#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– خرج من مصر رافضاً معاهدة الذل والاستسلام (كامب ديفيد) فقدِم الى العراق مدرساً في كلية الفنون الجميلة، محمد توفيق الفنان الملتزم الجاد الذي درس الفن في الولايات المتحدة الامريكية وتتلمذ على يد الممثل العالمى لورانس أوليفيه.
– أُسند إليه دور شيخ الانصار حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه في المسرحية الممنوعة الشهيرة (ثأر الله) للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي والتي صارت بجزئين فيما بعد الى ( الحسين ثائراً ) و ( الحسين شهيداً ) .
– ينقل الكاتب والمسرحي العراقي (طالب محمود السيد) الذي كان يتتلمذ على يد توفيق في احد ايام الخميس بداية الثمانينات انه اصطحب استاذه الى ضريح سيد الشهداء بعد ان طلب هو ذلك ويروي مشاهداته في تلك الزيارة
” وقف في باب الضريح ” أمام اللوحة الكبيرة التي فيها زيارة وارث ، أخرج نظاراته وارتداها وبدأ بقراءة الزيارة ، فاذا بعد سطرين من الزيارة اخذته رعدة هائلة استولت على جسده ويداه وبدأت الدموع تنهمر على وجهه، والناس تنظر اليه لانه شخصية معروفة تلقي عليه التحية والسلام، وهو مشغول بتلك الجذبة التي نقلته الى عاشوراء .
– التفت إلى السيد فجأة وقال ” ده أُدامي ” بيسمعني وبيبصلي ( يقصد بذلك الامام الحسين عليه السلام ) لأنه استشعر وجوده وخلوده، حتى اذا اتم قراءة الزيارة تقدم وامسك بكلتا يديه باطار لوحة زيارة وارث واضعاً خديه عليها بالتناوب .
– ثم دخل بكل خشوع وسكينة وانكسار داخل الضريح ، حتى اذا بلغ الشباك الشريف فاذا به يرتعد ويهتز كما تهتز الاشجار في يوم عاصف ويعلو صوته بالبكاء والنحيب حتى سقط مغشياً عليه ليحمله من معه خارجاً
يقول الاستاذ ( طالب محمود السيد ) بانه بعد الزيارة عزف عن تناول الطعام الذي قُدم له في المطعم، وبقي في حالة غريبة من الخشوع والانجذاب غارقاً في الحزن والأسى، كان يتمتم ويردد كلمة لازمته مدة (ده بيسمعني .. كان بيبصلي ) ، بادرت إليه بالقول : عندكم في مصر مقام الإمام الحسين عليه السلام ، فهل جرى عليك هناك ما جرى اليوم في كربلاء ..؟!!
– فقال : لا .. ده هو .. هو هنا مش هناك ..!
– عاد توفيق الى بغداد وبعد يومين وعندما دخل على طلبته قائلاً : ” اغلقوا كتبكم ” فلا درس اليوم ، ولنتحدث عن أعظم مدرسة ومدرس ودرس .. درسنا اليوم هو الحسين عليه السلام وفقط .