– تستمر المعارك في جنوب دمشق وفق الاستراتيجية التي جرى اعتمادها، أي سياسة القضم والتقطيع بهدف تقطيع مواقع سيطرة داعش، وإضعاف جماعاتها عن الحركة والمناورة، وعزل المواقع عن بعضها ثم السيطرة عليها .. وقد نجحت هذه التكتيكات على أكثر من محور .. لاسيما على جبهة القدم ومحور شارع فلسطين ـ يلدا- ببيلا، وحي الزين الملاصق للحجر الأسود .. وكان الإنجاز الأبرز في حي القدم الدمشقي حيث تمكنت قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة من السيطرة على حي المأذنية شمال حي القدم وحي الجورة المجاور، وهو ما فتح الطريق أمام السيطرة على حي العسالي، وبذلك تم عزل عصابات داعش في حي القدم عن مخيم اليرموك والحجر الأسود، وانزال الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات بعصابات داعش ..
كما تمكنت القوات المهاجمة من تحقيق إنجاز كبير عبر السيطرة على حي الزين ومنها الى مقبرة الشهداء، حيث يشكل هذا الحي امتداداً لشارع اليرموك ولا يفصله عن الحجر الأسود إلا الشارع الرئيسي ويمتد بمحاذاة الحجر الأسود حتى نهايته. وتشكل السيطرة على هذا الحي عزلاً كاملاً للحجر الأسود من الجهة الشرقية، وتضعف قدرته على المناورة إلى حدود كبيرة ..
ومن خلال جولة وكالة إيران اليوم الإخبارية لمحور الحجر الأسود ما يجري من أحداث وتطورات .. التقينا بالدكتور محمد السعيد قائد لواء القدس الذي قال : بعد أن جرب المتآمرون كل قواهم الفكرية والعسكرية، أدركوا أن هناك قوة لا تقهر، وأن الشعب السوري والفلسطيني قادران على حماية الشرف العسكري التاريخي .. وعلى طول شارع فلسطين فتحت جبهة جديدة ـ محور الطربوش ـ بهدف شق محور شارع اليرموك عن محور شارع فلسطين وشارع الثلاثين .. وبالتوازي مع هذه الهجمات الأرضية استمر القصف على مواقع عصابات داعش والنصرة في مخيم اليرموك والحجر الاسود لإبطال مفعول مرابض الهاون التي كانت تستهدف الأحياء المدنية في أحياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة ومنطقة السيدة زينب عليها السلام .. وقد نجحت قوات الجيش العربي السوري وقواه الرديفة في ذلك .. إضافة إلى استمرار استهداف التحصينات والمواقع القيادية وأماكن التحشد لهذه العصابات .. وكان التطور الأهم هو ترافق هذه الترتيبات القتالية مع ترتيب جبهات يلدا ـ ببيلا ـ بيت سحم ومجموعات النصرة في مخيم اليرموك، أي تنفيذ الاتفاق القديم مع تلك البلدات وبما يؤدي لسيطرة قوات الجيش العربي السوري على خطوط التماس مع عصابات داعش المحاذية لمخيم اليرموك، وانسحابهم من جنوب مخيم اليرموك وهو ما أدى إلى انكفائهم إلى الحجر الأسود بشكل كامل و إضعاف قدراتهم القيادية والعسكرية و الحد من إمكانيات المناورة والحركة وابتزاز القوى المهاجمة عبر استهداف الأحياء المدنية، ووضع هذه العصابات أمام الخيار صفر وهو الاستسلام، أو الموت وبفعل هذه التكتيكات العسكرية وبطولات المقاتلين من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وتضحياتهم رضخت عصابات النصرة، وأعلنت مساء أمس 29 من نيسان قبولهما تنفيذ الاتفاق إياه والذي رفضته وماطلت في تنفيذه على مدى الأيام الماضية وذلك دون أي تبديل أو تعديل. وصباح 30 نيسان اصطفت الباصات على مداخل مخيم اليرموك لترحيلهم إلى الشمال السوري وإلى إدلب. وبدأت عمليات فتح الممرات في مخيم اليرموك لنقل الراغبين في الخروج وفق الشروط المقررة .. آملين أن تنفذ بنود هذا الاتفاق بالسرعة الممكنة وإغلاق هذا الملف بكل ما حمله من آلام وتضحيات وخسائر في الأرواح والممتلكات ..
و بخصوص سير الترتيبات قال المقدم محمد خازم لوكالة إيران اليوم الإخبارية : نحن الآن ومن محيط مخيم اليرموك نشاهد الترتيبات ونحن على أحر من الجمر لانتظار خروجهم ولتحل محلهم قوات الجيش العربي السوري وقواه الرديفة وفصائل المقاومة الفلسطينية الذين شاركوا في الوصول إلى هذه النتيجة (النصر) ولن يطول الوقت حتى نعود إلى مخيمنا ومنازلنا، إلى اليرموك المقاومة والشهداء، يرموك العودة إلى فلسطين ..
إضافة لذلك يتضمن الاتفاق فك الحصار عن بلدتي الكفريا والفوعة والإفراج عن المختطفين وقد وصلت قبل قليل 20 حافة إلى البلدتين ناهين بذلك أيضاً معاناة السكان المدنيين في هاتين البلدتين، إضافة للمكسب المتمثل في الإفراج عن المختطفين أيضاً .. كل هذا ترك عصابات داعش منفردة ومحاصرة من كل الاتجاهات وانعدمت أمامها أية خيارات ونتوقع إعلان استسلامهم في وقت قريب جداً .. فمع محاصرتهم في الحجر الأسود والذي بات محاصراً من كل الجهات .. ضعيفا بل في وضع أضعف بكثير مما كانوا عليه وحدّ وصعّب من خياراتهم .. و لم يبق أمامهم سوى الموت أو الاستسلام .. وفي غضون كتابة هذا التقرير خرجت خمس حافلات تقل ٢٠٠ مسلح إرهابي مع عائلاتهم في المرحلة الاولى نحو كفريا والفوعة المحاصرتين ..
السيد ياسر قشلق رئيس حركة فلسطين حرة .. وأثناء جولته التفقدية على محاور مخيم اليرموك وسألناه عن رأيه فقال :عبر منبر وكالة إيران اليوم الإخبارية أتوجه إلى جماهير شعبنا الفلسطيني والسوري بالبشرى البشرى لكم ولنا ولكل الوطنيين السوريون والفلسطينيون الذين ذاقوا الأمرين من ممارسات التكفيريين والذين اضطروهم لمغادرة بيوتهم ومنازلهم وأولئك الذين فقدوا أحبة لهم من شهداء وجرحى. البشرى لكم فالإرهابيون على وشك مغادرة مخيم اليرموك، بضعة ساعات او أيام فقط وتنطلق الباصات لترحيلهم إلى الشمال من غير رجعة وسيعود مخيم اليرموك كما عهدتموه أرضاً ومخيماً طاهراً من رجس الإرهابيين ..
ختاماً :
وهكذا ومرة أخرى يثبت هؤلاء التكفيريون المجرمون أن لا شيء يعنيهم من أمن وحياة وممتلكات المدنيين ومعاناتهم. لابل يبدو أن هذا هو هدفهم بالأساس الذي انتدبوا من أجله هم ومن يدعمهم ويمولهم .. نأمل أن تنتهي هذه المأساة بسرعة وأن يغلق ملف من الملفات الكبرى التي عانى منها شعبنا في مدينة دمشق وضواحيها على مدار السنوات المنصرمة. وإلى غير رجعة .. كل التحية والإكبار لأبطال الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، ونأمل عودة كل المهجرين من هذه المناطق إلى بلداتهم وبيوتهم عسى أن تضمد جراحهم وآلامهم وتخفف معاناتهم. وإلى انتصارات مقبلة مع قواتنا قوات الجيش العربي السوري وقيادته السياسية والعسكرية.
عشتم وعاشت سورية وفلسطين أبية حرة
المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى