#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_نبيل فوزات نوفل
– المطلع على طبيعة وعقيدة من يحكمون الإدارات الأمريكية المتعاقبة وصناع القرار فيها،يتأكد له انتمائهم للتلمودية الإمبريالية التي تسيرها الماسونية العالمية التي تتحكم في قوة رأس المال العالمي ،وتسيطرعلى المجمع الصناعي العسكري الأمريكي وشركات النفط الكبرى ، والمؤسسات الإعلامية الكبرى ، ووسائل الاتصال الحديثة وبالتالي كل السياسات التي تقوم بها هذه الإدارات تصب في مصلحة هؤلاء ، وهذا يتطلب السيطرة والهيمنة على ثروات الشعوب ، ومنعها من امتلاك مصادرالقوة عن طريق إبقائها في الجهل والتخلف والفقر ، وخاصة في وطننا العربي ، الذي يملك النسبة الأكبر من مصادرالطاقة في العالم من جهة ، ووجود الكيان الصهيوني الذي هو مصلحة استعمارية ، وحارس للمصالح الغربية للمنطقة والعصا التي تستعملها هذه القوى ضد كل من يحاول الوقوف ضد مشاريع الهينة الإمبريالية التلمودية ، لذلك نرى اليوم أن هذه القوى تركز على ضرب وتدمير محور المقاومة في المنطقة المتمثل في سورية وإيران وقوى المقاومة الوطنية وعلى رأسها حزب الله في لبنان ، ومحاصرة دول العالم المحبة للسلام والعدل .. وكانت أخطر مراحل الصراع الحرب العدوانية الإرهابية على سورية ومحور المقاومةمنذ مطلع العام 2011 ، التي استخدمت فيها أقذر الأسلحة العسكرية والطائفية والعصابات المسلحة التكفيرية والمرتزقة من معظم دول العالم بهدف تحطيم الدولة السورية تحت حجج وأكاذيب باطلة .. فلو استعرضنا الدول الغربية الاستعمارية ودورها في المنطقة يتأكد لنا التبعية والذيلية للإدارة الأمريكية ، فأرضها مستباحة للقواعد العسكرية الأمريكية ، وقرارها السياسي مصادر لصالح أمريكا ، واقتصادها تابع لأمريكا ، وكأنها جزر تابعة لواشنطن،وإذا ما حاولت أياً من هذه الدول إبداء وجهة نظر تخالف واشنطن سرعان ما تلقى العقاب والحصار وتدب الفوضى فيها ، كل ذلك بسبب ضعف وعمالة هذه الأنظمة ضد شعوبها ، ولا يختلف الأمر بالنسبة لتركيا حيث حكوماتها المتعاقبة صناعة إمبريالية تلمودية ، ولها وظائف محددة تخدم الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني ، مقابل حماية واشنطن لها ، وهذا ما يثبته أوردوغان اليوم في سياساته الرعناء من خلال أحلامه في إعادة السلطنة العثمانية والسيطرة على الوطن العربي بالتنسيق مع القوى الإمبريالية الصهيونية .. وينطبق الأمر بشكل جلي على معظم الأنظمة العربية وفي مقدمهم دويلات الخليج العربي التي تمارس دول العبد المأمور الذي ينفذ الأوامر دون تذمر مقابل الحماية لهم للبقاء في السلطة ، وكونهم حراس للنفط ، ويعملون على منع قيام أي شكل من أشكال الوحدة بين العرب ، وأي مقاومة ضد الكيان الصهيوني وخاصة بني سعود، الذين انفضحت خيانتهم وعمالتهم في السنوات الأخيرة ، وخاصة في الحرب العدوانية الإرهابية على سورية ، وفي التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني ، فهذه الأنظمة باتت دمى بيد حكام البيت الأبيض تلعب فيها وخاصة إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ..
