#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي
– ينهمر الغيث من السماء فتنتعش الأرض وتزدان .. وتتباهى بالعصف والريحان .. فكيف بالإنسان وقد انهمرت عليه رحمات النبوة فانتعشت روحه وصفاً قلبه ورقت نفسه وترقّت فكانت الرسالة التي منحت العالم كله النور والسرور .
– ولما علم الله بالإنسان ضعفاً قد خلقه عليه ، فقد شد أزر الرسالة السماوية المحمدية بولاية دائمة بعده حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، هذه الولاية التي أعطاها الله لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، الولاية التي خصه بها من بين كل الصحابة لأنه الإمام الطاهر التقي النقي ، لأنه جمع الخير والمحبة والإخلاص بين عطفيه .
– لذلك كان يوم الولاية عيداً أكبر للمسلمين في غدير خم ، إنه اليوم العظيم الذي جعل الله فيه تمام النعمة بعد إكمالها للإسلام ولاية واجبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، وكان مصداق قوله تعالى في كتابه العزيز : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } وكان من تمام النعمة البيعة بالولاية للإمام علي عليه السلام ، و ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، في حجة الوداع ، عندما نزل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وادي غدير خم وخطب خطبة عيّن فيها أمير المؤمنين عليا مولى للمسلمين ، ليبايعه كل من أراد أن يكون مولى الله ومولى رسوله ، اللهم جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام أجمعين .
– واحتفالا بهذه المناسبة الغالية على القلوب الحاضرة دائماً في الوجدان ، وبرعاية مباركة من مكتب ولي أمر المسلمين السيد القائد المفدى ” الإمام الخامنئي ” دام ظله الوارف في سورية ، أقام مركز الشهداء الثقافي وأسرة مجلة أهل البيت عليهم السلام ، ندوة علمية ثقافية بعنوان ” عيد الغدير وآفاق المستقبل بين الولاية والقيادة “ وذلك في مدينة السيدة زينب عليها السلام ، حضرها كوكبة من رجال العلم والدين ومدراء الحوزات العلمية وطلبة العلوم الدينية ورجال المقاومة الإسلامية ” حركة النجباء “ وممثلو الفصائل الفلسطينية المقاومة ومدير عام وكالة إيران اليوم الإخبارية وحشد غفير من الحضور .
– وقد ألقيت في الحفل كلمات عدة وقصائد شعرية أشادت بهذا اليوم وأهميته في ترسيخ فكر الولاية الحقة وكيفية الإستفادة من هذا اليوم العظيم من خلال إسقاطاته على الواقع المعاصر .
– بدأت فعاليات الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكز الحكيم بصوت القارئ جمال طحان ، فيما أكد مقدم الحفل الشيخ محمد حجازي أن هذه المناسبة هي مرحلة تاريخية مفصلية ، فقد أسست لمفهوم الولاية والقيادة التي دعا إليها جميع الأنبياء والمرسلين ، إبتداً من أدم عليه السلام إنتهاءً برسول الأمة محمد صلَ الله عليه وآله وسلم ، لتأسيس الحكومة العادلة ، مشيراً إلى أن عيد الغدير الإغر يحمل شموخ الأمة وبقائها وهو تجديد العهد والولاء للدعوة الإسلامية الخالدة ، منوهاً أن واقعة الغدير كونها واقعة مثالية لإعلان منصب عمود الدين وحبل الله المتين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، مستشهداً بقول الله اتعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } .. المائدة : 3 ، بعد ذلك افتتحت الندوة بكلمات المشاركين .
– وألقى أول المتحدثين ، سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ ” خدايار الناصري “ المشرف العام على مجلة أهل البيت عليهم السلام ، كلمة رحب فيها بالضيوف الأجلاء والحضور الكريم ، مقدماً التهنئة بهذ المناسبة الغالية على القلوب ، شاكراً السادة العلماء والشعراء وطلبة العلم الديني وخاصة السادة الذين لبوا الدعوة لإغناء الندوة بمشاركاتهم الفكرية وخص بالشكر “ سماحة الشيخ الدكتور محمد حسن التقي من الفوعة البطل الذي ظل محاصراً فترة من الزمن ، وكذلك سماحة حجة الإسلام والمسلمين ، الشيخ أبو كريم حفظه الله ، وشاعر الزجل الموزون ، الأستاذ شفيق ديب “ .
