#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– إنطلاقاً من الإيمان بأن الفكرة الطيبة في المنبت الصالح ، كالبذرة الطيبة في الأرض الخصبة ، كلتاهما تعطيان مردوداً جيداً ، وثمراً طيباً والفكرة في منبتها ، كالبذرة في أرضها، تحتاج إلى رعاية ، وجهد ، حتى يسعد الإنسان بجني الثمر، وبلوغ الغاية ، ومن ثقتنا بأن مصير أي نظام سياسي واستقرار أي دولة يتوقف إلى حد كبير على ماهية التفكير،وعلى ما يخطط ، وما هي الأمور والآمال التي يتطلع إليها الناس البسطاء ..؟
– ولكي تبقى سورية قلب العروبة النابض ، وتحافظ على نهجها القومي العروبي المقاوم حرة ، مستقلة ، موحدة ، مزدهرة ، وتنتصر على كل سموم رياح الشمال الاستعمارية ، وتعزز الانتصار الذي كتب بدماء الشهداء الأبرار، نقترح وضع خطة متكاملة تتضمن :
1- إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس مهمة عاجلة ، وهذا يتطلب إصلاح النظام التربوي والتعليمي بحيث يكون لدينا مناهج تربوية وتعليمية تعمل على تنمية عقل الإنسان على التعامل مع معرفة الحقائق وإدراك الواقع ، والتخلص من انفصال التفكير عن الواقع ، والحفاظ على الكوادر الوطنية ذات التعليم العالي والخبرات الإدارية وعدم تطبيق قوانين أكل الدهر عليها وشرب مثل قانون التقاعد ، فالعقول لا تتقاعد ورجال العلم ما داموا قادرين على العطاء يجب أن يمنحوا الفرصة أسوة بما فعلته الدول المتقدمة كاليابان وغيرها فكما تشير الدراسات اليابانية إن صناعة العقل المتعلم تكلف 10 كيلو غرام ذهباً ، فالحفاظ على الهيئة التعليمية وأساتذة الجامعات والكوادر الإدارية الناجحة هي مهمة وطنية وأخلاقية كبرى ، فالمقياس ليس العمر ومدة الخدمة في الوظيفة ، يجب أن يكون السلوك والخبرة والانتماء الوطني والحرص على المصلحة العامة ، وحجة القوانين يمكن تعديلها ، أليس نحن من صنعها أم هي مفروضة علينا ؟! ورفع المستوى المادي لأساتذة الجامعات مع تكريم المتميزين في البحث العلمي الذي ينفع في التنمية وخدمة الاقتصاد الوطني . وتشجيع التفكير النقدي في مناهجنا التربوية والتعليمية لأنه من أهم شروط الارتقاء الإنساني، وجوهره أن نعرف ما الذي نعرفه،وما الذي لا نعرفه،إنه الوعي بما نقوم به من إجراءات وما نتخذه من قرارات.
2- ابتكار سياسة اقتصادية تؤدي إلى ثني عنان تفاقم البطالة وتحقيق رفع العبء عن كاهل الفقراء،واستغلال ما هو متاح من ثروات الوطن بشكل فعلي ، لأن هدف السياسة الاقتصادية الناجحة هي محاربة الفقر، فلا استقرار ولا أمن أو آمان في مجتمع تتكسر فيه الأنياب على الأنياب جوعاً، لأن التنمية ليست قضية تقنية ، بل هي قبل كل شيء قضية اجتماعية ، وأمنية ، وسيادية ، تتعلق بأمن الوطن ، وسيادته ، واستقلاله ، وقوته ، ويفترض آلا تتسبب في تهميش القاعدة الشعبية ،وانحسار الطبقة الوسطى إلى الأدنى ، وأن تحول دون تعميق ظاهرة الاستقطاب الاجتماعي ، وتهدف إلى رفع المستوى المعاشي للمواطنين من ناحية ، وتقليص فجوة التخلف بالنسبة للدول المتقدمة من جهة أخرى وهذا يتطلب :
– تعزيز دور القطاع العام في قيادة الاقتصاد الوطني ،حيث بات الاهتمام بالقطاع العام مهمة وطنية ، وقومية ،وأخلاقية،واستراتيجية ، لابد من تنفيذها، واستنفار كل الطاقات لإنجاحه،وذلك من خلال الممارسة على أرض الواقع ،وإصدار التشريعات التي تمكنه من المرونة والعمل بأريحية وتطويره ، ورفده بالكفاءات الخبيرة والنظيفة ،والمحاسبة الشديدة لمن يسيء،ويمارس الفساد في مهامه..
– استكمال إعادة هيبة الدولة على كل الأراضي السورية ، والاستثمار الأمثل لكل مواردنا الاقتصادية المتاحة والكامنة من مادية ومالية وبشرية وغيرها .. ومحاربة الفساد،وتشكيل خلية أزمة اقتصادية تشبه غرفة العمليات العسكرية ، وإعادة قانون الأمن الاقتصادي والمحاكم العسكرية ، تكون مهمة الخلية معالجة الأزمات الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد السوري وتحقيق الأهداف بأقل تكلفة وأحسن نوعية وأسرع زمن.
– زيادة الأجور والرواتب ما أمكن لكي تتناسب مع ارتفاع الأسعار الذي بات تخفيضها أولوية ومهمة استراتيجية،حفاظاً على تماسك المجتمع وعدم الدخول في الفوضى ، والتشدد في إجراءات عدم التداول بغير الليرة السورية في كل العمليات التجارية ما عدا الاستيراد بواسطة المصرف المركزي مع السعي للاستيراد بالمبادلات التجارية مع الدول الحليفة.
3- تعزيز ثقافة المقاومة في المجتمع،،التي ترتكز إلى أن معركة الحرية والاستقلال والسيادة،ما زالت ضرورة حتمية لشعبنا في مواجهة أعدائه ،فإذا كان الاستبداد أو الظلم يفقد حرية إنسان،فإن استعمار الوطن يفقد حرية كل شيء ، وهذا يتطلب تعزيز ثقافة الأمل العمود الفقري لثقافة المقاومة ،وهذا يحتم مقاومة مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني بأشكاله المختلفة،
4- القيام بإصلاح شامل وسريع ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والعمل على إصلاح القوانين،واجتثات الفساد، ومحاسبة الفاسدين والمجرمين ، وخلع رقاب الانتهازيين الذين استغلوا مواقعهم للعبث بالوطن بما يخدم مصالحهم الشخصية ، والذين استثمروا في معاناة الناس ورغيف خبزهم وسرقة ثروات البلاد ،الذين رفعوا الأسعار بشكل جنوني ،الذين تاجروا بالعملات الصعبة ، والمخدرات ،الذين مارسوا الاضطهاد على الكفاءات لتطفيشها من الوطن ،وقمعوا من بقي صامداً والتضييق عليهم كي يطفشوا أيضاً،الذين خانوا الأمانة ولم يرتقوا للحفاظ على دماء الشهداء ، هؤلاء بات واجب خلع رقابهم مهمة وطنية وأخلاقية يرغبها شعبنا العظيم والشعب يثق بجيشنا العربي السوري والقائد الرئيس المفدى بشار الأسد. 5- نشر الثقافة التي جوهرها تعزيز الذاكرة الوطنية للأجيال الشابة بالقيم الحضارية ، والتمسك بالوحدة الوطنية ، ورفض كل الدعوات المضللة للفتنة والكراهية ،والعمل على كشفها وتفنيد مزاعمها،وإبعاد أصحابها من حياتنا،وفكرنا، ومشاعرنا، والعمل على تطبيق سيادة القانون ، وتأسيس وعي وطني بالانتماء الحر الكريم ، واستنهاض ههمم المثقفين والوطنيين للتصدي لحرب /الانترنت/ وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تشويه للحقائق ولوعي شبابنا لضرب انتمائهم لوطنهم وأمتهم ، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية، وتجفيف منابع الإرهاب بأنواعها ، وتعزيز ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع والتأكيد كما قال سيادة الرئيس بشار الأسد “ أن الهوية هي أساس وجود أي مجتمع من المجتمعات ، وقد تمسكنا بها رسمياً وشعبياً ، تمسكنا بها سياسياً ، ثقافياً ، اجتماعياً ، وبالمحصلة وطنياً .. ونحن اليوم لا يمكن أن نفكر ولو للحظة واحدة بأن نقدم أي تنازل يتعلق بموضوع العقيدة والانتماء القومي لسورية خاصة ،كرمى لأعين حثالات القرن الواحد والعشرين من الأخونجية وربيتهما داعش والنصرة،أو أي من المجموعات الأخرى“ .
– إننا واثقون أن شعبنا وقيادتنا سيعملون على أن يجعلوا من العقوبات حافزاً على تقوية روح التحدي وبداية الانطلاق للقوة ، كما فعلت الدول الأخرى إيران وكوريا الشمالية وكوبا وغيرهما .
– إننا في سورية نملك الإرادة والشعب العظيم والثروات الطبيعية والقائد الحكيم والشجاع ، المؤمن بشعبه ، والذي نعقد عليه كل آمالنا ونجدد له البيعة ، لأنه خبرناه في الصعاب والمحن فكان سر صمودنا ، القائد الذي كان سلاحه الشعب والذي استند إليه في كل قراراته ، وقوة الشعب لا تقهر ، وكلنا ثقة بالانتصار على أعدائنا في الخارج وضباعهم في الداخل .