#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي
– في الدستور الإلهي القرآن العظيم تتوالى الآيات العظيمة معلية من شأن العطاء و مكانته .. فاتحة الباب على مصراعيه لحب الخير داعية الإنسان أن يتمثل كرم الله وعطائه فيعطي ولا يبخل ويكرم ولا يصرًد .
– ومن أحق من اليتيم بالكرم والجود والعطاء .. من أحق باليتم في مسح رأسه و منحه الحنان المفقود عنده .. ومن أحق منه وهو شبيه النبي الأعظم صلًّ الله عليه وآله ، في اليتم وفقدان حنان الأب ورعايته وحضنه الدافىء ، ألم يأمر الله عزٍّ وجل نبيه في قرآنه العظيم إذ قال تعالى { فأما اليتيم فلا تقهر } ، ولعله ليس خفياً ثواب ذلك عند الله عز و جل ، وقد تحدّث الله تعالى في القرآن الكريم عن الميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل في الإحسان إلى اليتيم ، بكلِّ أنواع الإحسان فقال سبحانه : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ} .. (البقرة:83) ، ويتحدث الله تعالى في سورة الفجر عن بعض النماذج التي تملك المال ، ولكنها تبخل به عمّن يحتاج إليه : { كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ اليَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ } (الفجر:17-18) ، ويقول تعالى: { وَآَتُوا اليَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ، ادفعوا إليهم أموالهم عندما يصبحون في سنّ الرشد ، وَلَا تَتَبَدَّلُوا الخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ـ بأن تبدّلوا أموالهم أو أسهمهم الرابحة بعملة أو أسهم خاسرة ـ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا } .. (النساء:2) .
– وانطلاقاً من هذه الروح المفعمة بعمل الخير والمتابعة الحثيثة للمحتاجين ، وهذا الفكر المحمدي الأصيل لم تأل ” مؤسسة العقيلة السورية برئاسة سماحة السيد محمد الحجي وكافة الكوادر ومسؤولة الملف الاجتماعي السيدة أم حوراء ، والمحبين لآل بيت رسول الله صلٍّ الله عليه وآله ” بتوفر أي جهد في تقديم الرعاية الشاملة لأسر الشهداء واليتامى والمحرومين .
– حيث أقامت ، مؤسسة العقلية السورية ، أمس في حسينية سماحة آية الله العلامة السيد أحمد الواحدي ” دامت بركاته ” حفلاً اجتماعياً تضمن كلمات وتوزيع الكفالة الشهرية لعدد من العائلات حسب الترتيب والإمكانيات التي تصل تباعاً من الأخوة المتبرعين ، العينية والنقدية للأيتام وعوائلهم ، بحضور ومشاركة سماحة السيد صادق الموسوي حفظه الله ، و رئيس مجلس أمناء مؤسسة العقيلة السورية والأعضاء .
– وأكد سماحة السيد محمد الحجي كلمته : أن المساعدات ستتوالى في كل أسبوع لتشمل كل أسر اليتامى ممن أدرجت أسماؤهم في المؤسسة داعياً الأخوات أمهات اليتامى لحضور الندوات العلمية والثقافية والاجتماعية والمجالس من أجل التنوير والإرشاد والهداية لأطفالهم اليتامى ، مؤكداً أن الطفل بحاجة إلى جملة من النصائح و الأساليب التربوية ليكبر سوياً رضياً لأهله ومجتمعه .
– وأشار سماحة السيد الحجي ، أن القرآن الكريم اهتم باليتيم وبيّن أهمية رعايته وحفظ حقوقه في أوائل الآيات التي نزلت على الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ، مستشهداً بقول تعالى : { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } ، منوهاً أن النص القرآني الكريم الذي يدل على إنكار سلوك من يسيء إلى اليتيم وينتقص من كرامته ، مبيناً إلى ورود ذكر اليتيم في القرآن الكريم ” ثلاثاً وعشرين “ مرة في مواضع مختلفة ، داعياً الله أن يوفقه لخدمة اليتيم والفقراء والمحتاجين .
