#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– في ذكرى نكبة فلسطين الــ ٧٤ ، كثر الحديث عن حتمية زوال احتلال الكيان الصهيوني لدولة فلسطين ، وقد سبق هذا النقاش مقالات وطروحات داخل الكيان الصهيوني حول هذا العنوان بالذات من منطلق صراع هويات داخل الكيان ، وإحساس بالصعوبة إن لم يكن استحالة لاستمرار الكيان في ظل استمرار سياساته بتجاهل حقوق الفلسطينيين ، وعلى مدار أكثر من ٧٤ عاماً ومفتوح زمنياً لأن يستمر من خلال المقاومة الفلسطينية والمتصاعدة باستمرار من جيل إلى جيل، وباعتباره صراع قومي يستحيل على دولة الكيان حسمه بالقوة والعنصرية ووسائلها الغاشمة. والذي لن يفضي إلا إلى زوال دولة الكيان.
– بالمقابل فإن بعض الأصوات العربية والإسلامية تنحو لاعطاء هذا الصراع طابعاً دينياً انطلاقاً من موقع القدس والمسجد الأقصى ، وما يمتلكانه من مكانة لدى المسلمين والعرب ، ورغماً عن صحة هذه المكانة وهذا الموقع، إلا أن هذا لا يبرر تفسير قرب نهاية دولة الكيان باعتباره شأن ديني خالص وخاضع لتفسيرات مبهمة متعددة الأوجه تذهب إلى أن القرآن الكريم قد حدد مصير دولة الكيان بالانهيار ، لا بل يذهبون إلى تحديد تواريخ محددة لهذا الانهيار ، وهو ما يؤسس لسياسات انتظارية لسقوط هذا الكيان باعتبارها إرادة ربانية. ومهملين بذلك دور الإنسان الفلسطيني والعربي وتضحياتهما في مواجهة ومقاومة سلطة الكيان .
– تلك المقاومة التي تحولت إلى نمط حياة لدى الشعب الفلسطيني وحلفائه وداعميه داخل فلسطين وخارجها، وأن النضال في مواجهة الكيان هو نضال ليس دولة الكيان فقط لا بل ضد قوى الاستكبار والتي توظف دولة الكيان لتحقيق أهدافها في السيطرة على منابع النفط وممراتها واستغلال ثرواتها ومنعها من تطوير مجتمعاتها واقتصاداتها لتظل أسيرة لهذه القوى.
– لذلك تبرز القضية الفلسطينية باعتبارها جبهة رئيسية في مواجهة هذا المشروع الاستعماري وهو مايفسر دعم قوى التحرر والمقاومة للقضية الفلسطينية، وباعتبارها شأناً داخلياً وليس مجرد سياسة خارجية. وهذا مايشكل جوهر الصراع الجاري في المنطقة باعتباره رمزاً لنضال شعوب المنطقة من أجل التحرر من التبعية، وليس لمجرد نبوءة قد نتفق أو نختلف حولها.
– من هنا وبهذه المناسبة ، أقامت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية والمستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ، ندوة حوارية بعنوان (زوال إسرائيل في الكتب السماوية .. حقيقة حتمية ) ، ظهر يوم ٢٣٥٢٠٢٢. وحاضر في الندوة الدكتور كل من الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، والدكتور تامر مير مصطفى وهو مختص في الديانات المقارنة وكان العنوان الرئيسي للندوة ” زوال إسرائيل حقيقة حتمية ” وقد أدار الندوة ، الكاتب والإعلامي الفلسطيني عمر جمعة.
– من جانبه أكد الدكتور حميد رضا عصمتي المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية ، أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الأمة العربية والإسلامية ، وقد قمنا بهذه الخطوة إحياء مرة جديدة لقضيتنا الفلسطينية ، ودراسة جديدة لمختلف جوانب زوال الكيان الصهيوني ، وهي بشرى سارة ستتحقق قريباً بإذن الله تعالى. فإن طريق النضال مستمر رغم فقدان هذا الكيان شرعيته التي ما زالت حاضرة وقائمة ولكنها ضعيفة وانتصار القضية حتمي بإذن الله.
– وبدوره الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية شدد على أن زوال الكيان الصهيوني، حتمي لأنه غير شرعي ، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى تحرير آخر شبر من أرضه بدعم محور المقاومة، وبين أن حلف القدس أقوى من أي وقت مضى وماتم ذكره بلسان الإمام الخامنئي والسيد حسن نصر الله دليل واضح على قوة بصيرة محور المقاومة ودراسته المتعمقة في الشأن الصهيوني ، الذي يعيش مستوطنيه في حالة خوف دائمة ويترقب مصيره كل يوم بحذر شديد فضلاً عن كسر شوكته في معركة سيف القدس الأخيرة ، التي مرغت أنف المحتل وأذاقته مرارة الانكسار والعار ، وأكدت من خلالها أن مصيره إلى زوال محتم.
– من جانبه مدير عام مؤسسة القدس الدولية سورية الدكتور خلف المفتاح بيّن أن الكيان الصهيوني إلى زوال بسبب تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وصموده حتى القضاء على آخر بؤرة استيطانية. وهذا يعني أن مصيره كالمصير المخزي لما حصل له في أفريقيا والجزائر، لأن شعوبهم المتحررة تمسكوا بأرضهم وبهويتهم. بينما في فلسطين فإن تمسك شعبها بأرضهم يعني أن البؤرة الاستيطانية لم تتمكن من اقتلاع الهوية الفلسطينية. وهو دليل ضعف الكيان الصهيوني في صهر المستوطنين في أرض ما يسمى إسرائيل على الرغم من كل أساليبهم العنصرية ضد شعب فلسطين.
– الدكتور تامر مير مصطفى الأكاديمي المختص في مقارنة الأديان لفت إلى أن الكيان الصهيوني كيان مصطنع بالمنطقة ويجب زواله عاجلاً أم آجلاً. حيث تحدث بنبؤة زوال الكيان الصهيوني وارتباطه بالمتغيرات الحاصلة بشكل متسارع في الأراضي المحتلة، وبين أن المحتل الصهيوني يعرف مصيره ويسعون لتهيئة حاضنة دولية وعربية لهم كي يكونوا أكثر قوة ومناعة حسب اعتقادهم.
– من جانبه قال السيد عبد القادر حيفاوي نائب رئيس حركة فلسطين حرة ، إن المشروع الصهيوني متجه إلى طريق مسدود وإن دولته الجديدة بدأت بالانهيار. فقد وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة وعديدة، اجتماعية وعقائدية، وجغرافية، وسكانية، واقتصادية شكلت تهديداً لها منذ الأيام الأولى. لتتعاظم مع الوقت لتصل مرحلة الخطر. ومنها حالة الهروب من الجيش أو رفض الخدمة فى الأراضي المحتلة وتدني حالة الشعور بالوطنية لدى الجيل الجديد في الكيان الصهيوني الذى يعبر عن رغبته في العيش بأمان. لكنه بنفس الوقت يدرك أنه من الصعب الاستمرار إلى الأبد مع هذا التوتر السائد وحالة الخذلان لديه أمام ضربات كفاح ونضال المقاومة.
– ومن هنا نفسر رمزية اعتبار يوم النكبة يوماً للقدس ولفلسطين الذي هو بمثابة تجديد للعهد لفلسطين وكل المستضعفين في منطقتنا والعالم.
– المتابعة الإعلامية : مي أحمد شهابي