يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي؛ فيشكّل الطّلاقُ خطراً كبيراً على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال، ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين، واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ. انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصة عند الزواج بعمرٍ مبكرٍ

فَهناك العديد من الأسباب  التى تؤدى فى مطافها الاخير الى الطلاق فتختلف هذه الأسباب باختلاف المستويات المادية والاجتماعية والصفات الشخصية للزوجين ومن اهمها :

١- التسرع فى الاختيار من ناحية الزوج وأهله أو التسرع في الموافقة من ناحية الزوجة فمن الممكن أن  تكون الزوجة مناسبة له ديناً و اجتماعياً ومادياً  … فأحياناً المشاكل المادية فتعتبر ايضاً مشكلة قد تسبب الطلاق ولكن فى هذه الحالة فان الأمر  متعلق بصفة كبيرة على الزوجة  فأما أن  تكون صبورة وتستطيع أن تتحمل الزوج فى السراء والضراء وأما أن تتذمر من هذه الحياه ولا تتحملها وتطلب هي الطلاق وهذا عائد ايضا على التربية فى الأساس 

فَعدم التوافق سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً، خصوصاً إذا اقترن بسنّ مبكرة وقلة خبرة، وهذا يؤدي إلى ما يمكن تسميته بـ«الطلاق قبل الدخول» أو الزواج المحكوم عليه بالفشل، نظراً لعدم التكافؤ، وشعور أحدهما بأنه أقل أو أفضل من الآخر

٢- ثانياً ووهو لايَقل أهَمية عن الذي سَبقه وهو ” انعدام الحب”

فالحب ليس كلمات تتردد على الألسن، بل هو أفعال ومواقف.!

فذكر الله المودة ما بين الزوجين فى قوله تعالى :”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” 21-الروم ..

فالحب:

هو ميل القلب إلى من تحب، وهو مشاعر فطرية في قلوب جميع البشر، لكنها تحتاج إلى تعلُّم فن إظهار الحب برِقَّة وجمال، وهذا ما لا يتقنه الكثيرون رغم بساطته وسهولته.

فالحب كالوردة التي تحتاج إلى رعاية وتعهُّد، فإن اهتممت بها، وداومت على سقايتها على قدر حاجتها، نَمَتْ وازدهرت، وإن أنت أهملتها، وغفلت عنها، ذبلت وماتت مع مرور الوقت.

٣_ بعض الصفات الشخصية قد ئؤدى أيضاً إلى  الطلاق

مثل العناد فالرجل العنيد او المرأة العنيدة يصممون على آرائهم  بغض النظر عن آراء  الآخرين وبغض النظر أيضاً إن  كانت آراءهم صائبة ام لا ؛ مما قد يتسبب فى مشكلة تؤدى الى الطلاق

٤_ وايضاً من أسباب الطلاق : ” الانترنيت والخيانة الزوجية” فقد زادت في الآونة الأخيرة  قصص الخيانة التي تُدمي القلوب فبعد سنين من الحب والعشرة يقتحم فايروس الانترنيت العلاقات الزوجية ليمزق رباطها ويففك ترابطها .. بأول خيطٍ لطريق الخيانة  وهو مايسمى”بالفضفضة” وهو التي تُلقي العلاقة الزوجية الي مجزرة الطلاق والمحاكم الشرعية..!

٥_- الصراع على السلطة : ويظهر عدم التوافق أيضاً عندما يكون هناك صراع واضح على السلطة…في مجتمعنا اليوم ، أصبحت النساء أكثر استقلالية من ذي قبل ومن المقبول تماما للمرأة أن تدعم نفسها تحت مسمى ” مساواة الرجل والمرأة ” ، وتعمل بدوام كامل في المناصب العليا، وأن تكون رائدة وإدارية ..

٦- الزواج المبكر: وذلك من دون وجود تكافؤ وتوافق اجتماعي وثقافي بين الزوجين، ظناً من الأهل أنه علاج حاسم لهاجس يسيطر عليهم تجاه بناتهم، ما يؤدي لاحقاً إلى حدوث مشكلات.

٧ – طيش الزوجة، فهي تتعامل مع زوجها مثلما تعامل شقيقها في المنزل، فترد عليه الإساءة بالطريقة نفسها، وربما تبادله الضرب إذا اعتدى عليها وعدم إدراك مسؤولية الزواج من قبل الطرفين، وانتقالهما من حياة مرفهة خالية من الالتزامات إلى واقع جديد يفرض عليهما تقديم بعض التنازلات وعدم نضج كِلا الطرفين ففي أغلب الأحيان يفقر الزوج والزوجة إلى  الحكمة ليكون الاندفاع سيد الموقف ..!