– بدوره عبرٍّ سماحة العلامة السيد صادق الموسوي حفظه الله ، في كلمة له : عن سعادته البالغة بحضوره هذا الملتقى مع من قدمن فلذات الأكباد في سبيل رفع راية الإسلام والدفاع عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مضيفاً : بأن حقيقة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله لا يعرف قيمته إلا من كان مع الحسين عليه السلام ، وقد سأله ابنه ألسنا على الحق قال بلى فقال : ابنه إذن لا نبالي أوقع الموت علينا أم وقعنا عليه .
– مؤكداً بأن مؤسسة العقلية السورية تعمل من هذا المنطلق ، وهو المنطق الحسيني العلوي ، بهدف أن تعلو راية الحق ، وأن ينتصر الإسلام ، وأن تعلو كلمة الله وفي سبيل ذلك ترخص كل التضحيات .
– وضرب سماحة السيد الموسوي ، مثالاً على هذا المفهوم بما حدث مع السيدة زينب عليها السلام بعد كل ما أصابها وحين أراد أن يشمت بها الملعون عندما قال لها : كيف صنع الله بأخيك ..؟ .. فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، مشيراً إلى المصائب والنوائب التي واجهتها السيدة زينب عليها السلام من أيام عاشوراء والأسر والرحيل من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم المدينة وكيف قدمت أولادها لإعلاء كلمة الحق ورأت أخاها العباس مجندلاً بدمائه ، وكذلك أولاد أخيها الحسين ورأت بأم عينيها كيف حزً رأس أخيها الحسين عليه السلام وبعد كل ذلك قالت ما أيت إلا جميلا .
– وشدد سماحة السيد الموسوي ، على أن هذه النماذج المشرفة هي قدوة لنا نتأسى بها فنحن نتأسى بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ونتبع منهج أمير المؤمنين عليه السلام وآل البيت الصالحين المصلحين .
– وفي موضوع كفالة اليتيم أكد السيد الموسوي ، أن الله منّ على رسوله الكريم بقوله { ألم يجدك يتسما فآوى } لأن موضوع اليتم صعب ، مخاطباً الحاضرات قائلاً ، أنا أعلم كم هو صعب على الطفل اليتيم فقدان أباه ، فلا يجد الولد أباه أمامه والزوجة ، لا ترى معيلها أمامها ، في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة و القاسية والتي حلت على سورية الحبيبة ، ولكن على قدر المشقة يكون الأجر فلا يمكن للإنسان أن يحصل على شيء غالِ دون أن يبذل جهداً كثيراً ، وهذا ينطبق على كل مناحي الحياة .
– كما وتطرّق سماحته إلى مكانة الشهيد عند الله وأنه حي يرزق عند الله الذي هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، وربط سماحته ، بين منزلة الشهيد ومكانة اليتيم مؤكداً بأن كل من يقوم بدوره في رعاية الأيتام وعائلات الشهداء له منزلة عند الله لأن الله سبحانه و تعالى أخبر بأنه خليفة الشهيد في أهله ، فمن يكرم عائلة الشهيد فهو يقوم بدور تجسيد هذه الخلافة .
– وأضاف سماحته بأنه حين سمع عن مؤسسة العقلية السورية التي ترعى الأيتام وعائلات الشهداء سرّ كثيراً ، وآثر أن يقوم بدوره أيضاً وأن يقدم تقديره لصبر هذه العائلات والأيتام خاصة مع الظروف الصعبة التي مروا بها بوجود التكفيرين في مناطقهم ثم اندحارهم منها .
– وأشاد سماحته في نهاية حديثه بدور الأبطال الشجعان في دحر التكفيريين بعد مواجهات شرسة بينهم ، شاكراً مؤسسة العقلية السورية وكوادرها العاملة في خدمة الأيتام والمحرومين والثكالى والأرامل والفقراء والمستضعفين ، داعياً الله لقلوب اليتامى وعائلات الشهداء بالمزيد من الصبر والسلوان .
– اختتم الحفل بتوزيع الكفالة لعدد من الأطفال الأيتام ، والصلاة على محمد وآله محمد ، بحضور لافت من المستفيدين من المؤسسة .