# وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– سعت روسيا الاتحادية خلال ” العقدين الماضيين “ الى تغليب سياسة الحوار والتعاون بينها وبين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على امل ان تنتهج هذه الدول ذات السلوك في علاقاتها مع موسكو بشكل خاص وعلى المستوى الدولي بشكل عام ولم تفوت القيادة والحكومة الروسية فرصة لتعزيز هذا المسار إلا واستخدمتها ، ولكن بقيت جميع مبادراتها في هذا الشأن محدودة التأثير نظراً لعدم استجابة الطرف الأخر لها بالشكل الذي ينهي حالة التجاذب والصراع بينها وبين أقطاب القوة في حلف شمال الأطلسي.
– خلال السنوات الخمس الأخيرة شهدت العلاقات ” الروسية الأميركية “ تجتذبا متصاعدا ليس لان موسكو غيرت من سياستها المستندة إلى الحوار والتفاعل الإيجابي لحل مشاكل في العالم بل للدور الذي بدأت تأخذه على المستوى الدولي في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية الأمر الذي رفضت الولايات المتحدة قبوله واعتبرته تقويضا لهيمنتها على العالم وتهديدا لمصالحها القومية.
– كان من المفترض أن تتحرك الدول الفاعلة والمؤثرة في القارة العجوز لمنع تدهور ” العلاقات الروسية الأميركية “ تفادياً لعودة الحرب الباردة وتأمينا لمصالحها وأمنها الجيوسياسي وخاصة ان دول الاتحاد الأوروبي تحوي العشرات من ” القواعد الأميركية “ وهو ما يحولها الى ساحة معركة حقيقية بين موسكو وواشنطن ولكن بدت هذه الدول عاجزة عن فعل ذلك لأسباب وخلافات كثيرة تبدت في العديد من المواقف والذي كان أخرها الغدر البريطاني الأميركي لفرنسا في موضوع الغواصات مع استراليا واستبعادها من التحالف الاستراتيجي الأمني بين لندن وكانبيرا وواشنطن في المحيطين الهادي والهندي (أوكوس) لتطويق النفوذ الصيني ما أدى الى وقوع شرخ كبير في العلاقات بين هذه الدول وفرنسا.
– إن تمدد حلف شمال الأطلسي الى الحدود الروسية ومحاولاته تطويق روسيا خلافا للاتفاقات السابقة بينه وبين موسكو والتي تمنع الناتو من التواجد في أي دولة لها حدود مشتركة مع روسيا دفعت موسكو الى العمل الى اتخاذ الإجراءات التي تحمي امنها القومي والشعب الروسي وجاءت الأزمة الأوكرانية لتكشف حقيقية نوايا الدول الغربية والولايات المتحدة العدوانية تجاه روسيا و تتحمل القيادة الأوكرانية في تعويلها على الناتو والولايات المتحدة وارتهانها للدول الغربية المسؤولية عن تصاعد الأزمة مع روسيا الاتحادية والتطورات الأخيرة في منطقة دونباس ، حيث حاولت الحكومة الأوكرانية استجرار القوات الروسية الى الحرب بإصرارها على استهداف التجمعات المدنية في تلك المنطقة.
– تندرج الخطوات الروسية الأخيرة وخاصة العسكرية والسياسية منها في إطار تطويق محاولات الغرب تحويل أوكرانيا الى كبش فداء في خلافاتها مع روسيا الاتحادية وإرسال رسالة حازمة إلى الناتو بعدم المساس بخطوط روسيا الحمراء ورفض تمدده إلى الحدود الروسية أو ضم أي دولة مجاورة لروسيا إليه.
– من المبكر الحديث عن الاستنتاجات إثر الخطوات ” الروسية العسكرية “ المحدودة في دونباس ولكن يمكن القول ان القيادة الأوكرانية ستصاب بخيبة أمل كبيرة من الدول الغربية ووعودها لها ، ومن المتوقع أن يكمل الشعب الأوكراني ما بدأته روسيا في تغيير سياسات القيادة الأوكرانية وربما إسقاطها من سدة الحكم.
– أحمد ضوا