحت راية العزة والولاء ، وما اجتمعوا إلا لأنهم أيقنوا بالحق والصدق والعدالة .
– إضافة إلى مشاركات متميزة من كبار الشخصيات السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية من دول مسلمة وغير مسلمة ، جميعاً اجتمع على مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ، ومكانته ومحبته وتأثيره العظيم في إعلاء راية الحق والدفاع عن الحق مهما ادلهمت الليالي واشتدت المصائب .
– وفي أرجاء سورية وكافة محافظاتها ومدنها عموماً ، ومدينة السيدة زيتب عليه السلام خصوصاً ، أقيم مجلس عزاء كبير بذكرى الأربعين تحت إشراف ( هيئة الصحابي عمار بن ياسر .. وهيئة خدام العقيلة و الهيئات و المواكب ) ، وذلك في مقر الهيئة بجوار حامية الشام ، السيدة زيتب عليه السلام .
– حيث قرأ المجلس الملا حسين حمزة أبو علي ، فذكر عن مسير الأربعين و رد الرأس الطاهر إلى الجسد الشريف وفضائل وبركات هذا اليوم من ذلك ما كان من جابر بن عبد الله الأنصاري وقد جاء يزور مقام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة و هو أعمى ومعه خادمه عطية العوفي ، حيث أخبره بأن هناك قادم من بعيد فقال له جابر يا عطية من هم ، إن كانوا من جماعة عبيد الله بن زياد اختبأنا وإذا كانوا زين العابدين و أخواته وعماته فأنت حر لوجه الله .
– فإذا هم ” زين العابدين وأخواته ” فنال العتق من أول زيارة لمقام الحسين والقصص في فضائل الزيارة و التزود بمحبتهم كثيرة لا يتسع لها ديوان ويعجز في توثيقها البنان لكثرتها وتنوعها .
– مؤكداً أن المشاركة العالمية الكبيرة في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لهذا العام ، أجمعت وأكدت بصوت واحد على انتصار الدم على السيف ، وانتصار المظلوم على الظالم ، وانتصار مشروع ألأُمه على مشروع السلطة .
– اختتم المجلس بالدعاء إلى الله العلي القدير بأن ينصر تلك الدماء الزاكية لأهل بيت العصمة عليهم السلام ، وأن يحفظَ سورية والعراق وفلسطين ولبنان واليمن والبحرين ومحور المقاومة بقيادة ولي أمر المسلمين ” القائد المفدى .. الإمام الخامنئي ، وسائر بلاد المسلمين والمؤمنين من كل مكروه وأن يديم نصره عليهم وأن يخذل أعدائهم من قوى الأرهاب والتكفير إنه سميع مجيب .
– رحمك الله أبا عبد الله الحسين عليه السلام ” الخالد في قوبنا وأجسادنا وأرواحنا إلى أبد الأبدين ” وأحسن عزاء الأمة بك ، وإننا على العهد باقون وبالوعد متمسكون .
– السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولادِ الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .. السلام على مقطوع الكفين أبا الفضل العباس حامل لواء الحسين عليهم .