#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– إلى أبي
لو أبقتكَ لِيَ السماءُ
لما ابتلَعَتني أنايَ
وقَفزتُ فوق سياجِ
الحورِ والرّمان
ما كانتِ الغربانُ
اختطفتْ ورودَ الصَّبار
كنتُ أيقنتُ سرّ الماءِ الدافئ
تحتَ جلدِكَ
بين العروقِ والدماء
حنّطتُ تمرّدكَ على الصحراء.. والقوافي
وغَضضتُ البصرَ عن الذئبِ
وهو يرميكَ في بئرٍ
أخبرتُ أُمّي
واتّهمتُ النُّعاسَ
بالتآمر مع الذئب
طَويتُ خطيئتي في غوايةٍ حمقاءَ
وحُريّةٍ دَمِنَةٍ تَفسّختْ
عواءً.. وخواءً
بَعدَ النومِ هرباً مِن الحياة
قبلَ الحُلم خوفاً مِن الموت
رأيتُ ساعدَيكَ .. يا أبي
والدحنونُ يكسوها
تطفو على اللبَنِ المُوشّحِ بالدماء
أجهشتُ بالعويلِ والبكاء
وبَسَطتُ كفّي
كي أحتالَ الوصول
وبسطتَ كفّكَ بيضاءَ
أمسكتُ بساعدَيكَ
أُجذّف بهما في العماء
وكم أبصرتُ في عينَيكَ
وأنا الحزنُ الذي أطبق جفنَيكَ
كي لا أرى سَوأتي بنورِهما
هكذا صرخ الوجعُ
خارج اليُتم في ذاتي
وغادرتْ جسدي المُستسلمَ للضياع
أشباحُ انكسارٍ.. وانهزامٍ
وفُتات جدلٍ مُتَعَفّنٍ
على جُنحِ الخيال
– رضوان هلال فلاحة
– من ديوان جرار الخوف ومطر ناعم 2017 .