#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهــير البــغدادي
– عندما يقف القلم مذهولاً مندهشاً يعجز عن التعبير .. وعندما تقف الكلمات حائرةً مضطربةً لا تعرف ما هو المصير .. وعندما يتوقف همس السماء لأرواح الأرض فتنسى عبق العبير ..
– فاعلم أن أمراً جللاً حدث .. جعل الأقلام تتكسر والألسنة تتلعثم والأرواح تتعثر ..
– فاعلم أن مصيبة جديدة حلت بأمة العرب جعل يراعها خانعاً وعواليها منكسةً و بواترها مثلمة ..
– نعتذر يا منك أقصى فكل يوم يمر تزداد وحدتكِ .. تزداد غربتكِ .. تزداد جراحاتكِ .. هذه الجراحات التي ما كانت لتؤلمكِ لو كانت برصاص الكيان الصهيوني .. ما كانت لتؤثر عليكِ لو كانت بيد أنذال اليهود .. لكنها هذه المرة مؤلمة .. مؤلمة .. مرّة مرّة .. موجعة .. موجعة حتى الوريد .. لأنها من ظلم ذوي القربى .. من حقد ذوي القربى .. من غدر ذوي القربى ..
– نعم إنها رصاصات الغدر التي سلطتها عليك الأمة العربية التي أنتِ قلبها النابض .. إليكِ مهوى الأفئدة و أنتِ البوصلة الأولى .. وأنتِ أم المدائن .. أنتِ الروح لمن تاه روحه .. وأنت أمل من ضاع أمله ..
– أنت كنت وما تزالين الجرح النازف في أعماق أمة تدعي حبكِ والإخلاص لكِ والوقوف ضد مغتصبكِ
وإذ بالأقنعة تتساقط قناعاً تلو قناع .. فإذا بالإخوة العرب كإخوة يوسف غدراً .. بل وأشد خسة و قذارة .. غدروا بك وقيدوكِ وكبلوكِ ليسهل على قاتلك تقطيعك و التلذذ بعذابكِ كيفما يشاء .. آخر هذه الرصاصات الغادرة والسهام الحاقدة جاءكِ من سلطنة عمان .. من قابوس الحسن والجمال .. من الطاهر النجيب سليل المجد والشرف ..
– نعم يا قدس من قابوس هذه المرة جاء الغدر .. ولكن لماذا ؟؟؟؟ ..
– لماذا أيها السلطان المبجل الذي كان لك في قلوب العروبة مكانة .. وفي وجدان المقاومين قيمة .. وفي روح فلسطين عنوان .. أم إننا نتبع سياسة القطيع الخليجي في التطبيل والتزمير والخيانة والغدر .. تساقون كالأغنام على شفا جرف هار لا تهمكم النتائج و لا العواقب و لا الشرف و لا المروءة .. جلّ ما يهمنا أن نعيش ونثمل كما ثمل الآخرون .. بكأس الغدر وخمرة الخيانة ..
– ما هو الثمن الذي جعلك تقبل أن تكون في قطيع المهرولين المصفقين للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة .. استرضاء لمن .. لترامب .. أم نتنياهو .. أم لمن ؟؟؟؟ أم هو استرضاء للضمير المشوه في وجدانكم ..
– لماذا هو السؤال القاتل الذي يحير الآن كل الشرفاء في العالم .. ولو كان غيركِ في عباءة الخيانة ما استغربنا .. تعجز الألسنة و هي تحاول الإجابة عن السؤال و تذهل العقول لمجرد التفكير ..
– لماذا تبيع دماء الشهداء على مذبح الحرية رخيصةً لأعداء السلام قبل الإسلام ..
– لماذا تقبل الدنية في حياتك ومماتك وأنت السلطان عالي المقام .. وعالي المكارم .. ( أم دع عنك المكارم لا ترحل لبغيتها !! ) ..
– لماذا تنسى جراحات الأمة العربية أم تراك تتناسى أن سياسة الكيان الصهيوني لن تقف عند حدود فلسطين وأطماعها لن تكتفي بالقدس ..
– ألم تعلم أيها السلطان الرشيد ذو الرأي السديد أنها تريد الوصول إلى كل شبر بين المحيطين .. تريد الوصول إلى دار البركة خاصتك وتدنيسه واغتصابه وإذلال من فيه .. كل من فيه أيها السلطان المبجل إذلال كل من فيه وتركيعهم وإجبارهم على لعق أحذية الجنود الصهاينة ..
– لماذا أيها السلطان الرشيد ذو الرأي السديد قوى الثورة تستصرخك وأجيال المقاومة تناشدك ودماء فلسطيني مسيرات العودة تصرخ واقابوساه .. فإذا لا قابوس و لا ناموس .. إنما أذناب تهرول نحو سيدها في البيت البيضاوي بلا كرامة و لا هوية و لا عنوان ..
وصدق اليازجي حين قال :
كم تظلمون ولستم تشتكون .. وكم تستغضبون فلا يبدو لكم غضب ..
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم .. فليس يؤلمكم خسف و لا عطب ..
لك الله يا قدس .. لك الله والمقاومون الشرفاء في سورية ولبنان واليمن والعراق وإيران .. الذين لن يبدلوا محبتك و كرامتكِ بملء الأرض ذهبا واصبروا وما صبركم إلا بالله .