#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– شهد باب العمود مع جواره حي الشيخ جراح وشارع صلاح الدين مشهداً لم يشهدوه من قبل إذ أن هذه المواقع الثلاث حوصرت من كل الجهات وإن بقية سكان القدس منعوا من مغادرة بيوتهم وأرغم أصحاب المحال التجارية على إغلاق محلاتهم، كما أن كل الدروب التي تفضي إلى القدس سواء من الضفة الغربية أو مناطق ١٩٤٨ ومن مدنها وبلداتها وقراها الفلسطينية قد أغلقت أمامهم. وانتشر أكثر من ٣ ألاف من شرطة وحرس الحدود الصهيونية في كل أنحاء الضفة المحتلة، وكل هذا كي تتمكن حكومة المجرم بينيت الصهيونية من البقاء على سدة الحكومة عبر المزاودة على المعارضة اليمينية أيضاً التي يتزعمها نتنياهو السيء الصيت رغماً عن كل المحاولات التي بذلت دولياً وإقليمياً لثني الحكومة الصهيونية عن المسار الذي اعتمدته لما يسمى مسيرة الأعلام.
– وبهذا زاود بينيت حتى على الصهيوني الإرهابى إيتمار، والذي يدعو علناً لموت العرب وإخراجهم من كل فلسطين والمصنف إرهابياً حتى بالمقاييس الصهيونية. كل هذا تفسير على المستوى الصهيوني الداخلي. أما على الصعيد الاستراتيجي للحكومة الصهيونية فهو تجاوز للوقائع التي تكرست في العام ٢٠٢١، والتي تفجرت في حي الشيخ جراح وتوجت بمعركة سيف القدس وبعنوانها الأبرز والمتمثل بأن القدس للمقدسيين مدينة ومقدسات. من جهة أخرى، إضافة وهو الأهم تكريس ارتباط القدس بالضفة وقطاع غزة ومناطق ال٤٨ والشتات، باعتبارها كلاً واحداً عنوانه شعب فلسطيني واحد مرتبط بمصير واحد وهدف واحد يتمثل بطرد الاحتلال من كل فلسطين وبعودة لاجئيه إلى ديارهم وتقرير مصيرهم على أرضهم وهذا بالضبط ما تخشاه دولة العدو. وسعت من خلال ما يسمى مسيرة الأعلام عبر حشد ما قدر ب٥٠ ألف مستوطن من أقصى جنوب فلسطين إلى أقصى شمالها وشرقها وغربها وحشدت أكثر من ٣ آلاف من الشرطة وحرس الحدود وقوات المستعربين إلخ.. من مصادر القوة الصهيونية . إضافة إلى إجراء أكبر مناورة عسكرية امتدت من شمال فلسطين إلى جنوبها، وعلى قاعدة كل ما سبق عاث المستوطنون فساداً في أرجاء القدس.
– ورغم ذلك كله خرجت المظاهرات من حي صلاح الدين والشيخ جراح من القدس رغم كل هذا التضييق. وسقط أكثر من عشرات الجرحى في مواجهات مع جند الاحتلال وتمكن أهالي الشيخ جراح من التصدي لهجمات المستوطنين وطردهم من الحي . ورفعوا أعلام فلسطين في أنحاء القدس . وتمكن بطل مقدسي من اختراق المسيرة، ورفع علم فلسطين في مواجهة الأعلام الصهيونية وكذلك أطلقوا مسيّرة تحمل علم فلسطين فوق مسيرة الأعلام الصهيونية .
– وشهدت مدن وقرى الشمال في الضفة في نابلس وحوارة وطوباس اشتباكات امتدت على طول هذا النهار الطويل وسقط عشرات الجرحى في هذه المواجهات وكذلك الأمر في جسر حلحول شمال الخليل. السؤال هنا ماذا نحن فاعلون? وكيف ستتصرف القوى الفلسطينية سواء منها الشعبية أو الفصائلية لمنع العدو الصهيوني من تكريس واقع السيطرة على القدس بعد هذه المسيرة كما تدعي، ويبقى هذا السؤال برسم هذه القوى وسلوكها في الأيام القادمة وإننا على ثقة بأن شعبنا الفلسطيني في القدس ومدن وقرى وبلدات الضفة وقطاع غزة وأهلنا في مناطق ال٤٨ لقادرون على عدم تحويل ما جرى إلى مكسب للاحتلال الصهيوني عبر استمرار المقاومة واستخلاص الدروس والعبر التي تمكننا من تعزيز قوتنا وحضورنا في القدس والضفة. وقلب السحر على الساحر الهمجي الفاشي.