– وقد أكد ” الشيخ الناصري “ أن حادثة غدير خم ليس بالأمر الهين وأنه واجب علينا ألا نكتفي بالإحياء لمثل هذه المناسبة بل علينا أن نتعرف مكانة هذه الحادثة ومقام هذا الحدث الجليل لأن فيه مسار الأمة الإسلامية ، المسار الذي رسمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والمسار الذي رسمه الله تبارك وتعالى في عيد الأضحى المبارك بواسطة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما قال { إني جاعلك للناس إماما } ، منوهاً أن الأنبياء جميعهم وعدوا بتحقيق هذا الوعد الإلهي عندما نشر كل منهم الدين القويم في بقعة صغيرة إلى أن تتكامل المسارات جميعاً ليتحقق الوعد الإلهي منذ أدم عليه السلام .
– مشيراً بأن الوعد الإلهي سيتحقق على يد آخر وصي وآخر خليفة ، ألا هو وارث الأنبياء ، الموعود المنتظر ، نور آل محمد ، قائم آل محمد ، وعد الله ، ميثاق الله ، الإمام المهدي عجّل الله ظهوره .. أبو القاسم محمد بن الحسن عليهم السلام .
– وأضاف ” الشيخ الناصري “ قائلاً : إن السبب في تأخير هذا الظهور لأن هذا الحدث في غدير خم لم تتجسد و لم تتحقق دلالتها الروحية في روح الإنسان وواقعه ، متسائلاً ومستشهداً بقول ” الإمام الخميني قدّس الله سره “،
– لماذا يعصي الإنسان الله ..؟
– لماذا يبتعد الإنسان عن طريق الحق ..؟
– لماذا يتكاسل الإنسان عن طاعة الله ..؟
– ذلك لأن ما يؤمن به لا يدخل في قيميه وهنالك من يتلاعب في فكره وتضليل رسالته السامية .
– ووضّح سماحته أن الاحتفال بيوم الغدير يحمل بين طياته سبب بقاء الأمة واستمرارها و صمودها في وجه كل من أراد بها الشر والخذلان ، داعياً الله أن تكون حادثة غدير خم منهجا للأمة الإسلامية حتى لا تضل عن ولاتها وتلتزم بطريقه الذي ارتضاه الله لها وذلك حتى نكون خير أمة أخرجت للناس ، متمنياً للمشاركين التوفيق .
– بعد ذلك ألقى ” سماحة الشيخ الدكتور محمد حسن تقي “ مدير معهد الغدير ، ومدير حوزة الإمام الباقر عليه السلام ، كلمة تحت عنوان ” واقعة الغدير بين نظم الأمر وحسن الاختيار “ ، حيث أكد على أن الحديث عن هذه المناسبة يأخذ أشكالا متعددة من حيث الحديث عن الحدث التاريخي ومضمون الحدث وإسقاطات الحدث لأن الأمر لم يكن باختيار النبي ( ص ) إنما اختيار الله اختيار الموقف والشخصية والكيفية التي تمّ بها حيث كان النبي متخوفا من حركة النفاق والارتداد فيما لو بلغ الأمر ألا وهو أمر الولاية في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } فكان لا بد من الانصياع لأمر الله لتتم النعمة وهو استمرار خط النبي بآلية أخرى ، فالنعمة عبارة عن كطف إلهي للبشر ليأخذ بيدهم إلى الصراط المستقيم والمنهج السليم رأفة من الله بالبشر ، لذلك كان إتمام النعمة بخط جديد هو خط الولاية و القيادة ، مشيراً بأن الولاية هي طريق جديدة وقوانين جديدة وضوابط تمت في واقعة غدير خم والمستفاد أن نضبط أمرنا وعلاقاتنا فيما بيننا وفق نظم سليم صحيح يتوافق مع المقاصد ، موضحاً أن الاختيار ، كان اختيار واقعة الغدير اختيار هو الأحسن للمكان والزمان والأسلوب والأحسن للتبليغ والأحسن للشخصية التي ستقوم بالأمر فواجب علينا أن نستفيد مبدأ حسن الاختيار في حياتنا منهجا دائماً .
