#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_عبير الراوي
– لا يبدو أن أحدا من المحللين اليوم يشك في إمكانية أوحقيقة قيام حرب إيرانية (إسرائيلية) ويبقى الخلاف فقط حول توقيتها أو طريقة نشوبها من حيث المكان والذرائع .. يستشهد أصحاب هذه النظرية بعدة مؤشرات وهي كثيرة منها الوضع القانوني الصعب لنتنياهو في الداخل والمعروف عن هذا الرجل ان متعطش للسلطة ويمكن ان يدمر (إسرائيل) نفسها لاحتفاظه بمنصبه.. وما يحيط بهذا المؤشر من دلالات حسية كقيام (إسرائيل) بأكبر مناورة عسكرية بتاريخها مع أمريكا في المنطقة وإحاطة ترامب نفسه بإدارة اشبه ما تكون بحكومة حرب ..والسعي الجدي من قبل بولتون لحلحلة الازمة الخليجية رغم انها كانت دجاجة ذهبية تدر الأموال على أمريكا وأروبا .. والحرب المفتوحة في سورية من ضرب الأهداف الإيرانية وأخرها اللواء 47 والتي تقول (إسرائيل) إنها كانت مستودع للذخيرة الإيرانية النوعية .. وتسيير إيران لطائرات بدون طيار فوق حدود فلسطين المحتلة .. وتصريح رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو (إن إيران تعمل ليل نهار لتحويل سورية إلى قاعدة عسكرية تتمركز فيها بغية “استخدام سوريا ولبنان كجبهات حرب لإزالة إسرائيل من الوجود) .. ويدعمها تقارير من NBC و BBC عن سيناريوهات حرب محتملة يقدمون فيها محللون عسكريون (إسرائيليون) .. يأتي بعده تصريح بن سلمان على أن القضية الفلسطينية لم تبقى لها الأولوية بل الأولوية لمنع الوجود الإيراني .. ويدخل هذا ضمن تبرير وقوع أي ضربة لإيران على ارض عربية من قبل (إسرائيل) اضف الى الصراع المحموم من أمريكا والغرب وطبعاً في المقدمة (إسرائيل) وشقيقتها السعودية على الغاء الاتفاق النووي الإسرائيلي والمسرحية الأخيرة التي قام بها نتنياهو والتي احرج بها كيان العدو ولم تقدم او تؤخر شيء على صعيد موقف أوروبا من الاتفاق حتى ان الجمهور (الإسرائيلي) بدأ يتسأل عن جدوى الغاء ذلك الاتفاق .. وليس أخرها العرض المقدم من أمريكا للسعودية على أن تصبح شريك استراتيجي إذا دفعت النفقات وأرسلت قوات إلى سورية لمنع التمدد الإيراني .. ومؤخراً إعطاء الأوامر للمغرب بقطع علاقاتها مع ايران واتهام حزب الله في سذاجة وسماجة سياسية غير معهودة ..
– أما على الصعيد الدولي نرى مؤشرات على غرار سعي أوروبا وتحديداً فرنسا لحض إيران على تعديل الاتفاق قبل مهلة 12 أيار رغم أنها صرحت أنها مع بقاء الاتفاق مما يدل على أنه ليس لأوروبا حالياً مصلحة في تلك الحرب لو اندلعت .. وكذلك بوادر التوافق التركي الأمريكي وربما الفرنسي حول منبج .. أما سكوت روسيا تجاه كل هذا وذهاب أمريكا لحلحلة لازمة الكورية يرجح التفرغ لعمل عسكري كبير في مكان أخر من العالم ربما يكون في منطقة سيطرة روسية .
لماذا 12 أيار ؟ لماذا هذه المهلة وتحديداً في هذا الموعد .. يقودنا هذا مباشرة إلى ميدان الحرب المنتظرة والتي قد تكون أول ساحاتها هي لبنان .
– يقول بعض المحللين أن تأخير الرد الإيراني المفروغ منه جاء لترك المجال للانتخابات اللبنانية والعراقية في 7 و 10 أيار على التوالي فماذا عن أمريكا ؟ .. هل تريد أيضا أن تعطي إيران تلك المهلة ؟ في الحقيقة يرتبط هذا مباشرة بمؤشر يقود إلى ميدان تلك الحرب التي يمكن ان تكون في لبنان وان (إسرائيل) ضخت أموال سعودية إلى عملائها هناك لتضييق الهامش الديمقراطي الانتخابي لحزب الله وحلفائه في لبنان في جنون غير مسبوق وصل في بعض المناطق الى ثلاث ألاف دولار للشخص الواحد .. مما استدعى تدخل السيد حسن نصر الله وتذكير أهل البقاع بالمقارنة بين من أراد أن يزجهم إلى براثن الارهابيين ومن دافع عنهم .. وأما في حال لم يحدث ذلك الخرق السياسي فالبديل هو إعطاء الأوامر بالخراب وهي نفس الأوامر التي اعطتها فعلا السعودية لعملائها اثناء احتجاز الحريري حيث كان من المفروض أن تتم الحرب آنذاك وكان هذا واضحاً في خطاب الاستقالة للحريري .. حيث قال في الاستقالة (أريد أن أقول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية بالسوء وسيرتدّ الشرّ إلى أهله) وأن الأوضاع تشبه قبيل مقتل الحريري الاب لذلك تدخل حزب الله وأعاد رئيس الحكومة الى لبنان بالاتفاق مع الرئيس عون الذي استعمل علاقاته مع فرنسا والتي يبدو انها وعدت ان تزيل الحرج عن السعودية مقابل التزام اوروبي بتعديل الاتفاق النووي او ادخال الصواريخ الردعية الإيرانية الى المفاوضات حوله وهذا ما يفسر الزيارات الأخيرة لماكرون الى أمريكا وايران ودول أخرى .
– لبنان إذاً ميدان محتمل للحرب الموعودة حيث أن السيد حسن نصر الله نفسه قال أن حرب الوكلاء انتهت .. وبدأت حرب الاصلاء.. اما شرارة الحرب المحتملة هو التزام أدبي من حزب الله بالرد على ضربة قوية لإيران أو سورية أو لحزب الله مباشرة أو الاعتداء على بلوكات النفط والغاز في بحر لبنان او حدود الخط الأزرق .
– سنمر بسرعة على العراق التي يستبعد أن تكون ميدان محتمل لتلك الحرب لأسباب كثيرة وأهمها عدم قدرة مشاركة (إسرائيل) مباشرة على الأراضي العراقية لعدم وجود المبرر رغم أن ما يحدث في لبنان اليوم يحدث بالعراق من دعم لوائح السنة المتشددين والشيعة الغير محسوبين على إيران وتغيير بعض ظروف اللعبة الانتخابية كما في ما يسمى كردستان من تحالفات جديدة ولكن يمكن ان تتأثر العراق بآثار تلك الحرب لو تمت .. مثل تكون مؤخرة لبعض الجيوش أو ساحة للصراع السياسي والدبلوماسي في اصطفافات الحرب وما بعدها .
– تبقى الساحة الأكثر نصيباً حسب أصحاب الرؤية الخاصة لتلك الحرب وهي سورية .. فسورية حسب موقعها الملاصق لفلسطين المحتلة ولبنان وكذلك الأردن التي هي مرتفق الدخول السعودي ومركز اللوجست (الإسرائيلي) السعودي الأمريكي وكذلك (تركيا الناتو) أو هكذا ستحسب حين اندلاع تلك الحرب والحقيقة أن سورية فعلاً هي حاليا هي ساحة لتلك الحرب افتراضياً أو النموذج التجريبي لها كما أسلفنا وكما تعرفون فكل التقارير التي تحدثت عن إمكانية اندلاع تلك الحرب جعلت ساحتها الافتراضية هي سورية مثل تقرير محطة سي ان ان ومنطقياً هي ساحة جاهزة لمثل تلك الحروب حتى أن الأطراف تعرف كل أسرارها ونقاط ضعفها وقوتها وموجود فيها كل الأسلحة للطرفين وكل المقدرات البشرية أيضاً وخصوصا مع وصول بعض القوات السعودية الى تركيا مع ما يوجد من إرهابيين وقوات قسد في الشمال وقوات إيرانية وعراقية في مناطق أخرى ..
– تبقى ساحة واحدة لتلك الحرب وهذا ما يتم عليه الجدل ولم تحسم بعد وهي ساحة العمق الإيراني .. يقول أصحاب بعض النظريات أنها أفضل الساحات وأكثرها اغراء (لإسرائيل) وأمريكا بل والسعودية أيضا رغم التحفظ السعودي في ابعاد نيران الحرب عن أراضيها قدر المستطاع خوفاً على أبار النفط .. إلى سورية مثلاً أو لبنان ولكنها في الوقت نفسه ايضاً هي أكثر الساحات بعداً عن الواقع وتوخي الحذر والحسابات الدقيقة ومحاذير التخوف من ارتداداتها الإقليمية والعالمية ولكن أمريكا تعول ومعها حلفها على ان ضرب ايران بالعمق مع وجود عملاء أمريكا والسعودية من سكان بعض الأقاليم الإيرانية الذين يعتقدون أن السعودية مناصرة للسنة وغيرهم حتى في طهران نفسها من الحداثويين قد يؤجج الوضع الداخلي بسرعة مما لا يترك المجال لإيران بالرد وتصبح ذريعة جاهزة في مجلس الامن او من خارجه لأنشاء حلف كبير وقوي ضد ايران .
