# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– لا شك أن الروس يتقنون فن الحرب الدبلوماسية ، وهم ينحنون أمام العاصفة ليستعدوا لمواجهتها بالشكل اللائق ولا يعني استقبال الزوار أنه يتم تلبية طلباتهم إن كانت تخاف القناعة الروسية فهي تقدم الجزرة لكسب الوقت وتهيئة الظروف المناسبة لاتخاذ القرار المناسب والقوي والقادرة على تنفيذه وتحضر العصا اللازمة لمواجهة الخطر القادم ،وعندما ذهب الجميع الى جنيف ذهب العسكريون إلى غرف العمليات ، وعرفوا كيف تتوزع الأدوار بين الأرض والسماء اذ ظهرت بالمراجعة نقاط الضعف العسكرية التي اخترقتها المخابرات الغربية والتركية واتضح أكثر المخطط العسكري الكبير، الذي تخطط له القوى الغربية بقيادة الامبريالية التلمودية .
– واستمرت روسيا بعلاقاتها مع كل أطراف الصراع بما فيهم الكيان الصهيوني مع علمها بموقف المعادي لهذا الكيان لروسيا وسورية ،لكي يتسنى لها ترتيب الوضع والظروف المناسبة للانتقال لمرحلة تأديب هذا الكيان .وكان الصهاينة يحاولون خديعة البعض بأنهم يضعون روسيا وقيادتها في جيبهم من خلال الزيارات المتكررة لرؤساء حكوماتها وقياداتها لروسيا والاجتماع مع الرئيس بوتين والتي ترافقت مع استقبال الروس أيضاً إلى المبعوثين السعوديين وعروضهم السخية وتهديداتهم بتدمير سعر النفط العالمي إن لم تخضع روسيا .. وقيل مئات المرات أن الروس خضعوا للابتزاز .. ثم قيل إن الروس طعنوا في أوكرانيا وقرروا أن يقايضوا أوكرانيا بسورية .. وهكذا فسورية تتقاسمها روسيا مع أمريكا إلى سورية الشرقية وسورية الغربية .. وإدلب صارت لتركيا وهناك تبادل سكاني حيث تفرغ كفريا والفوعة ليحل محلها الجسم الإرهابي المدني من عائلات الذين رفضوا التسوية .. وإيران سيتم إخراجها من سورية بمباركة روسية ، وللأسف يتم تسويق هذا الكلام على ألسنة مواطنين عرب ويدعون حرصهم على أمتهم وأوطانهم وهم في الواقع بمثابة الطابور الخامس والسلاح الخبيث التي تستعمله القوى الاستكبارية العالمية وتموله وهي مجموعات تم تصنيعها تحت مسميات متعددة منها المجتمع المدني وحقوق الإنسان وغير ذلك وهي ممولة من الغرب ومرتزقته ،ومن يسوق هذه الأفكار ليس جاهلاً بل هو عميل يسوق ما يقال له ويرسم في أجهزة الاستخبارات الغربية .
– إن الروس والرئيس بوتين يعلمون إن الكيان الصهيوني والصهاينة في العالم والتلموديون الذين يحكمون في بريطانيا وأمريكا والماسونية العالمية أعداؤها ،والكيان الصهيوني في فلسطين ، ليس مجرد حليف لأمريكا ، بل هم استطالة أمريكية ومخلب غربي وأنهم لايؤتمنون .. والروس يدركون أن المحيط الروسي تتلاعب فيه أصابع الموساد واللوبي الصهيوني حتى أن الجميع يعرف أن الأصابع اليهودية هي التي لعبت في جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا وهي التي تلعب في اوكرانيا .. وهناك شعور أن هذه المجموعة البشرية مجموعة غير صديقة لروسيا تاريخيا بل أن النخب الروسية التي تحقن القيادات السياسية برؤاها صارت ترى أن اليهود لعبوا أسوأ الأدوار في أهم حدثين في روسيا الثورة البلشفية والبيريسترويكا .
