#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_نبيل فوزات نوفل
– السياسة الإمبريالية المتوحشة ضد البشرية كانت دوماً تستند إلى استعمال أنواع الأسلحة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية كافة, و تاريخ الدول الاستعمارية هو تاريخ الحرب والقتل والدمار في سبيل السيطرة على الشعوب واستعبادها وسرقة خيراتها ، بل إن زعيمة الإمبريالية العالمية اليوم الولايات المتحدة الأمريكية قامت على إبادة حضارة وشعب كامل هو الهنود الحمر ولن نعود للوراء للتذكير في تاريخ أمريكا الإجرامي والعدواني على الشعوب بل سنأخذ مثلاً قريباً إلى الأذهان وهو احتلال العراق عام 2003 , فحسب الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش كانت الذريعة للحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق وأفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001, هي امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل .. إضافة إلى الحجج الأخرى التي روجت لها واشنطن كثيراً والتي كانت لا تستند إلى أي دليل ، وهذا ما أشارت إليه بربارة أيرن ريش في كتابها ” طقوس الدم “ بالقول : ” كانت الصلة السببية بين هجمات أيلول و عدونا “ المختار العراق , صلة ضئيلة وغير دقيقة بالنسبة للجميع , لكنها الصلة الأفضل برأي مفكري واشنطن ..
– ولقد تبين لكل الناس إن السبب في احتلال العراق العطش الأمريكي للنفط ، وأمن الكيان الصهيوني .. وبالتالي أصبح العراق كبش فداء تم تصميمه بعناية عدواً أنموذجياً خصوصاً بعد حملة إعلامية حولته إلى بلد يخزن كميات هائلة من أسلحة الدمار الشامل وبالتالي بدأنا من جديد لعبة الحرب بالطريقة التقليدية التي نعرفها .. ورغم هزائم الإمبريالية الأمريكية في العراق وأفغانستان ، ما زالت تخطط وتحرض على حروب في العديد من مناطق العالم مثل إيران وسورية وتدفع بهذه الحروب سواء بشكل مباشر أو بالوكالة عن طريق وكلائها المعتمدين في المنطقة .. ومن يدقق في ما تنفقه الولايات المتحدة الأمريكية على التسليح والحروب يصل إلى نتيجة أنها وراء الأزمة الاقتصادية العالمية والفقر الذي تعيشه معظم المجتمعات البشرية اليوم , وفي مقدمتها المجتمع الأمريكي نفسه , فهناك تزايد كبير في نسبة البطالة والفقر والمديونية الأمريكية ،وتملك شبكة القواعد العسكرية التي تزيد على ألف قاعدة منتشرة في شتى بقاع الأرض , إضافة إلى العديد من التدخلات العسكرية التي تقوم بها ..
– ويمكننا القول: إن الحكومات الرئيسية في الغرب تدعم بنفسها المجموعات التي هي ضمن أي معيار موضوعي إرهابية والأمثلة وفيرة : من يونيتا في أنغولا, والتي راح ضحيتها مئات الألوف في الحروب التي استمرت من منتصف السبعينيات إلى أواخر التسعينيات إلى الكونترا في نيكاراغوا والحكومات اليمينية في السلفادور وغواتيمالا إلى المقاتلين في أفغانستان , إلى وكر الإرهاب الأول في العالم الكيان العنصري الصهيوني ، إلى الجماعات المسلحة المتطرفة والتكفيرية في البلدان العربية ، وما تقوم به الآن من دعم للعصابات المسلحة في سورية العروبة بهدف زعزعة استقرارها وضرب وحدتها الوطنية كونها الداعمة لقوى المقاومة وقائدة المشروع النهضوي العربي والقوة التي تقف في وجه قوى الهيمنة في المنطقة ، أكبر دليل على إرهابها وتوحشها ، والسيناريو الذي أعدته الصهيونية لسورية بمساعدة عبيدهم من الحكام العرب ،وصبيانهم ممن يسمون المعارضة ، التي تقف على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يأمرها به فيلتمان وفريق عمله الذي يعمل تحت العباءة الصهيونية والرأسمالية العالمية المتوحشة .. ومنذ أن أشعلت الولايات المتحدة الحرب في سورية ،استخدمت كل الوسائل المنافية للقيم الإنسانية بدعمها للعناصر الإرهابية وقيامها بقصف المدنيين والجيش العربي السوري .. ودعمها للقوى الانفصالية وتطبيق الحصار الاقتصادي لتجويع الشعب السوري ..
– إن البشرية ستبقى في خطر طالما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية تسيطرعلى دول العالم وتنشرأسلحتها وجيوشها في معظم أرجاء المعمورة ،بدءاً من ألمانيا المحتلةً بمأتي قاعدة عسكرية أمريكية , و شبه الجزيرة الايطالية التي هي بمثابة حاملة طائرات أمريكية راسية في البحرالمتوسط والتي جعلت من أوروبا مجرد خلفية الإمبراطورية الأمريكية وتمارس الإرهاب بأنواعه على الشعوب بحجة مكافحته والدفاع عن حقوق الإنسان.وهذا يؤكد إن الإرهاب هو صناعة غربية استعمارية صهيونية بماركات مختلفة , تشرف عليه وترعاه الولايات المتحدة الأمريكية ،وعلى المجتمع الدولي التصدي له في سياق عالمي . ولقد بات واضحاً إن من يقود الحروب ويصنعها هم مجموعة من الذين صنعتهم الماسونية العالمية وتربوا على أيدي الاستخبارات الأمريكية والموساد العالمي ويأتي في مقدمتهم هنري ليفي و جيفري فيلتمان ..
– لقد آن الأوان للمجتمعات البشرية أن تتصدى لهذا الخطر الذي بات يهدد الوجود البشري برمته .. و يحتم على أحرار العالم استنهاض الهمم لمواجهة الغطرسة المتوحشة للرأسمالية العالمية , و التكاتف والتعاضد وتكوين قوة مناهضة لها من كل القوى الخيرة والمحبة للسلام على كوكب الأرض لتشكيل قوة رادعة وكابحة لهذه القوة الشيطانية المجردة من القيم الإنسانية والمشبعة بروح العدوان والكراهية للشعوب وما يجعلنا نستبشر خيراً هو حالة الوعي الشعبي الذي بات يعم البشرية بخطورة سياسات قوى التوحش الإمبريالية ونهوض قوى دولية كبرى ترفع العصا في وجهها وتلجم جموحها , والتي بدأت تتلمس مخاطر الغطرسة الإمبراطورية الأمريكية , ليس على الشعوب الأخرى فقط بل عليها أيضاً, ويبدو قول Manuel De Dieguez ..
– إن سفينة التاريخ التي اسمها الحرية ينبغي أن يقودها قبطان يعرف أسرار خرائط البحرية, وإلا فلن يوفق في إبحاره لأن صخوراً خفية تحت صفحة المياه قد تبعج جسم السفينة .