#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– في زمن أصبح فيه المدافع عن وطنه وسيادته وكرامته ديكتاتوراً يجب إسقاطه .. وفي زمن أصبح فيه المتسلط والمعتدي والمحتل مصلح عالمي ومدافع عن حقوق الإنسان ، وفي زمن أصبح فيه ” ترامب “ يلقي أوامره وتوجيهاته للكثير من الحكومات العربية متنقلاً من عاصمة إلى أخرى يرسم لهم خارطة الطريق الواجب عليهم اتباعها ليحافظوا على أنفسهم من العقاب والعزل وفي زمن أضحى فيه الرئيس الأمريكي ” ترامب “ يمارس دور الإمبراطور المتسلط والوصي على شعوب العالم , فيحرّم ويحلّل للشعوب ويرسم لها خريطة الطريق في حياتها الداخلية والخارجية .. وغير ذلك الكثير .. وفي زمن أضحت فيه الأمم المتحدة ألعوبة بيد القوى الرأسمالية العالمية , بل أشبه بمستخدم ينفذ كل ما يطلب منه دون مناقشة ,وخاصة ما يطلبه منه سيد البيت الأبيض .. وفي زمن أصبحت الحكومات العربية تمارس دور النعامة تجاه ما يجري على الساحة العربية ..
– بل وصل الأمر بالبعض منها للعب دور السمسار والمتآمر على أشقائه ويمول عملية ذبح إخوته وقتلهم وإبادتهم كرمى لعيون الكيان الصهيوني والدول الغربية ..! في هذا الزمن كان لابد من لغة جديدة .. لغة تكبر عن الترهات .. لغة تعيد للعرب أمجادهم وحقوقهم ودورهم الحضاري عبر التاريخ فكانت مدرسة المقاومة ، التي يقودها اليوم الرئيس العربي المقاوم بشار الأسد وسماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله .. وبعض الفصائل الفلسطينية والعراقية المقاومة مدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ومنذ حرب تموز تغيرت قواعد اللعبة وطبيعة الحرب .. التي كان يعتمدها الكيان الصهيوني والمتمثلة في الحرب الخاطفة .. وأن تكون على أرض الخصم .. لقد نجحت المقاومة اللبنانية في تغيير قواعد اللعبة وأصبح العمق الصهيوني مهدداً ، أي تمكنت المقاومة من إسقاط نظرية الحسم السريع للحرب .. وهذا ما أدى بالغرب والعدو الصهيوني لاعتبار المقاومة في لبنان والعراق والدول الداعمة لها والمتمثلة بسورية وإيران العدو الرئيس للكيان الصهيوني . إن الدول المقاومة والقوى المقاومة هي في حال نهوض دائم وقوة متصاعدة .. وهي في نفس الوقت مستهدفة من الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني معتمدة على أدوات قذرة لإضعافها وخاصة في سورية التي يخوضون معها حرباً منذ بداية العام 2011 استخدموا فيها أقذر الأدوات ، بهدف تدمير قلعة المقاومة وإسقاط النظام العربي المقاوم الوحيد .. واستبداله بنظام مستعد للتنازل للعدو الصهيوني عن الحقوق والمقدسات وفي مقدمتها فلسطين . لقد فشلوا في تطويع سورية وجرها إلى حظيرة الدول المستسلمة والمفرطة في المنطقة لذلك يحاولون اليوم إسقاطها .. لكن بئس ما يحلمون ..