٨ – عدم تحدث الطرفين قبل عقد القران، في التفاصيل كافة، فهما لا يتفقان على الأمور التي يمكن أن تثير المشكلات، مثل الإنجاب وتأجيله لأسباب متعلقة باستكمال الدراسة أو الاستعداد بشكل جيد لتحمل مسؤولية أطفال، إذ يفترض فتح نقاش بين الطرفين حول كل الأمور المشتركة بينهما، والتوصل إلى اتفاق قبل إتمام الزواج ووقوع الكارثة الاكبر بعده..!

والطَلاقُ له آثاراً نفسية وفرديّة واجتماعيّة :

آثاره على المرأة:

فالطلاق يؤثِّر على المطلقة بشكلٍ كبير ، ويؤدي إلى ضغوط نفسية مُدمرة ،

 كَالشعور بالندم على  فات ، ونقص الإحساس بقيمة الذات التي هُدرت ، ومرارة الفشل في الحياة الزوجية التي كانت حُلمها ..!

 ومن ثُم فقدانها الهَويّة الزوجيّة ؛ والإحساس بالحرمان العاطفي ؛ 

وعدم احترامها في كثير من المجتمعات لأنها اصحبت تُسمى مُطلقة ؛ والأهم من ذلك الشعور الذي ينتابُها مراراً من الذي سيقرعُ باب مطلقةٍ ثانيةً ..!

مع كُل ما سبق فإنّ المرأة المُطلقة التي دخل في حالة نفسية قد تتطوّر لتصل لحد الاكتئاب الشديد ، كما أن تساؤلات الأطفال عن سبب عيشهم دون والدهم يزيد من تعبها وإرهاقها وتؤدي أغلب هذه الحالات للانتحار!  

ولا نُخفيَ أيضاً آثار النفسيّة للرجل فهو دايماً الطرف المُلام!

تُلاحق الرجل آثاراً نفسيّة مِنها :

 إصابته بالسلبية تجاه النساء بشكل عام لأن التجربة الأولى باتت بالفشل ؛ فيعتريه الخوف بأنه سوف يُرفض من قِبل النساء الأخريات بعد الطلاق ؛ فيُصاب باهتزاز الثقةِ بالنفس  في إنجاح الحياة الزوجية ثانيةً ؛

 وعدم الثقة بالمرأة كزوجة لكي لا يذوق مرارة الفشل مرة أُخرى ، فَينظر إلى النساء بأنهن من صنف واحد ولا تختلفُ إحداهُنّ عن الأُخرى وكثيراً ما يلقي اللوم على النساء ، بأنهن السبب في عدم نجاح الحياة الزوجية…

ودايماً يشغل الدراسات آثار الطلاق على الزوجين جاهلين ثمرة هذا الزواج الذي كان عنوانه الفشل ..!

فالطلاق له التأثير الاكبر لدى الأطفال… أولهم  عدم شعور الطفل بالجو الأسري ممّا يسبّب له العديد من المشاكل النفسيّة ، فيبدأ في حالة التوحد الذي يحتضنه بدل الأب والأم  وخاصةً عندما يرى أصدقاءه يعيشون حياةً طبيعيّة مع كلا الوالدين ، وهو يعيش مع أحدهم ويفتقد للآخر ..!

ومما يُصيب الاطفال الشعور بنقص الاهتمام من قبل الوالدين، والإحساس الدائم بالقلق منمن خلال الصرعات اليوميّة والشهريّة؛  وبشكل خاص عندما تكون هنالك عداوة بين الأب والأم وملء كل طرف منهم رؤوس الأطفال بالحديث السيء عن الطرف الآخر أمامهم  فقد يصبح الطفل عدائياً اتجاه أحد والديه أو كليهما ؛ مما يعرضهم للإصابة بالاكتئاب والإحباط الشديدين ..

فيفتقد الأولاد فراغاً عاطفياً ولا يشعرون بالأمن مع الآخرين ، ويؤثِّر الطلاق سلباً على حياة الأبناء، فيتّسمون باضطرابات في النمو الانفعالي والعقلي، كما أنهم يتعرضون لحالة من الكبت والضغوط التي تؤثِّر على علاقاتهم الاجتماعية، جراء تفكك أسرتهم!

ومن خلال ذلك يصابون بضعف البناء النفسي والذاتي، ويتصفون بالحدة والعنف ؛ مما يجعلهم عرضة لارتكابهم الجرائم.

عزيزتي الفتاة / وعزيزي الشاب

أحسب حساباتك وعُد عدتك للحياتك الاُسرية فإن لم تكن لها دعها كي لا تقع في زنزانة الخلافات والمُشاحنات الزوجية الني يكون مصيرها الطلاق !

 فالطلاق يزعزع الأمن ويؤدي إلى زيادة الانحراف وتزعزع الأمن مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجرائم ، بالإضافة إلى انتشار الأمراض النفسية وبالتالي تفكك المجتمعات وانهيارها و تشرّد الأولاد وينمي الحقد بين الأُسر