#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_عائدة عم علي
– سياسة التجييش الاعلامي التي دأبت إدارة واشنطن تسويقها على أن الولايات المتحدة وأذنابها تتقدم في موازين القوى وعلى أنها قوة لا تقهر في أي صراع يمكن أن ينشب مع إيران ما هو إلا من منطلق خشيتها من الخسائر الجسيمة التي ستمنى بها أمام مبادئ إيران الثابتة ومنهجية نظام ثورييرتكز على مقاومة أمريكا وحلفائها .
– أضف إلى ذلك النجاحات المتتالية لإيران عبر إتباع مسارات ناجعة في سياساتها وإدارة أزماتها وقراءتها الصحيحة لواقع السياسة الدولية ، ومع أن أهداف إدارة ترامب من الحرب الاقتصادية على إيران لإجبارها التخلي عن المبادئ الثورية التحررية والتوقف عن مواجهة الهيمنة الاستعمارية ودعمها للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ، ومن ثم الخضوع للسياسة الأمريكية .
– أمريكا لم تدرك أن إيران ومن خلال استخدام أوراق القوة تمكنت من تجاوز الأزمات والعقوبات بشكل منقطع النظير وهو الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن والغرب أمام تراكم خبرة طهران السياسية واستخدامها مع دول الغطرسة سياسة النفس الطويل في ملفات حرجة وعلى رأسها البرنامج النووي واستخدامه كورقة ضغط محققا فوائد سياسية واقتصادية جمة .
– فالرهان على مواجهة مباشرة مع إيران بعد الاحتكاكات والتحديات التي وصلت إلى مستوى متقدم عبر احتجاز السفن بين إيران وبريطانياهو رهان فاشل لا محالة ، وأن كان مرشح للتجديد من قبل أمريكا وحلفائها على أرضية التطرف خاسر لا محالة ، في ظل مقاومة إيرانية مدعومة بمنظومة ردع صاروخية وأسلحة مفاجئة.
– هذا إذا لم نتحدث عن الجهوزية العسكرية والإرادة الراسخة على إتخاذ القرار بالرد على أي عدوان في الخليج أو في فلسطين المحتلة.
– الهيمنة الأمريكية الاستعمارية على إيران :
– إن زمن الهيمنة الأمريكية الاستعمارية على إيران قد ولى ، بعد أن أدرك الغرب الاستعماري باستقلالية طهران القادرة على تغيير المعادلات وفرض قواعد جديدة للاشتباك في الخليج ، مراوغة ترامب تحت عنوان الاحتجاج على النفوذ الإيراني هو محاولة لتغيير موازين القوى ، علّ هذا التغيير يعيده للبحث عن مخرج معنوي مناسب يبرر العودة للاتفاق عبر الوسيط الأوروبي ، وبالتالي يخرج الرئيس الأميركي يعلن البقاء ضمن الاتفاق وقبول المخرج الأوروبي لاتفاق مكمل ، متمماً للاتفاق القائم مع ابقاء اليد الأميركية طليقة في فرض المزيد من العقوبات، وإحجام المؤسسات والمصارف الكبرى عن التعامل مع إيران ، إضافة إلى ضم الملف الصاروخي إلى التفاوض.
– لكن إيران وبمعزل عن أوراق الضغط التي تمسك بها سواء ما يتعلق بالعقوبات المضادة ، أم في وقف التعاون مع الوكالة الدولية واحتمال تنشيط برنامجها النووي إلا أنها تملك أوراقاً أخرى تتعلق بالإشارة الى أن انهيار الاتفاق سيعني العودة الى نقطة الصفر، وبالتالي فإن الاتفاق النووي هو حاجة دولية في ظل عدم قدرة الأطراف على تحصيل ضمانات تمنع انهياره دون تحقيق مكاسب ، مع العلم أن الجانب الايراني هو الأقل تضرراً.
- ولهذا على الغرب الذي يحذو حذو واشنطن اليوم وإقدامه على إرتكاب حماقات غير محسوبة النتائج .. ها هو يدفع ثمنها بإضعاف هيبته وسطوته لا سيما بعد الرد الإيراني المتعدد على التعديات الأمريكية والبريطانية والمناورات الغربية بعدم الإلتزام بالاتفاق النووي.
– ختاماً : يجب على الجميع أن يتذكر قول القائد الخامنئي ، أن ” صواريخ إيران ، غير قابلة مطلقاً وتحت أي ظرف للتفاوض مع أي أحد أو أية دولة ” .