– إن التواطؤ على إسقاط الدولة الوطنية السورية المقاومة هو خدمة للمشروع الإمبريالي الصهيوني ، ولكن الشعب العربي في سورية هذا الشعب القومي والوطني الشريف الصادق .. والذي يمتلك تجربة كبيرة في مقارعة المستعمرين أفشل مؤامرتهم .. واستطاع بوعيه كشف المؤامرة التي تستهدف الشعب والجيش والقيادة ، وأن يقف إلى جانب رئيسه المقاوم ،ويسقط القناع عن المجرمين المرتبطين والواهمين في الداخل والخارج، وأثبت إن سورية عصية على الأخذ من الداخل والخارج ، وهي ستبقى قلعة العروبة المقاومة . إننا في محورالمقاومة ، وفي سورية سنبقى نحفظ وصية أجدادنا وستبقى في أعناقنا والتي تؤكد أن وحدتنا الوطنية وقوة إيماننا وتراص صفوفنا هي سبيلنا لرد كيد الأعداء ، وطرد المغتصبين وتحرير الأرض والحفاظ على استقلالنا الوطني, وأن ما أُخذ بالسيف بالسيف يُرد .. وأن كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الحياة مع الذل .. وأن الإيمان يشحن بالصبر و التقوى لله .. والحب للأرض .. وأن الحق منتصر .. ولكي تبقى المقاومة عصية على الأعداء لا بد أن تعزز بثقافة الأمل ، فكما نعلم للثقافة دور كبير في تنمية الشعوب وتطورها وكلما امتلك الإنسان الثقافة الحقيقية النافعة كلما امتلك القدرة على التطور والنمو ومواجهة التحديات التي تواجهه بكل ثقة ونجاح وتجنب الوقوع في التخبط وزوغان الرؤية فيمتلك البصيرة النافذة التي توصله إلى الهدف ..
– إن ثقافة الأمل هي التي أدخلتنا إلى الزمن الذي نسميه زمن الانتصارات ، وجوهرها أننا يمكن أن ننتصر وقد انتصرنا في أكثر من موقع ، وأن العدو مهما كان جباراً ومقتدراً ويملك أقوى الأسلحة وأقوى الجيوش يمكن أن يُهزم أمام إرادتنا ، وقد هُزم في أكثر من موقعة ، المهم دائماً أن نملك هذا الإيمان ، وهذه الثقة ، وهذا العزم ، وهذه الإرادة ، وأن نواصل العمل ..
– إن ثقافة الأمل تعطي الإنسان القدرة على التطلع إلى المستقبل ، وامتلاك إرادة التحدي ، لأن الأمل يعني الإصرار على تحقيق الهدف ويمنح صاحبه الصبر على الشدائد والمحن ، وهو يرتبط بالإيمان ، فكلما سما إيمان المرء ازداد لديه الأمل بالوصول إلى ما يصبو إليه ، لوثقافة الأمل تجعلنا نرنو بأبصارنا إلى المستقبل وكلنا أمل وثقة لا استهانة بالصعاب والأخطار التي نواجهها ، بل إيمان بالله ، وبقدرة شعبنا على مواجهة الصعاب ، هذه الثقافة تمكننا من امتلاك ناصية المستقبل ، وتصنع الإنسان القادرعلى النضال ضد النفس ( أولاً ) وضد أمراض الواقع ( ثانياً ) ..
– إنها ثقافة تؤمن أن الزمن يتوقف على إرادتنا وعلى عملنا ، ولا يوجد مستحيل عندما نقرر أنه لا يوجد مستحيل ، فالمستقبل مرتبط بالأمل لأنه يعطي الإنسان الإصرار على تحقيق الهدف ، ويمنحه الصبر على الشدائد والمحن ، وتمنحنا الثقة بأن الانتصار على العدو ممكن ، كما انتصرنا في حرب تشرين التحريرية وفي حرب تموز 2006 ، وكما ننتصراليوم في ردع العدوان الإرهابي على سورية ..
– فبقدر ما نعزز من ثقافة الأمل في الناس وخاصة جيل الشباب بقدر ما نصون ثقافة المقاومة ونهج المقاومة بحيث يصبح خياراً شعبياً كاسحاً ، وهذا هو الضامن لوجودنا ومستقبلنا أعزاء أقوياء مصاني الكرامة .