# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
رسمت لحفيدي صورة لبيت قديم
بلا نوافذ وبلا أبواب فتحركت يده
بحركة مفاجئة وأخذ من طاولتي القلم
ورسم على صدر البيت باباً بلون الشجر
ونافذتين بلون الغيم
وقال لي بنبرة الشاطر الذي اكتشف خطأي
الفادح : الآن صارت رسمتك تحاكي صورة
المنزل الصحيح
فاعتدلت في جلستي وسألته :
ما حاجة البيت القديم إلى نوافذ ..؟
فتبسم ابتسامة الطفل المعولم وقال :
ليشع منها النور إلى عيوننا والنسمات
إلى وجوهنا فنرى وجه السماء
فضحكت ضحكة هادئة وقلت : ولماذا
الباب ويبدو أنّ سؤالي لم يعجبه
وظنّ بي ظنون العارفين بالجاهلين
وقال بنظرة المعلم الماكر :
أتريد البيت مغلقاً يا جدي .. لا تخف
سيبقى المفتاح بين يديك
ومضى إلى شؤون طفولته
ومضيت إلى شؤون أمتي والغصة
في حلقي وسألت نفسي اللوامة :
وماذا ينفع حديث النوافذ والأبواب
وقد صارت الأوطان خارج أوطانها على امتداد
خيام اللجوء وخيام الغربة في الوطن
ثمة من يريد أن يحذف المكان عن تاريخه
وثمة أشباح تريدك أن تكفر بمسقط
رأسك لكي تسلم