– وقد تبين لاحقا أن دور تروتسكي كان مثل برنار هنري ليفي أو ما زعم أنه “المفكر العربي” عزمي بشارة الذي رعاه الموساد وأطلقه لرعاية الثورات العربية الملونة الإسلامية ،وقد عمل اليهود على توريط لينين بإعطائهم وعداً بحضور تروتسكي اليهودي عام 1917م ببيعهم شبه جزيرة القرم لتكون وطنا قوميا لهم ، في حال فشل مشروع بلفور في فلسطين الذي كان للمفارقة في نفس العام .. وهذا ماجعل الروس لاحقاً في عهد ستالين يعترفون بسرعة بقيام الكيان الصهيوني في فلسطين لأنها تعني أن اليهود لم يعودوا بحاجة إلى شبه جزيرة القرم التي صارت وعداً لهم مثل وعد بلفور.
– ولكن عاد اليهود الى روسيا عبر منظمة/ أبناء بريت/ وهي منظمة يهودية ماسونية قامت بما يسمى (البريسترويكا) ، وعاد حلم اليهود للسيطرة على جزيرة القرم وبدؤوا في تفكيك أوصالها من أوكرانيا ،لأنهم يعتبرون القرم ملكاً لهم بوثيقة روسية موقعة من لينين وتروتسكي .. والتي لا تزال هدفاً ثميناً لهم ، وقد استفزهم جداً عودة روسيا إليها، لأنها كانت الأرض الموعودة،وبدؤؤوا مشروعهم بإقامة كيانهم الثاني الذين حاولوا إخفاءه عن أنظار العالم إلى أن كان مشروع صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية حيث طرحت إحدى المدافعات عن الحقوق الفلسطينية .
– السيدة البريطانية ” ميشيل رينوف ” أن هناك حلاً للقضية الفلسطينية وهذا الحل يتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول (جمهورية اليهود) التي تقع في جنوب شرق روسيا، ولا تعلم بأمرها الغالبية العظمى من دول العالم لأن “إسرائيل” تعتّم عليها ولا يسرها ذكر اسمها بطبيعة الحال ، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم (جمهورية اليهود)، ولم تدع الليدي رينوف فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المغيّبة إعلامياً، بفعل ضغط اللوبي الصهيوني، وقد ألقت العديد من المحاضرات وأجرت العديد من اللقاءات ، حول هذا الحل ، في محافل عدة كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني ، وأخرى في إيران وفي أماكن أخرى ، وهي تلخص الحل باختصار كما تراه ، ويتمثل بعودة آمنة لليهود في “إسرائيل” إلى جمهورية اليهود والتي اسمها (أوبلاست) ولكنها معروفة أكثر باسم عاصمتها (بايرو بدجان)، حيث من الممكن لهم أن يعيشوا بأمان وسلام ودون أي معاداة لـ “ساميّتهم” وأن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك وأن يتحدثوا اليديتش (لغة يهود أوروبا) كما يريدون على أن يتركوا أرض فلسطين لسكانها الأصليين،وتؤكد الليدي رينوف أن الثقافة السائدة في (بايرو بدجان)، والتي تعادل مساحتها مساحة سويسرا، تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث الكثافة السكانية في الجمهورية (14 نسمة في الميل المربع) مقابل (945 نسمة في الميل المربع في الأراضي الفلسطينية المحتلة) .
– وتؤكد الليدي رينوف أن (بايرو بدجان) تأسست في العام 1928 بدعمٍ وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم،والقادة الروس وخاصة المقربيين من الرئيس بوتين يعلمون ذلك وهم قلقون منه، وهذا وحده كفيل أن يتوجس الروسي من انتصار الكيان الصهيوني في سورية أو انكسار سورية .
– وكل ما يقال عن إخراج إيران من سورية وعن تقسيم سورية يعني للروس شيئاً واحداً، وهو أن الخطر اليهودي سيكبر، وسينهب الكيان الصهيوني مزيداً من الثروات في الشرق لتصبح أقوى ، وستضخ إسلامييها المجانين إلى روسيا من أجل المطالبة بشبه جزيرة القرم .. لأنها عندها ستحس بقدرتها على المطالبة بحقها في شبه جزيرة القرم الغنية والثرية والاستراتيجية التي بيعت لهم في وثيقة روسية .. وهو مطلب سيؤيده الغرب لأنه سيضعف روسيا أكثر .
