#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– بدعوة كريمة من المربية الفاضلة الدكتورة منى الكيال رئيسة مركز العدل والإحسان للتحكيم الدولي والدكتور بهاء الدين الفرفور نجل العلامة الشيخ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور رحمه الله .. أحد العلماء الكبار في بلاد الشام ..
شارك سماحة آية الله السيد محمد علي المسكي رئيس المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سوربة جلسة افتتاح دورة جديدة لاعداد المحكم التجاري الدولي المالي والمصرفي والتأمين لإعادة الإعمار في سورية .. وأشار السيد المسكي في كلمة الافتتاح إلى ثلاثة محاور:
المحور الأول : أسباب الخلاف والنزاعات ..
– حيث بينّ سماحته أن الدنيا التي تعد أدنى عوالم الخلقة هي عالم التزاحم في المصالح ، ومع طغيان الأنا واستشراء حب الدنيا يحصل التعدي من قبل البعض على حقوق الآخرين .. واحتمل أن تكون كثيراً من أسباب الخلاف ناشئة من الجهل ، وقد تنشأ من سوء التفاهم .
المحور الثاني : الوقاية من النزاع والوصول الى التحاكم ..
وأوضح سماحته أن القرآن الكريم كثيراً ما عالج الخلافات بوسائل وقائية لمنع وقوعها .. وأشار إلى مثالين فقط (لضيق الوقت) ..
المثال الأول : الوقاية من النزاعات الأسرية ونوه أن في القرآن الكريم كلمة واحدة لو التفت الناس إليها وعملوا بها ورعوها حق رعايتها لأغلقت أبواب المحاكم عن مثل هذه النزاعات .. وهي قوله تعالى ({من أنفسكم}) الواردة في قوله جل وعلا : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} صَدَقَ اللهُ العَظيمْ ﴿ الروم : ٢١﴾ .. وأفاد سماحته لو أن كلا من الزوجين يعتبر الآخر كنفسه فمن المستحيل أن يهين المرء نفسه او يجلب الأذى والضر والاضطراب والخزي لنفسه كما من المحال أن يدعي الإنسان على نفسه .. ولاستقامت مجاميعنا الأسرية على النظام الذي أراده الله تعالى .
المثال الثاني : الوقاية من الخلافات المالية وهي محور الصراعات الإقليمية والدولية العالمية .. وأفاد سماحته أن أطول آية في القرآن الكريم متعلقة بالوقاية من النزاعات المالية ولضمان الحقوق المالية في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ…. وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ … وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ… إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم } صَدَقَ اللهُ العَظيمْ ٌ﴿البقرة : ٢٨٢﴾ وغيرها من آيات الضمان والرهن .
المحور الثالث : حول الحالم وآداب الحكومة ..
وأفاد سماحة آية الله السيد مسكي حفظه الله أن القاضي والحاكم الأول هو الله ومن يتنصب لمقام القضاء فهو يتصف بصفة من الثفات الإلهية فلا بد أن يكون إلهيا في تعامله ساعياً للاحسان فضلا عن العدل .. وضرب مثالاً لذروة العدل وإنصاف الناس من النفس بما روي عن الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام لما كان في مقام خلافته حيث ادعى عليه رجل بقضية مالية فاحتكم وإياه إلى قاضي المدينة .. فلما كناه اعترض عليه ، وقال : للقاضي ما أنصفت الرجل .. وذكر القصة الرائعة واستفاد منها ضرورة تسوية الحاكم بين المتحاكمين مهما علا شأن أحدهما سياسياً او اقتصادياً او عسكرياً او اجتماعياً .. ونوه سماحته الى التعايش والانسجام بين جميع الأطياف السورية وختم بضرورة السعي مع القيادة الحكيمة للعمل على بناء بلدنا المستهدف بناء اخلاقيا وحضاريا بأحسن مما كان عليه بإذن الله .. ولا شك ان القضاء واستقلاليته محور رقي المجتمع وضمان حقوقه وسلامته .
بدورها قدمت الدكتورة منى الكيال رئيسة مركز العدل والإحسان للتحكيم الدولي شهادة تقدير لسماحة العلامة السيد على جهوده القضائية وسعيه لنشر السلام والمحبة وللمصالحة المحلية والوطنية.
هذا وقد ودع سماحته والوفد المرافق له كما استقبلوا .