الوسادة الأمريكية وكوابيس المرتزقة : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس القسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

– مع مرور قرابة الثمانية سنوات على انكشاف الدور التآمري ، لمعظم الدول العربية ، وفي مقدمهم نظام بني سعود ، ومرتزقتهم مما يطلق عليهم معارضات خارجية بأصنافهم المختلفة ، والتي كانت أدوات قذرة في الحرب الكونية التي تشن على سورية ، وبعد أن عاش المرتزقة أحلام تسلم السلطة في سورية ، وعاشوا أحلام اليقظة، وظنوا أنفسهم أنهم لاعبون وقادرون على رسم ملامح المنطقة، ونسوا من يكونوا ، وما هو دورهم المرسوم لهم والذي لا يتجاوز تنفيذ المهام الموكلة إليهم ، والتي خطها رموز التلمودية العالمية ، أعداء الأمة العربية والشعوب الإسلامية .. باتت اليوم الكوابيس تلاحق هؤلاء المتآمرين وتطيرالنوم من عيونهم خاصة ، وأن تاريخ الإمبريالية العالمية عامة والأمريكية خاصة يؤكد أنها لا تحفظ وداً ولا تصون عهداً ، وليس لها أصدقاء ، بل أذناب وأتباع ومستخدمون يمكن التخلي عنهم بعد نفاذ صلاحياتهم هذا مبدأ عام لدى القوى الإمبريالية مع الدول والشعوب عامة فما أدراك مع المرتزقة والعملاء الذين ارتضوا لعب دور السمسار على أوطانهم وشعوبهم وقضاياهم المصيرية أمثال ما يسمون أنفسهم معارضة سورية بماركات مختلفة بعضهم يحمل الماركة القطرية وآخر السعودية وثالث تركية ورابع فرنسية وخامس بريطانية وكلهم مختوم ومصدق ويأخذ إجازة تصدير وتسويق من قبل الإدارة الأمريكية ..

 

– لقد جاءت الرياح بعكس رغبة القبطان الأمريكي ومرتزقته ، وتبين للعالم عامة والأمريكيين خاصة إنهم يجدفون في مجاديف بالية ومهترئة سرعان ما تهشمت بقبضات أيدي السوريين ورجاحة عقولهم ، وبطولة جيشهم ،وحنكة القيادة وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد ، المدعوم من قبل محور المقاومة في إيران وحزب الله ، والدعم المميز للأصدقاء الروس والصينيين ، كل ذلك أدى إلى إصابة المرتزقة بنوبات الصرع ، وبدأت الكوابيس تصدّع رأس العملاء الصغار والخوف من رميهم وخلعهم كما يخلع المرء حذاءه المهتريء مستعيدين ذكريات من سبقوهم على طريق العمالة والارتهان من أمثال مبارك وزين العابدين وغيرهم ممن باعوا شعوبهم كرمى لعيون الكيان الصهيوني وسادة البيت الأبيض،ولذلك أخذوا يحزمون أمورهم ، ويبذلون كل ما يملكون من مال ونذالة وعهر وخسة لجمع صفوفهم في زريبة واحدة وينظمون ” لمعلف”  آل سعود وآل ثاني منفذين رغبات أسيادهم ..

– لقد أصابهم الهلع وباتوا يعيشون كوابيس الخسران والهزيمة وفقدان أيام الدلال والرفاهية في فنادق الغرب الممولة من غربان الخليج العربي الذين سيرمون ويداسون من قبل شعوبهم ، وتتخلى عنهم الإدارة الأمريكية بعد انتهاء صلاحياتهم ، ونعتقد أنها باتت قريبة، في ظل التوازن الدولي الجديد ، والذي سيكون لقوى المقاومة في المنطقة دور بارز ووازن يحسب له حساب في كل القضايا التي تهم المنطقة ،وعندها لن يكون هناك مكان لمرتزق أو عميل أو غاز أو معتدٍ .. ومع فشل المشروع الأمريكي في تدمير الدولة السورية وتقسيمها وتغيير طبيعة وهوية سورية ونهجها الوطني والقومي خاصة وأنها زجت بكل ثقلها السياسي واللوجستي وحركت كل عملائها العلنيين والسريين لإنجاح هؤلاء المرتزقة وتسويقهم عبر حملة من الأكاذيب وتشويه الحقائق وافتعال الجرائم والمجازر، و ممارسة حصار اقتصادي شمل معظم القطاعات الأساسية في سورية ضمن حملة دولية مكثفة شارك فيها معظم الدول الأوروبية والعربية إلى جانب حشد سياسي في مجلس الأمن وعبر معظم المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها , تنتقل اليوم لتغيير أساليب العدوان والحرب من خلال الحرب الاقتصادية ، والحصار الاقتصادي ، لتجويع الشعب العربي السوري الصامد ، وهي أخطر وأقسى أنواع الحروب ، وفي عدوانها هذا تعتمد على بعض مستوطناتها من تجار الأزمات وعديمي الانتماء الوطني لخلق الأزمات واستغلال حاجات الناس وممارسة الفساد لإضعاف الدولة السورية المقاومة ، ما يحتم وضع مكافحة الفساد في أولويات شعبنا وخوض هذه المعركة كما نخوض معركة القضاء على الإرهابيين لأن مكافحة الفساد مقاومة ، بل هي قمة المقاومة ، والفساد بأنواعه المختلفة المادي والأخلاقي والفكري والثقافي ..

 

– وكما قال سماحة السيد حسن نصرالله : محاربة ومكافحة الفساد والهدر المالي لا تقل قداسة وأهمية عن محاربة العدوان والإرهاب ..

 

– لقد خابت مخططاتهم .. فسورية تملك شعباً تمرس في مواجهة تحديات المستعمرين ، ولديه الخبرة في مقارعة الأعداء والانتصار عليهم ، فتاريخ أبنائها في الانتماء الوطني والفداء والتضحية كانت صِمَام أمان للوطن المزنر بوحدته الوطنية ، وبجيشه العقائدي الذي يمثل مدرسة في الانتماء والوطنية ..

 

– وستبقى قوى المقاومة متلاحمة متعاضدة ، ولن يفلح الأعداء مهما بذلوا من مال ووضعوا من الخطط و ودبجوا من الأكاذيب النيل من عظمة محور المقاومة الشامخ المحصن بإرادة الشعب ..

 

– ولقد أصبحت الوسادة الأمريكية التي كانت عبر السنوات الماضية مصدر راحة واستقرار لبعضهم, مصدر كوابيس وإرهاق .