# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– في كل زمان هنالك نكرات يأتي بهم التاريخ ويذهبون دون ان يبقى لهم اثر في تاريخ أممهم وشعوبهم, وهنالك رجال يصنعون التاريخ فيسجلون أسماءهم بأحرف من نور على صفحات التاريخ ، فيعيشون في ذاكرة الأجيال على مرِّ العصور، ويبقون خالدين خلود الدهر .
– من هولاء الرجال هم شيعة أهل البيت عليهم السلام الذين أصبحوا أبطال التاريخ الإسلامي , أولئك الرجال الذين كانوا يفعلون ما يقولون, والذين تربوا على مبادىء الاسلام الحقيقي على يد دعاة التبليغ الرسالي وهم ائمة أهل البيت عليهم السلام .
– وقد كرّس الإمام الكاظم عليه السلام جهده لإكمال بناء الجماعة الصالحة التي يهدف من خلالها إلى الحفاظ على الشريعة من الضياع ويطرح النموذج الصالح الذي يتولّى عملية التغيير والبناء في الأمة .
– حيث مارس الإمام عليه السلام تحرّكاً مشهوداً في هذا المجال وقدّم للأمة النموذج الصالح الذي صنعته مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
– وبالرغم من تميز عهد إمامة الإمام الكاظم عليه السلام بسيطرة الطغاة وبشكل محكم على رقاب الأمة الإسلامية, حيث قضى الإمام عليه السلام معظم حياته في سجون الحكومات الظالمة, ولم يكن أحدّ أمنا على نفسه من بطش الجبارين والمستبدين .
– لكن الامام الكاظم عليه السلام كان يغتنم الفرص للوقوف يوجههم وتأليب الامة عليهم ليعطي درسا لكل السياسيين والمتصدين للحكم أن شعار هيهات منا الذلة هو الشعار الاصلح لتقويم عملية الحكم واستمراره بالطريقة التي يرضاها الله تعالى .
– وقد لعب الإمام عليه السلام دوراً مهما في التصدي لحكام الجور والاستبداد وتوضيح حقيقة التآمر الفكري في بلبلة عقول المسلمين، حيث اتخذ عليه السلام عدّة أساليب في مجال الاصلاح الفكري , كالرد على الانحرافات الفكرية وتفنيد جميع الروايات التي يعتمد عليها المنحرفون , بعد انتشار الموجات الرهيبة من الاتجاهات العقائدية والنزعات الشعوبية والبعيدة عن الاسلام وكان أخطر تلك الموجات هي موجة الإلحاد التي قادها الحاقدون على الإسلام الذين لم يرق لهم المد الإسلامي كالتي نشهدها اليوم من جديد, حيث استطاع الإمام الكاظم عليه السلام من تحجيم دور أولئك المنحرفين وايقاف حركتهم .
– هذا الدور الذي لعبه الامام الكاظم عليه السلام في التصدي للافكار المنحرفة ونشر الأفكار الإسلامية الصحيحة, جعل القاعدة الشعبية لاهل البيت عليهم السلام تاخذ بالتوسع والانتشار في الافاق, حيث خطى الامام عليه السلام خطوة مهمة في الاصلاح وبث الوعي بارجاع الأمة إلى الفقهاء من أتباعه الذين كانون ينتشرون في جميع الأمصار، لأخذ معالم الدين من عقائد وتشريعات وأحكام .
– اليوم ونحن نعيش ذكرى شهادة الإمام الكاظم عليه السلام ، حيث يمر العراق باعقد فترة تاريخية سياسية عقائدية فكرية, نحتاج الى وقفة جادة من كل الشرفاء من أجل سلامة هذا البلد, وتصحيح كل الأخطاء التي رافقت العملية السياسية .
– كما نناشد ساسة العراق أن يفيقوا من غفلتهم بعد أن غرقوا في حب الدنيا وتلاطمتهم امواج الفساد المالي والفساد الاداري والفساد الأخلاقي .
– تحية إكبار وإجلال لكل الملاين المؤمنين الأحرار الأبطال الزاحفين نحو عرين الأسد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام , وهم يعاهدون قائد مسيرة الاصلاح العالمي الامام المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء بالولاء والتضحية والايثار.