# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– مع بدء العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها القوات الروسية في إقليم دونباس شمال شرق أوكرانيا ارتفعت أصوات الخارجين عن القانون وبدؤوا يحاضرون بالأخلاق الإنسانية وكيل الاتهامات لموسكو بانتهاك القانون الدولي وسيادة الدول وغير ذلك من الموشحات التي يتقن الغرب الاستعماري عزفها.
– لاشك أن الحروب ليست من الجمال الذي يمكن للمرء التغني به، وهي وإن كانت محقة ومقدسة في بعض الأحيان إلا أن تداعياتها على الحياة الإنسانية خلال وقوعها ليست جيدة، وفي جميع الحروب هناك ضحايا لا ذنب لهم.. نتعاطف معهم ونتمنى ألا تقع الحروب أبداً، لكنها قد تكون أسوأ الخيارات التي تضطر الدول اللجوء إليها قسراً بعدما تغلق جميع الأبواب الأخرى.
– وفي حالة العملية العسكرية الروسية شرق أوكرانيا، لم يسجل التاريخ الحديث أن روسيا غزت دولة أخرى طمعاً في أرضها واستعمار شعبها، وقد حاولت موسكو عبر مفاوضات على مدى سنوات تجنب الحرب وحل المشاكل مع كييف بالحوار والطرق الدبلوماسية، إلى أن أعلنت كييف نيتها الانضمام لحلف الناتو بقيادة واشنطن الذي بدأ باستخدام أوكرانيا كرأس حربة في حربه ضد روسيا ومحاولة خنقها وعزلها تمهيداً لتفكيكها.
– ربما استطاعت ماكينة الإعلام الغربي أن تصور روسيا بالشيطان الذي يقتل الأبرياء بدون سبب، فالماكينة الإعلامية الأمريكية والغربية تمرست في شيطنة خصومها والتمهيد لحروب واشنطن بأنها لتحرير الشعوب ونشر الديمقراطية ومحاربة الدكتاتوريات بحكم سيطرتها على منافذ الإعلام العالمي.
– يعمل الضخ الإعلامي الغربي على تصوير تحركات الناتو على الحدود الروسية ونصب الصواريخ الإستراتيجية ونشر حاملات الطائرات في البحر الأسود بعيداً عن الحدود الأمريكية آلاف الأميال بأنه ضمان للأمن العالمي وليس فيه انتهاك للقانون الدولي ولسيادة الدول وهو من وجهة نظر واشنطن دفاع عن الأمن القومي الأمريكي، وفي الوقت نفسه يصور هذا الإعلام رفض موسكو انضمام أوكرانيا الجارة الجنوبية الغربية لروسيا إلى حلف الناتو ورفضها سيطرة واشنطن على جارتها بأنه انتهاك للقانون الدولي وسيادة الدول ..!!
– فأي معايير يقاس بها انتهاك القانون الدولي هذا ..؟
– هل تريد واشنطن أن نحصي لها عدد المرات التي انتهكت فيه القانون الدولي وسيادة الدول منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم؟ أم لا يعنيها الأمر ..؟
– حقيقة لا يعنيها الأمر لأن القانون الدولي بالنسبة للولايات المتحدة يكون حيث تكون مصالحها.. فحصار كوبا منذ أكثر من 40 عاماً يهدف للحفاظ على القانون الدولي وسيادة كوبا، وهندسة واشنطن للانقلابات العسكرية في دول أمريكا الوسطى واللاتينية تقع في صلب حماية سيادة الدول والقانون الدولي، واحتلال أفغانستان لمدة عقدين من الزمن تكريس لسيادة الدول وللقانون الدولي، وغزو العراق واحتلال مناطق في سورية وقصف ليبيا وقصف اليمن بمشاركة حلف الناتو كلها كذلك .
– فأي هراء هذا الذي تتحدث عنه واشنطن والأوركسترا الأوروبية ودفاعها عن القانون الدولي ..؟
– لقد شهد العالم أجمع أن واشنطن والدول الغربية هي من شجعت سلطات كييف على رفض تنفيذ اتفاقية مينسك للحل السياسي في إقليم دونباس وتعهدت بالدفاع عن أوكرانيا وحمايتها، ما جعل السلطات الأوكرانية تتهور في سياساتها ضد روسيا وأدى في النهاية إلى ما نحن فيه، فواشنطن بالتالي تتحمل كافة التبعات الإنسانية والاقتصادية التي تصيب الشعب الأوكراني مع دميتها الرئيس فلاديمير زيلينسكي.
– وأكدت روسيا أنها لا تنوى احتلال أوكرانيا وإنما إعادة تصويب المسار السياسي لسلطات كييف بعيداً عن هيمنة وسطوة الناتو لينعم الجميع بالأمن والأمان في المنطقة بمنطق الأمن للجميع وليس لدول على حساب دول أخرى.
– لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها ذراعها العسكرية (الناتو) يوماً في صف الدفاع عن القانون الدولي وعن الشعوب، بل تعمل باستمرار لإثارة الفوضى ودعم التطرف والإرهاب وتفجير النزاعات في العالم للاستثمار بها قدر الإمكان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، لكن اليوم جاء الوقت الذي قالت لهم موسكو: إياكم والتفكير في الاستثمار والتدخل في الحدث الأوكراني فسوف تلقون رداً لم تعهدوه في تاريخكم.
– لقد تعودنا أن تلقي الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية محاضرات في حقوق الإنسان والقانون الدولي واعتدنا في سورية التلفيق الإعلامي الغربي بتصوير الإرهابيين ” دعاة حرية ” و” ثوار” ومن يدافع عن وطنه ” قاتل ” ورغم ذلك استطعنا أن نوقف الزحف الاستعماري الإرهابي على دمشق .
– واليوم جاء الوقت الذي بدأت فيه قوة كبرى تلجم واشنطن والناتو فقد قالها مندوب روسيا في مجلس الأمن لنظيرته الأمريكية: من الصعب علينا منافسة الولايات المتحدة في غزو الدول لذلك لايحق لكم إلقاء الدروس علينا في الأخلاق.
– وأطلقت سفارة الصين في موسكو رسالة واضحة في وجه حملة التضليل الإعلامية الغربية أكدت فيها إن الولايات المتحدة هي الخطر الحقيقي على العالم .. وقالت : لا تنسوا أبداً من هو التهديد الحقيقي للعالم ونشرت قائمة بـ 20 دولة قصفتها أو تدخلت الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية.