#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– أكد الكاتب والباحث الإعلامي الدكتور فضيل حلمي عبدالله ، في ندوة أقامها المركز الثقافي العربي في منطقة الحسينية والذيابية ، ندوة بعنوان ” الغزو الثقافي والتطبيع .. و سبل المواجهة ” ، أن الغزو الثقافي يهدف إلى احتلال العقل والفكر بخلاف الغزو العسكري الذي يهدف إلى احتلال الأرض أوالوطن .
– والغزو الثقافي أكثر خطورة من نظيره العسكري ، إذ ييسر الغزو الثقافي عملية الإخضاع الداخلي ، مما يبدو وكأنه إلقاء ستارة سوداء للواقع أو تجميل له ، فيقبل الإخضاع وعلى أنه شيء أخر لا لتباسه بمفاهيم كثيرة تتصل بعمليات التكوين الذاتي مثل النمو و الإستقلالية و الأصالة و الوعي ، ولا يزال أمر الغزو الثقافي وأدواته محيراً لدى الكثيرين , إذ لا ترى فئة من المثقفين أنه عزو ، فتختار له أسماء أخرى .
– وتهوًن فئة أخرى شأنه على أن الحديث عنه وعن مخاطره وهم كبير,و تروج له جهة ثالثة كوسيلة لتبادل الثقافات باعتبار ذلك تلاقحاً معرفياً حضارياً يعزز التواصل بين الحضارات الإنسانية و لا يجدون في هذا الغزو تأثيرات سلبية على ثقافة وحضارة الوطن والمواطنة .
– وأضاف الباحث حلمي بأن الغزو الثقافي بمفهومه الإيديولوجي يستهدف احتلال الفكر والإنتماء ، كما احتل الأرض وطمس الهوية, فهو غزو خاص خارجي جاء من أجل الهيمنة السياسية والهيمنة الإقتصادية لدوام نهب مقدرات الشعوب , غير أن الغزو الثقافي هو في حقيقته غزو من الدال بدون جيوش غازية. لهذا فهو الأكثر خطورة لأنه يضمن بعد ذلك في حالات الضعف الذاتي دوام الهيمنة على الإدارة و الإمكانات القومية برمتها. وكمل بحثه بالحديث .
– لقد تطور الاستعمار والاحتلالي كثيراً في شكله التقليدي العسكري المباشر إلى شكله الاقتصادي سواء لتأمين المصادر أم الطاقة أم الثروات الطبيعية أم البحث عن الأسواق ، إلى الاستعمار الثقافي الذي يختلف حول تسميته والذي لايحتاج إلى أسحلة تقليدية لأنه مزود بسلاحه الفتاك الداخلي .
– أي التنميط الثقافي من خلال األية صناعة العقل , وهذا هو ما تخطط له الولايات المتحدة الأميركية مستخدمة في سبيل ذلك الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية العربية كأداة منفذة .
– لقد تكثف الغزو الثقافي في المنطقة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001م ، وأعلنت كونداليزا رايس اأن ذاك مستشارة الأمن القومي ، إن أميركا ستخرج بسياسة جديدة إلى المنطقة سياسة الإصلاح الديمقراطي في المنطقة العربية ضمن سلسلة المشاريع التي تهدف إلى إعادة تأهيل العالمين العربي و الإسلامي, و( تربيتهما على القيم الديمقراطية و تحسين صورة أمريكا لدى عمموم العرب والمسلمين) .
– كما وأنشأت وزارة الحرب الأمريكية و البنتاغون جهازاً ((التزيف الوعي)) لدى العرب المسلمين , ويأتي هذا تأكيداً على حرص الإدارة الأميركية على تحرير العالم العربي والإسلامي من الأنظمة الدكتاتورية , ونشر الديمقراطية والحرية فيهما .
– إن أهداف سياسة المشاريع التي اطلقتها الولايات المتحدة من خلال تعزيز الديمقراطية, والإصلاح القتصادي في المنطقة هو في جوهره الغزو الثقافي ، وقد استخدمت واشنطن منظمة الأمم المتحدة لتشريع حملاتها وخطواتها في العالم ، بعد أن هيمنت عليها وعلى غيرها من المؤسسات الدولية كمجلس الأمن وصندوق النقد الدولي والمحكمة الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي و منظمة حقوق الإنسان وغيرها .
– وأكمل قائلاً : وإذا كان الاقتصاد هو السلاح الذي أطاح بأسوار دول و جعلها مفتوحة و خاضعة للقطب الواحد إلا أن سلاح الإعلام و الثقافة الذي يقوم بدورالتمهيد واستكمال عملية السيطرة, بإضفاء الشرعية المطلوبة عليها و احلال القناعة بها وإحداث تغييرات فكرية و ثقافية تجعل شعوب المنطقة ودولها راضية بالإدارة الجديدة, وفي سبيل كسب حربها الفكرية في منطقة الشرق الأوسط .
– لقد أنشأت نو محطات فضائية وإذاعية عديدة تبث برامجها باللغة العربية, الهدف منها تحسين صورتها و ترويج سياستها لدى شعوب المنطقة, كما ساعدت الكيان الصهيوني على إطلاق قمر اصطناعي لبث البرامج التلفزيونية عبر القناة صهيونية موجهة للعالم العربي, وتصاعدت المطالب الأميركية للدول العربي ومنها الأعتراف بدولة الاحتلال الصهيوني وبأن القدس هي العاصمة لها, والعمل على بداء التطبيع مع الكيان الصهيوني , و تغير المناهج المدرسية وشطب أي نص يتحدث في العداء للكيان الصهيوني كما طالب بفتح سفارات صهيونية وبعثات دبلوماسية في بلادها . كما طالبت بإقامة منظمات المجتمع المدني من أجل التأمر على شعوبها .
– وفي سبيل السيطرة على العقل العربي و تنفيذ سياسة الغزو الثقافي. بدوره قدم السيد إسماعيل السنداوي. بحثه عن التطبيع وسبل مواجهته. والذي اقد على الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك بالمقاومة ونهجها التحرري .
– وقال يجب الحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة العربية. وكل الذين طبعو سوف يتساقطون وستبقى فلسطين هي العزة والكرامة .
– يذكر أن الندوة أقميت بدعوة من وزارة الثقافة ومديرية ثقافة القنيطرة ، بحضور السيد موسى قاسم أبو عمار عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، والسيد أحمد سعيد أبو الرائد عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية ، وعدد كبير من الشخصيات السياسية المقاومة ، والاجتماعية والثقافية والإعلامية وفصائل الثورة الفلسطينية .
– حيث حاضر في الندوة كل من الأساتذة الكاتب والباحث الإعلامي الدكتور فضيل حلمي عبدالله . و السيد إسماعيل السنداوي (أبو مجاهد) منسق حركة الجهاد الإسلامي في سورية ، فيما أدار الندوة الأستاذة المحامية حنان أبو عيشة .