– بعد ذلك صدح ” الشاعر شفيق ديب “ بعدد من القصائد الزجلية الموزونه من وحي المناسبة جاء فيها :
فاض الغدير ومتل تبيان المُبين
أحرف علي سْفينة نجاة العالمين
والظرف مهما يكون من أهل الظلام
واجب علينا نكون من أهل اليمين
يا سامعين النّور من ركن المقام
ما أجمل الإيمان .. يكمَل باليقين
ما سارت السيرة وَلا الإسلام قام
لوما البداية مْن العشيرة الأقربين
والفخر ما تفاخر بأنواع الحسام
لوما الشرف يهجم بغرّ مْحجّلين
والظلّ ما شعشع من (تْنعشر) ١٢ إمام
لوما شمس الله عليهم أجمعين
يا حيدر الكرّار يا كل المقام
الله ورسولو عارفينك أنت مين
يا رافع الإسلام … يا مغزى الصّيام
يا ملجأ الأيتام يا أنزع بطين
حاربت لما الحرب كانت شأن عام
سالمت ما سلمت أمور المسلمين
سامحت جوع الخصم وبْأوج الخصام
ناديت إلهن يشربوا الماء المعين
فصل الكلام ومختصر فصل الكلام
يا ربّ والي كلّ من والى الأمين
هيدا الرسالة الكاملة وْنور السلام
هيدا علي هيدا أمير المؤمنين
– – – – – – – – – – – – – – –
لا شكّ إنّو في رحيم وفي رجيم
والقادر بْيحيي القلوب مْن الرميم
وحروف بسم الله بسمات و حُلل
إتقانها مكمّل برحمن ورحيم
يوم الغدير وْأبلغ الوحْي انرسل
والحرّ عم يحرُق ستارات السديم
شو الحرّ .. ما هوّي جُزيئة من جبل
والنار والجنة بتقسيم القسيم
يا دين إشهد مَشهد الدّين اكتمل
وتباركت درب العظيم مْن العظيم
لكن لأنو الكون شايف شو حصل
والنور حجّة.. عالأديم مْن القديم
حسيت لما الكف بالكف انجبل
كلمة علي وموصول فيها حرف ميم
هيدا عليم وعلم من الله انوصل
ما بينفصل متل الصراط المستقيم
– – – – – – – – – – – – – – –
شو كان يتسابق على الأسماع
شعر وحكايا عن أحُد وحْنين
في أبلغ وأبدع من الإبداع
آلاء ما بين العقل والعين
سبحان يلّي من فرد إشعاع
ساوى الرسول وإبن عمّو تْنين
الصدق جعفر… والرضا إقناع
والمجد زينب .. والشهادة حسين
يا هاجم وحامل على الإسمين
بين المتى والما هوَ والأين
راجع حسابك يا شرك.. ورجاع
ضربة علي أثقل من الثقلين
– – – – – – – – – – – – – – –
يا يعربي ويا أعجمي قبل الوصول
ما زال نور القلب بيضوّي العقول
صونوا الفضل يا يعربي ويا أعجمي
وْسيروا بْولاية حيدر وعلم الرسول
ما في فضيلة بالوجود الآدمي
إلّا لمن يأتي الأصالة … مْن الأصول
باب العلم حامي الرداء الحضرمي
فرد الإمامة المطلقة وزوج البتول
– بعد ذلك ألقى ” سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أبو كريم “ كلمة هامة بعنوان يوم غدير خم و استمرارية منهج الرسالة النبوية على أسس الوصية و الولاية ، وقد أكد فيها على أهمية هذا اليوم الذي تحدث عنه رب العزة و بلغ به الأنبياء من آدم عليه السلام إلى النبي محمد عليه السلام . وذكر أن النبي ربت على كتف الإمام علي عليه السلام قائلا هذا إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله و في موضع آخر بأنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين .
– ورأى ” الشيخ أبو كريم “ أن يوم الغدير تجسيد لكفاح هابيل وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى الكلمة و تجسيد لكفاح العلماء والمصلحين الذين ساهموا في أسس الفكر الإنساني وهو تجسيد للمسؤلية الملقاة على عاتقهم .
– وأضاف ” الشيخ أبو كريم “ بأن للأنبياء حول رسالاتهم ملمحان الأول قانون الرسالة و الإيمان بها و إبلاغها في حياتهم و الثاني الأحكام الإلهية و المحافظة عليها بعد وفاتهم و من هنا يأتي أهمية دور الأوصياء و الأولياء و شدد سماحته على أن قيمة المفسر لرسالة السماء و المطبق لها تعادل قيمة الرسالة نفسها وقيمة وجود الرسول تعادل قيمة الإسلام و قيمة من يفسره بعده تعادل جيل الإسلام كله لذلك النبي صلى الله عليه وسلم جمع في حديث الثقلين المشهور بين القرآن و العثرة الشريفة باعتبار أن الولاية ركن النبوة وعليه بني الإسلام بعد الصلاة و الصوم والزكاة و الحج .
– بعد ذلك تم فتح باب المداخلات التي أثّرت الندوة و اغنتها و اختتمت الندوة بعد ذلك بالصلاة على محمد و آله ، وتم الإجابة عليها .
– وعلى هامش الندوة وجّه ” سماحة السيد محمود الموسوي حفظه الله “ ، مدير العلاقات العامة في ” المقاومة الإسلامية – حركة النجباء “ عبر وكالة إيران اليوم الإخبارية التهنئة للأمة جمعاء بهذه الذكرى العطرة ، مؤكداً أن هذا العيد الأكبر عيد ولاية الإمام علي عليه السلام ، وأشاد بالدور الإداري العظيم للنبي محمد عليه السلام حينما وضع الوصاية و الولاية في شخص الإمام علي عليه السلام .
– وأكد سماحة السيد الموسوي ، أن مشوار المقاومة بدأ منذ ذلك الوقت ضدد المنافقين والفاسقين ، وبيّن سماحته الدروس والعبر المستفادة من هذا الحدث التاريخي الجليل الذي نتلمس فيه نفحات المحبة الإلهية للبشر من خلال منح الولاية للإمام علي لتكون استمرارا للرسالة المحمدية وتذكيراً دائماً بالنهج السليم حتى لا يحيد المسلمون عن هذا الدرب ، مجدداً العهد والوفاء بالمضي خلف راية أمير المؤمنين عليه السلام .
– كما صرّح سماحة الشيخ نجيب معروف ، للوكالة أيضا بأن الباعث الحقيقي لحضور الندوة هو الاستماع و الاستفادة العظيمة من إسقاطات هذا الحدث العظيم على الواقع المعاصر ، ودعا الشيخ نجيب إلى الفرح بهذا اليوم باعتباره العيد الأكبر للمسلمين عيد الولاية والوصاية للإمام علي عليه السلام ، مستشهداً بقول النبي صل الله عليه وآله وسلم ، ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصر وأدر الحق حيث دار ) ، كما ودعا المسلمين في بقاع الأرض لموالاة الإمام علي عليه السلام والسير على نهجه ودربه درب الخير و السلام و نصرة المظلوم وطريق الحق والحلال والعطاء .
– حضر الندورة كوكبة من الشخصيات الدينية والثقافية والأدبية والفكرية ورجال المقاومة وحشد كبير من الحضور .
الشيخ محمد حجازي مقدم الحفل
سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ خدايار الناصري
سماحة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور الشيخ محمد حسن تقي
الشاعر شفيق ديب
سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أبو كريم
جانب مداخلات الحضور
تكريم المشاركين