– فوجود كيان ثاني صهيوني في القرم سيفيدهم مثلما أفادتهم الكيان الأول في فلسطين .. ويلعب نفس الدور القذر .. وربما يوصلنا هذا إلى استنتاج إن بقاء الكيان الحالي سيفضي إلى الكيان الجديد في القرم، أما نهايتها فإنه يعني سقوط قوة مؤثرة لتحرك مسألة القرم .
– وهنا تلتقي السياسة الروسية والإيرانية وقوى المقاومة العربية وعلى رأسهم سورية في القضاء على هذا الكيان الغريب والخطير في المنطقة ، وهل القيادة الروسية من السذاجة أن تقدم سورية بثرواتها وموقعها الجيو- سياسي لأمريكا والكيان الصهيوني ليصبحوا قوة وعصا تضرب على رأس .
– وهل يقدم أي روسي هدية ثمينة لأمريكا بأن يزيل كل الأخطار الدب الروسي ، والتهديدات القريبة منها ومن الكيان الصهيوني ..؟
– يعني إخراج إيران من سورية هو اضعاف لروسيا .. فالمنطق أن روسيا تستفيد من قوة ايران وسورية وحزب الله في الضغط على أمريكا كلما ضغطت أمريكا في محيط روسيا التي ستبقى هدفاً لأمريكا والكيان الصهيوني .
– إن ايران وسورية وحزب الله صاروا في المعادلة العسكرية الروسية سلاحاً داعماً إلى جانب روسيا لن تتخلى عنه من أجل أي اتفاق .. بل إن حماية القرم كملكية روسية من مطامع يهودية يقضي بإضعاف الكيان الصهيوني في فلسطين وستقوي ايران وسورية وحزب الله لتهديد المصالح الاستعمارية في المنطقة ، واستقبال قادة الكيان الصهيوني في موسكو لا يعني أنه شريك وأن له حصة .. لأن اليهود الروس لديه الذين يدينون بالولاء للكيان الصهيوني لن يكونوا لروسيا إلا كما تروتسكي لروسيا ، ونذكر أن روسيا تستطيع إعادة أمريكا خلال دقائق 200 سنة للوراء دون قتل أي من البشر ، ﻓﻔﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ نبضة أو ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻟﺘﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺗﻼﻑ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭالأﺟﻬﺰﺓ بكل أنواعها مثل ﺍلكمبيوتر ﻭﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻭﻳﻒ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭﻛﻞ شيء، ﻭﻟﻮ ﺃﻗﺪﻣﺖ روسيا ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻧﺴﺒﻴﺎ (10 ﻛﻴﻠﻮﻃﻦ) ﺑﻴﻦ 30 ﻭ300 ميلاً ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻓﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻺﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ الولايات المتحدة الأمريكية .
– ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ 299.00 ﻛﻴﻠﻮ في الثاﻧﻴﻪ ، ﺃﻱ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ،وسيعود الناس إلى استخدام الوسائل البدائية والأسلحة القديمة كالسيوف والرماح والنبال ، إن موقف روسيا وسورية واحد والعدو واحد والهدف واحد ، وهما حاول الأعداء على اللعب على تشويه الحقيقة فهم واهمون والعلاقة الاستراتيجية مع محور المقاومة تزداد قوة ورسوخاً ،وسياتي اليوم الذي يدغه فيه الكيان الصهيوني فاتورة تصرفاته الرعناء ، ولكن بتوقيت دمشق وموسكو ومحور المقاومة ، وفي كل الأحوال الصواريخ الصهيونية التي يتم إسقاطها بيد الجيش العربي السوري هي صواريخ من صناعة الروس ، ونحن سنكون أحد صناع النصر على القوى الإمبريالية .