# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– إن ممارسة التلاعب بأسماء وأصوات المقترعين في أنظمة الحكم الإستبدادية التي تريد إظهار نفسها أنها ديمقراطية أمر متّبع وهذا التلاعب يأخذ أشكالاً مختلفة، فبعضها يكون بطريقة ذكية لا يستطيع المراقبون أيضاً كشفها بسهولة، وبعضها يكون بأسلوب فاضح ولكن لا تأثير كبيراً له على نتائج إقتراع المواطنين.
– لكن الإنتخابات في لبنان الذي يباهي بأنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم العربي وفي الشرق، لها أسلوب خاص لا يشارك أحدٌ لبنان فيه، حيث يتمّ شراء الأصوات بكل وضوح وفي وسط النهار وعلى أبواب صناديق الإقتراع و ” على عينك يا تاجر “، حيث يقال لصاحب الصوت: إذهب واقترع وأعطنا صورة ورقة اقتراعك لمن نريد ثم نقدم لك مبلغاً من المال، وبالطبع فإن ثمن كل صوت يرتفع كلما اقتربت صناديق الإقتراع من ساعة الإغلاق.
– وفي حالات كثيرة نرى أن من بيده الدولارات يأخذ إخراج القيد للمقترع رهينة ثم يعطيه الورقة وعليه إسم المرشح صاحب المال ليدخل إلى غرفة التصويت ويلقيها في الصندوق على مرأى ومشهد من المراقبين، وذلك من دون أي تدخل أو حراك من قبل المراقبين ” الحياديين ” .
– وهناك أسلوب آخر متّبع في مناطق تهيمن عليها أطراف حزبية وتنظيمية وهو تكرار شخص واحد الإدلاء بصوته مرات عديدة وذلك بتواطؤ مع المشرفين على صناديق الإقتراع.
– وفي بعض المناطق يأتون بهويات الموتى الذين لم يتم تسجيل وفياتهم رسمياً ويدخل المقترع بدون أن يتحقق من شخصيته المراقبون من خلال مطابقة المقترع مع صاحب الهوية فيدلي بالورقة بناء على المال الذي يقبضه أو بحسب التعليمات الحزبية.
– وأحياناً يكون الشخص المتوفى قد اُعلن وفاته رسميا وفي سجلات النفوس، لكن يدخل غيره غرفة الإقتراع وبيده هوية ذلك المتوفى، فيغمزه من هو مؤتمن على الصندوق ويتجاهل المشرفون القصة ويمرّ الأمر من دون ضجة أو اعتراض.
– لكن ما يُحزن القلب ويُدمي الفؤاد أن الإستهانة بمنزلة الإنسان والتحقير لمكانة الناس قد بلغا ولمرات عديدة حدّهما الأقصى، وذلك حين كان يؤتى ببعض المقترعين إلى صناديق الإقتراع من خلال إعطائهم كيس طحين أو برميل مازوت أو حتى تعبئة خزان سيارته بالوقود.
– لكن الأمر الأكثر مما سبق إيلاماً للقلب هو ما يتردد هذه الأيام في بعض الأوساط وعلى لسان بعض المنتسبين إلى بعض الأطراف النافذة في المؤسسات الرسمية وفي المجالس الخاصة، حيث يبدي فيها كثير من المواطنين الإمتعاض الشديد من أداء النواب الحاليين، وغضبهم على طريقة عملهم في المرحلة السابقة، وسخطهم عليهم بسبب تجاهلهم مساعدة الشعب المستضعف والتخفيف من معاناته، مؤكدين على نيتهم عدم المشاركة في الإنتخابات النيابة المقبلة، فيقول الرجل وبملئ فمه بأن جميع لوائح الأسماء موجودة لدى التنظيم المذكور، وإنه سيعبئ أوراق التصويت يوم الإقتراع بناءً على لوائح الأسماء في دوائر النفوس ويلقي بها في صناديق الإقتراع حتى لو لم يحضر مقترع واحد.
– والمضحك أنه وبعد انتهاء الإنتخابات بهذه الطريقة سيخرج صاحب هذا الأداء ليقول بأن الإنتخابات كانت نزيهة ويشكر الله على ما وفق الناس في التصويت لصالحه؛ وفي هذا إهانة مضاعفة للشعب اللبناني.
– والعجيب أن الزعيم هذا وعبر ” زُلًًْمه ” يصارح الناس في المجالس بخطته ليوم الإنتخاب وهو مطمئن بأن أحداً لن يرفع الصوت في وجهه ليبدي وبصوت عالٍ اعتراضاً على هذا السلوك وإهانة شخصية الناس إلى هذا الحد وبهذه الصراحة.
– إن هذا الكلام ليس ادعاءً بل هو ما تم التصريح به فعلاً في مجلس وأمام جمع من الحاضرين.
– إن الواقع اللبناني مع الأسف قد وصل إلى هذا الدَّرَك من حيث جرأة المسؤولين على القول بكل هذه الصراحة بأنهم سيدخلون المجلس النيابي ولو تطلب الأمر إستعمال أقذر الأساليب للوصول إلى الهدف المنشود، وأن الناس من جانبهم يسكتون على هذا التوجه الذي يشكل أكبر إهانة لكرامة الإنسان الذي أكرمه الله سبحانه وفضّله على ملائكته المقربين، ثم نسمع من هنا وهناك التغنّي بأن لبنان بلد ديمقراطي، ومؤسساته قائمة على أساس إرادة الشعب.
– ومن المخجل المعيب أن أعضاء هكذا مجلس سيقومون باختيار رئيس الجمهورية المقبل، وذلك من خلال عقد صفقات مع الداخل والخارج وبعد تقديم وعود ورشاوى لهذا الطرف وذاك، وتكون ” العثرة ” على الشعب المسكين الذي يُباع ويُشترى في سوق النخاسة كل أربع سنوات، في حال أن أمير المؤمنين علي عليه السلام يحدد صفات المؤمنين عموماً ومنهج شيعته على وجه الخصوص بقوله: لا يُلدَغ المؤمن من جُحر واحد مرتين “.
– السيد صادق الموسوي