#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_نبيل فوزات نوفل
– منذ أن أخرجت الثورة الإسلامية في إيران من حضن الإمبريالية والصهيونية ، وانتقلت بها من الحليف والشرطي في المنطقة إلى المقاوم لأطماعها ووقوفها في صف المظلومين والمقهورين في العالم وفي المقدمة الشعب العربي الفلسطيني ، وبعد أن تأكد للقوى الاستعمارية النهج الثابت للسياسة الإيرانية في دعمها ووقوفها إلى جانب العرب ودعم قضيتهم فلسطين ، ومعاداتها للكيان الصهيوني الإرهابي أصبحت إيران هدفاً ثابتاً في السياسة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وإدراتها المتعاقبة ، ومطلوب إسقاط ثورتها ومحاصرتها بالوسائل الممكنة كلها .. حيث سارت السياسة الأمريكية في العمل على إسقاط الثورة ..
وفي هذا الإطار سارت السياسة الأمريكية وكيانها العنصري الصهيوني بمسارين متوازيين :
المسار الأول: وتمثل بسياسة والعزل وخلق التوترات بين إيران والدول العربية من جهة ، وبينها وبين الدول الإسلامية من جهة أخرى ، وخلق العراقيل في وجه مسيرة التنمية والتقدم ،ومحاولة منعها من إمتلاك التكنولوجيا الحديثة ، وفي مقدمها الطاقة النووية للأغراض السلمية ، وإثارة النزعات العرقية والطائفية واتهامها بدعم قوى الإرهاب في العالم وغيرها من التهم التي لا تمت للحقيقة بصلة ، ودعم المعارضة داخل إيران لتسلمها السلطة من جديد،وإعادة إيران للحضن الإمبريالي العالمي ..
أما المسار الثاني : وهو ما يخطط له سراً وأحياناً علناً من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني،بحيث يحاول الحكام الصهاينة واللوبي الصهيوني دفع الإدارة الأمريكية التي لا تحتاج إلى دفع باتجاه العداء لإيران وتعزيز الخيار العسكري لضربها وإجهاض قوتها العسكرية كونها عدوة للكيان الصهيوني كما يصرح قادة هذا الكيان وعلى رأسهم نتنياهو ، وهذا ما بدأت تنضج ملامحه منذ عدة سنوات ومن خلال المؤتمرات الهامة التي ترسم فيها السياسات الاستراتيجية تجاه العالم عامة ووطننا العربي خاصة ، ويأتي في مقدمة هذه المؤتمرات مؤتمر /هرتسيليا/ في الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة،تصاعدت حمى التصريحات الداعية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، وقد لخص اللواء احتياط /عاموس جلعاد/ هذه الهجمة بأنها تستهدف استئصال الحلف القائم بين إيران وسورية،وإيجاد حل عسكري أو سياسي لا يتعدى عاماً واحداً إلى ثلاثة أعوام ،، ويؤكد اللواء إسحاق بن يسرائيل أنه لا مفر من الخيار العسكري لإحباط البرنامج النووي الإيراني وذلك من خلال قوله: “أنا أوافق على أن الخيار العسكري يجب أن يكون الأخير في القائمة ، لكن يجب ان نتذكر أن ساعة الرمل آخذة بالنفاذ بما فيها الخيار العسكري”، واليوم إدارة نتنياهو المعروفة بعدائها لإيران والعرب تهدد وتعلن أن عدوها الأول والخطر الأكبر هو إيران ، ولا تخرج سياسة الحلف الأطلسي من تحت العباءة الأميركية الصهيونية تجاه إيران ، إلا بالتكتيك ، وهي تتقاسم الأدوار مع واشنطن ..
لكن إيران استطاعت ببراعة وحكمة قيادتها ، فرملة واحباط كل المخططات الأمريكية وانتصرت في ملفها النووي ، وبنت تكنولوجيا متقدمة ،نتيجة اهتمامها بالبحث العلمي ،وقطعت شوطاً كبيراً في صناعة الأسلحة المتطورة وباتت قوة يحسب حسابها في المنطقة ،وأقامت علاقات متطورة مع دول العالم الهامة وفي مقدمها روسيا الاتحادية والصين ، وطورت علاقاتها مع الباكستان ، وأسقطت من يد الغرب كل عصا يمكن أن تشهر في وجهها ، وكان لدعمها لقوى المقاومة في لبنان واليمن والعراق ، ودعمها اللا محدود لسورية في مواجهة الحرب العدوانية عليها الدور الأكبر الذي جعلها لاعباً مهماً في رسم مستقبل المنطقة ، وتقليم أظافر وأسنان الكيان الصهيوني ،ولجم المخططات الأمريكية وعرقلتها وإفشال بعضها الآخر .. ولم يعد التفكير بضرب إيران خياراً هيناً ، بل خيار صعب ..
إن المعركة مستمرة بين قوى المقاومة وبين القوى الإمبريالية ، وأن من يراهن على تغيير كبير في لسياسة الأميركية في المنطقة لصالح السلم والعدل ، قد يكون متفائلاً كثيراً ، بل إنه يجانب الحقيقة ، إن الرئيس الأمريكي ليس صانع سياسة إنما هو منفذ سياسة ، وإن من يصنع السياسة هو المطبخ السياسي المكون من مصالح الشركات الكبرى والكارتلات المالية الضخمة بما تحويه من مؤسسات النفط والأسلحة بتقانياتها المرعبة وكذلك فإن الرئيس الأميركي أعلنها صراحة التزامه بأمن ” إسرائيل” وتجاهل حقوق الشعب العربي الفلسطيني ، وكل ما سيفعله في المرحلة المقبلة هو اتباع المهادنة والمراوغة بهدف الوصول إلى نزع سلاح أي مقاومة تهدد أمن الكيان الصهيوني ، وهذا ما عملت عليه الإدارة الأمريكية في إعادة ترتيب المنطقة من خلال حربها العدوانية على العرب تحت بدعة الربيع العربي وخاصة تدمير الدولة الوطنية السورية، لكنها انهزمت وفشلت في تحقيق مشروعها في سورية ، فهي لم تنجح إلا في تدمير البنى التحتية وقتل الشعب السوري، ولكن مشروعها تحطم تحت نعال الجيش العربي السوري،وانتصرت سورية بتحالفها مع روسيا وإيران وقوة وحكمة رئيسها وصبر الشعب السوري البطل ..
لقد أثبت صمود وصبر الإيرانيين قوة إيران ، وصواب اعتمادها على الذات في إسقاط كل المؤامرات، وكما اسقطت المؤامرات السابقة ستسقط كل المؤامرات الحالية ،و الحصار الذي يمارس اليوم على إيران سيفشل بقوة وصلابة الإيرانيين قيادة وشعباً .
المعركة بين أميركا وإيران .. لمن تقرع الأجراس ..؟
بقلم : نبيل فوزات نوفل الكاتب والباحث والمفكر الإستراتيجي