# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– قدم المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سورية ممثلاً بسماحة آية الله الهاشمي السيد محمد علي المسكي حفظه الله بالعزاء إلى إمام زماننا ، وإلى الأمة الإسلامية ، بذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله الشهير بالكاظم للغيظ والمعنى بأبي إبراهيم وأبي الحسن والعابد الصالح، وذلك في الخامس والعشرين من شهر رجب عام ١٨٣ للهجرة الشريفة بعد عمر مديد أمضاه في نشر شريعة جده المصطفى وتوضيح معالم الدين وتبيين مقاصد ومعاني القرآن الكريم.
– ولكن …؟
– لما كان علمه وفضله وهيبته ومقامه يجذب قلوب المسلمين وحتى غيرهم خاف الحاكم العباسي هارون اللا رشيد على موقعه ومكانته فاستدعى الإمام من المدينة، وأمر بالتوجه به إلى البصرة، وأودعه في سجن عيسى بن جعفر، ولما حول أهل السجن إلى عباد وزهاد، نقله إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد، وأمره بالخلاص منه، ولكن لأنه لم يرَ منه إلا الذكر والتقى صائما نهاره قائما ليله، فتجنب من قتله ورفض ذلك، فنقله إلى سجن الفضل بن يحيى، فكان الأمر كذلك، نقله إلى سجن أشد الناس بغضاً لآل الرسول صلوات الله عليه وآله، وأسوء خلق الله وأفجرهم وهو السندي بن شاهك فجرعه أقسى ألوان الخطوب والتنكيل، وكبله بالقيود، وضيق عليه تضييقاً شديداً في التعامل معه ومنع عنه الناس،
– فأوعز هارون العباسي إلى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام (عليه السلام) فاستجاب لذلك وأقدم على تنفيذ أفظع جريمة في الإسلام.
– فعمد السندي إلى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام (عليه السلام) فأكل منه رطبات فقال له السندي اللعين : ” زد على ذلك” فرمقه الإمام (عليه السلام) بطرفه وقال له: “حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه “.
– فتسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة وأوجاعاً قاسية، حتى سرى السمّ في جميع أجزاء بدنه (عليه السلام).
– وبقي يعاني من ذلك حتى التحق بالرفيق الأعلى وحيدا مقيدا تاركاً إرثاً كبيرا من الوصايا الأخلاقية والتعاليم الإلهية.
– فقد روي عن الإمام عليه السلام :
(عونـــــــك للـــــضعيف من أفضل الصدقة) – المصدر : بحار الأنوار .
ومنها ما ورد من وصيته لــ هشام ، لا دين لمن لا مروءة له ، ولا مروءة لمن لا عقل له ، وإن أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا خطراً له (شيئا مهما)، أما إنّ ابدانكُم ليس لها ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها بغيرها.
– ومنها ما روي عنه عليه السلام في الحث على العلم والفقه :
– (تفقهوا في دين الله، فان الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا) بحارالانوار، ج١٠، ص٢٤٧، ح١٣.
– كما ورد عنه عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} قال: نحن المحسودون.
– رواه الكافي. ج١، ص٢٠٦؛ وبصائر الدرجات، ص٥٥؛ وبحار الأنوار، ج٢٣، ص٢٨٦؛ وتفسير فرات، ص١٠٦؛ وتفسير الصافي، ج١، ص٤٦٠ وتفسير نور الثقلين، ج١، ص٤٩١؛ وتفسير كنز الدقائق، ج٢، ص٤٨١؛ وتأويل الآيات، ج١، ص١٣٠؛ وغاية المرام، ج٣، ص١١٧؛ وغيرها.
– ولقد أورد عشرات المتتبعين لسيرة الأئمة كرامة له وهي حديثه وهو طفل في مهده :
– فعن يعقوب السراج، قال دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وهو واقف على قرب أبي الحسن موسى (عليهالسلام) وهو في المهد، فجعل يساره طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: أدن من مولاك فسلم عليه.
– فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح، ثم قال لي: اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله .. وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): انته إلى أمره تُرشد . قال : فغيرت اسمها .. رواه الشيخ محمد الكليني في الكافي، ج١، ص٣١٠؛ وإثبات الوصية، ص١٩١؛ والشيخ المفيد في كتابه الإرشاد، ج٢، ص٢١٩؛ ورواه صاحب دلائل الإمامة، ص٣٢٦، وإعلام الورى، ص٢٩٩؛ والثاقب في المناقب، ص٤٣٣؛ وفي كتاب مناقب آشوب، ج٤، ص٢٨٧؛ وري في كشف الغمة، ج٢، ص٢٢١ والوافي، ج٢، ص٣٥٤؛ وحلية الأبرار، ج٤، ص٣٢٧؛ مدينة المعاجز، ج٦، ص٢٢٤؛ وبهجة النظر، ص٨٤؛ وبحار الانوارج٤٨، ص١٩؛ وفي رياض الأبرار، ج٢، ص٢٧٢؛ والعوالم، ج٢١، ص٣١.
– ومن كرامات الإمام عليه السلام ما رواه الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد وعن ابن شهر اشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب (عليه السلام) ومصادر أخر كثيرة، عن علي بن أبي حمزه البطائني قال: “في بعض الأيام خرجت مع الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) من المدينة إلى ضيعة له خارجها، فلما صرنا بعض الطريق اعترضنا أسد هائج فارتجفت خوفاً وتقدم الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) غير مكترث به فرأيت الأسد يتذلل للإمام (عليه السلام) ويهمهم، ودنا من الإمام فخفت من ذلك خوفاً عظيماً، ثم تنحى الأسد إلى جانب الطريق، وحوَّل الإمام وجهه نحو القبلة، وجعل يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومى إلى الأسد بيده إلى أن مضى فهمهم الأسد همهمة طويلة والإمام يقول: “اللهم أمين” إلى أن غاب الأسد عن أعيننا!!.
– فقلت له سيدي ومولاي جعلت روحي فداك ما شأن هذا الأسد ولقد خفت منه عليك وعجبت من شأنه معك ..؟ فقال الإمام عليه السلام : ” يا أبا حمزة ” إن هذا الأسد قد خرج إليَّ يشكو عُسر ولادة لبوَته منذ ثلاثة أيام وسألني أن أدعو الله ليفرج عنها ففعلت ذلك وألقي في روعي أنها تلد ذكراً فأخبرته بذلك ، فقال لي الأسد : امضٍ بحفظ الله فلا سلط الله عليك ولا على ذريتك ولا على أحد من شيعتك شيئاً من السباع، فقلت: آمين ، والنص في فهم الأولياء لغة الطير والبهائم والسباع أكثر من أن تحصى .
– وقد ورد في حقه عليه السلام هذه الصلوات : { اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاَْمينِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر، الْبَرِّ الْوَفِىِّ الطّاهِرِ الزَّكِىِّ، النُّورِ الْمُبينِ الُْمجْتَهِدِ الُْمحتَسِبِ ، الصّابِرِ عَلَى الاَْذى فيكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ مَا اسْتُوْدِعَ مِنْ اَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، وَحَمَلَ عَلَى الَْمحَجَّةَ، وَكابَدَ اَهْلَ الْعِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِمَّنْ اَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ، اِنَّكَ غَفوُرٌ رَحيمٌ } .
– ومن فضله ما ورد من حثّ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على زيارته ، فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) : ” من زار قبرَ أبي ببغداد كمن زار قبرَ رسول الله صلى الله عليه وآله، وقبرَ أمير المؤمنين عليه السلام إلاّ أنّ لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلَهما ” .
– وفي رواية أخرى : ” زيارة قبر أبي الحسن (أي الإمام موسى الكاظم عليه السلام) كزيارة قبر الحسين (عليه السلام) ” .
– ومن إنجازات الإمام الكاظم عليه السلام :
– أنه لما فرض العباسيون على المجتمع الإسلامي أخلاقاً وممارسات جاهلية أصابت القيم والإخلاق الإسلامية بالاهتزاز وعرّضت المثل السامية للضياع وأدت إلى تغيير معالم الرسالة .
– واجه الإمام الكاظم عليه السلام هذا المخطط بأسلوب أخلاقي راقي يذكّر الأمة بأصالتها ويعيد لها أخلاقية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ، فقام ب :







– فسلام الله عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر يوم ولدت ويوم استشهدت في غياهب السجون الظلماء، ويوم تبعث حياً شاهداً على ظلم هارون وتقصير هذه الأمة بحق إمامها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
– وإنا لله وإنا إليه راجعون .