– قد يتساءل متسائل لماذا لم نذكر في هذا المقال مرة واحدة كلمة (لا سمح الله) عند ذكر وقوع الحرب موضوع البحث .. الحقيقة تكمن في أن جميع القراء استنتجوا أن من يريد الحرب هم فقط أمريكا و(إسرائيل) والسعودية ولكن الحقيقة لا !! تختلف الأمور كثيراً أن علمنا أن من يريد تلك الحرب ومن حضر لها وجهز بل انه حول بلاده الى مخطط كروكي لتلك الحرب بل ان ايدولوجية وجوده ذاتها تعتمد على نشوب (الحرب المقدسة الأخيرة) هي بالحقيقة ايران وليس غيرها .. نعم ايران فجيش القدس والحرس الثوري وهندسة الصواريخ الدفاعية والبرنامج النووي الردعي نفسه اثناء أكثر مراحل مسيرة إيران الاقتصادية إيلاماً إثناء الحصار واثناء الحرب الإيرانية العراقية الظالمة للبلدين هي عمليا تحضير للحرب الأخيرة ..الحرب المقدسة لمحور الخير أو ضد محور الشر وقرني الشيطان وإزالة سرطان الشرق الأوسط من الوجود وتحكم شعوب المنطقة على مقدراتها وصناعة قطب عملاق يستقطب الدول النامية والمتطلعة للنهوض والتملص من أعباء مرحلة القطب الواحد للهيمنة الامريكية .. فشعار تسقط إسرائيل .. تسقط أمريكا ليس ابن هذه المرحلة من الزمن وهو ليس من ارهاصات الحرب الكونية على سوريا بل ولد مع ولادة النظام الحالي في ايران واستمر معه حتى التصق به واستمد كلى منهما وجوده من الاخر .. حتى ان السعودية تراهن على اسقاط تلك الشعارات في هذه المرحلة استنادا على عامل الزمن وتململ جمهور الثورة الإيرانية من طول بقائها ..
– اذاً هي حرب وجود مقدسة لإيران وأقصد حرب وجود معنوي مؤثر حقيقي لوجه الثورة التي اريد لها .. وكذلك هي حرب مقدسة تلموديه يهودية (إسرائيلية) حالياً مع ادواتها الأخرى .. وقد أراد البعض تصويرها على أنها حرب سنية شيعية .. لذلك كان دور السعودية المعنوي كرأس حربة هو الخديعة الكبرى بعد أن سقط قناع الاتراك عن سنيتهم مقابل عضوية الناتو والتحالف مع إسرائيل ولان ال سلول يحتلون الأراضي المقدسة وما لها من تأثير معنوي ديني لدى المسلمين كان يجب ان تقود تلك الحرب في الظاهر بينما السعودية في الحقيقة هي الفرع العربي والاسلاموي للماسونية العالمية وجماعة المتنورين الذين يريدون ان يدمروا العالم في ما يسمى اليوم الوهابية العالمية .
– فهل نحن أمام حرب كونية أخيرة وهل دول مثل الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوربي وتركيا والهند وباكستان والبلقان وأسيا الوسطى وأروبا الشرقية والبلطيق ودول الاتحاد السوفيتي السابق بولاءاتها ودول البحر الأسود والشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية وغيرها بمنأى عنها .
– (إسرائيل) اليوم ما زالت تستعمل مصطلح الامن القومي (الإسرائيلي) .. وهي حقيقة مع .. وبدون نتنياهو تعتقد جازمة بأن (الهلال الشيعي) هو الاسفين الأخير في نعشها وأن الوجود الإيراني في العراق وسورية يهددها بشكل مباشر وآني وحقيقي .. وأن التهديد بضرب منصات البحر وخزانات حيفا وحتى مفاعل ديمونا ثمن بسيط لتلك الحرب وما سلسلة الاغتيالات التي غامرت فيها إسرائيل في سورية ولبنان وتونس من عماد مغنية والقنطار ومحمد الزواري وعمليات مزرعة الامل وصناعة جيش من العملاء على الحدود الا ترجمة حرفية لهذا الخوف .. وإن عرفت أن (إسرائيل) رغم قناعتها الأكيدة بوقوع تلك الحرب إلا إنها خائفة منها ولا تساعدها التوراة في حزم أمرها وما جيش السفياني وغيره الذي تروج لها ألة الدعاية (الإسرائيلية) إلا جزء من التلاعب في تأخير تلك الحرب التي تريدها ولا تريدها حتى ان العميد المتقاعد من الجيش (الإسرائيلي) مايكل هيرتسوغ صرح بأكثر من مكان عن إمكانية منع روسيا لتلك الحرب أو تأجيلها ولكنه في الوقت نفسه أعترف بأن روسيا لم توعد نتنياهو بأكثر من إبعاد القواعد الإيرانية 20 كم عن حدود فلسطين المحتلة ..
– إذاً حروب مقدسة وميادين ليست للبيع أو للإيجار إنها ميادين لأهلها والكل أصحاب دم .. يبقى أن نتساءل فقط …. متى ؟ .
عشتم .. عاشت سورية .