– لقد استطاع ذئاب البيت الأبيضأن يجروا فريستهم إلى مغارة الإمبريالية التلموديةوسلبها القدرة على المقاومة ، وأصبحت أداة طيعة بيدها تفعل بها ما تشاء ، وتكلفها بالأدوار التي تخدم الإمبريالية التلمودية فمارست أنظمة الدمى العربية كل أنواع الغدر والتآمر على محور المقاومة بهدف تدميره والتسليم لذئاب التلمودية بكل خيرات وحقوق أبناء المنطقة، مستخدمين كل الطرق والوسائل اللا – أخلاقية لتدمير حصون المقاومة .. فالنظامان الأمريكي والتركي ومعهم كل رعاة الإرهاب في المنطقة انتهكوا السيادة السورية ، ومبدأ وحدة الأراضي السورية وهم اليوم في حالة تخبط غير مسبوق ويستقدمون المزيد من الأسلحة ومنها الطائرات التي يشرف عليها خبراء من فرنسا وبريطانيا لتنفيذ هجمات كيماوية ، كما أن أمريكا عملت على رفع سقف تهديداتها على لسان مسؤوليها ، فهذا جيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سورية يقول : سنبقى “فوق سورية” وليس في شمالها فقط، حتى تحقيق “ شروطنا “ إلى جانب الاستمرار في عدوانها وتلاعبها بالورقة الكردية والنفخ في السناريوهات الانفصالية ،وتقديم الدعم لجبهة النصرة وداعش بالتعاون مع أوردوغان بالانقلاب على اتفاق سوتشي ، والتشكيك باستخدام العناصرالإرهابية للأسلحة الكيماوية ،والضغط باتجاه تشكيل لجنة مناقشة الدستور، وتهيئة المسرح الدولي لحروب جديدة .. وأيضاً تهديد أوردوغان بإعادة رسم خريطة المنطقة من خلال حرب كبيرة في المنطقة ، والتي تترافق مع العمل على تغيير هويات السكان والمناهج الدراسية والعملة الوطنية ضمن حملة تتريك ضد الشعب العربي السوري،وهناك تطابق بين أنقرة وواشنطن من ” اللجنة الدستورية “ شكلاً ومضموناً ومخرجات مستقبلية ، وتمسكها بمن سيكتب هوية الدستور وملامحه النهائية واتجاهات سورية السياسية الداخلية والخارجية .. ولا ننسى دور الكيان الصهيوني في المؤامرة ، والدور الذي قام فيه وحالة الارتباك التي يعانيها اليوم ، ورعبه من المقاومة اللبنانية ، واختراع الأكاذيب ضد حزب اللهلتهيئة الرأي العام العالمي ضده ، وتحريض الدول الغربية للعدوان عليه من خلال ابتداع ما يسمى الانفاق ، واستعراضاته بما يسمى درع الشمال للهروب من المواجهة من جهة، وللتغطية على أزماته الداخلية من جهة أخرى ، لأنه وقع في أزمة كبيرة فهو لن يستطيع اختراق الخطوط الحمراء التي رسمتها المقاومة منذ حرب تموز 2006 ، فمن المؤكد أن حزب الله لن يكون سبباً في إشعال حرب إقليمية ،ولكن إقدام الكيان الصهيوني على ارتكاب أي حماقة سيجعلها تدفع الثمن باهظاً ، وإن نتنياهو اليوم كالمستجير من الرمضاء بالنار ، والصهاينة يحفظون قول سماحة السيد حسن نصر الله (أيها الصهاينة إن تجرأتم ستندمون) ..
– إن أهداف دول العدوان ومرتزقتهم ذاتها منذ بدء العدوان ، لكن وسائل تحقيق هذه الأهداف وترتيبها تتغير من مرحلة لأخرى ،وبالتالي فواشنطن وتركيا لا تريدان حلاً سلمياً حقيقياً في سورية ، بل يعملان على حل الدولة السورية، وليس حل الأزمة السورية .. ولكن للسوريين ولمحور المقاومة وأصدقائهم قولاً آخر ، فإذا كانت واشنطن ومرتزقتها قادرون على عرقلة أي اتفاق وتأجيل الحل في سورية لبعض الوقت ، إلا أنهم بالتأكيد لن يستطيعوا طول الوقت ، وحراس الوطن الذين سحقوا الإرهابيين وحرروا الأراضي السورية ، و كانوا بالمرصاد فتصدوا بكل بسالة وصبر للعدوان الغاشم وأسقطوه ، قادرون اليوم عل استكمال الانتصار وتكنيس أرض الوطن من الدخلاء والغزاة والمرتزقة ، فمع استعدادات الجيش العربي السورية لاستكمال تحرير إدلب وبعدها شرقي الفرات يزداد ارتباك الأعداء ، ويعلو صراخهم، والدولة السورية قيادة وجيشها وشعباً مصممة على تحرير كل شبر من سورية ، ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها أي حل يتناقض مع كرامتها وسيادتها ووحدة أراضيها وهويتها الوطنية والقومية ، مهما كلف ذلك من ثمن ، وذلك بدعم أصدقائها في العالم وعلى رأسهم إيران و روسيا و الصين و كوريا الشمالية وغيرهم من القوى المحبة للسلام والعدل ، و سورية مصممة على رحيل كل القوات الأجنبية غير الشرعية عن أراضيها التي جاءت دون موافقة الحكومة السورية ، ونذكر الإدارة الأمريكية بمصير جنودها من المارينز في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي ، وأن حال جنودها في شرق الفرات لن يكون أحسن حالاً .
