#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_نبيل فوزات نوفل
– بالرغم من حالة التخاذل والهوان التي تعيشها معظم الأنظمة العربية ، التي أصبحت في معظمها ألعوبة بيد الإدارات الإمبريالية العالمية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية , التي تقوم بدور خبيث لإخضاع الشعوب ، وتحقيق أطماعها الإمبراطورية ، فقد توفر لهذه الأمة من أبنائها الأحرار الذين لم يهدهم الهوان ، ولا وقعت عقولهم في الاستلاب .. فمنذ عام 2006 .. وبعد الانتصارالعظيم لنهج المقاومة الذي حطم جبروت الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها العنصري الصهيوني وأفشل مخططه في القضاء على المقاومة الوطنية البنانية البطلة ، أعادت الإمبريالية التلمودية رسم خططها تجاه قوى المقاومة في المنطقة بهدف إعادة الهيبة المفقودة لقوة كيانها العنصري ، فتم وضع استراتيجية جديدة لحصار قوى المقاومة في المنطقة، وعلى رأسها سورية ، وحزب الله ، وإيران ، والقوى الوطنية الفلسطينية ، وكل من يقاوم الهيمنة .. فعلى الساحة اللبنانية عملت القوى الإمبريالية الصهيونية على تفتيت الوحدة الوطنية اللبنانية ، والتحريض على المقاومة بكل الطرق والوسائل ، وخاصة من خلال تشويه الدور الذي تقوم به ، من أجل نزع سلاحها ، والتلويح بالمحكمة الدولية واتهام حزب الله باغتيال الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ، كل ذلك بهدف تشويه المقاومة ، وتحويل حزب الله إلى منظمة إرهابية ، وإلغاء صفة المقاومة عنه ، بالتالي ملاحقته دولياً من قبل المحكمة الدولية ، ولكنها باءت بالفشل .. فقد ازداد الالتفاف حول المقاومة ونهجها ، وأصبحت خياراً شعبياً لمعظم اللبنانيين ، وإن ارتفعت بعض الأصوات النشاز التي كانت وما زالت تلعب دوراً ذيلياً للعدو .. أما بالنسبة لسورية العروبة ، قلعة المقاومة ، فكانت محور السياسة الإمبريالية الغربية عامة والأمريكية خاصة، حيث حاولت هذه القوى حصار سورية ، وعزلها واختلاق المشاكل المختلفة ، وصولاً إلى تفجير حرب إرهابية عدوانية منذ مطلع العام 2011 ، استخدمت فيها أخطر وأقذر أنواع الأسلحة ، من المرتزقة ، والإرهابيين ، والأنظمة الخيانية من دول الخليج العربي ، وتركيا بزعامة أوردوغان الأخواني ، وكل التنظيمات الظلامية من الإسلام السياسي وأصنافه المختلفة ، وما زالت الإمبريالية تخترع الأكاذيب ، وتتهرب من التزاماتها التي وقعتها مع روسيا لإنهاء الحرب وبدء مرحلة الإعمار ، وتعمل على إبقاء القوات الأجنبية الأمريكية والتركية مدة أطول فوق الأراضي السورية تحقيقا لأحلام الغزاة بتقسيم سورية ، واقتطاع أجزاء منها لتركيا مقابل خدماتها للصهيونية في المنطقة ، ولكن براعة وحكمة وحنكة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد أحبطت وأفشلت كل هذه الخطط وازدادت سورية قوة بفعل علاقاتها مع أصدقائها في العالم وخاصة روسيا وإيران وهي اليوم أكثر قوة وأعلنت للعالم أنه لا توجد قوة في الدنيا تستطيع أن تفرض على الشعب العربي السوري ما لا يرغبه ، أو يمس بسيادته ،فالسوريون وحدهم من يختار نظامهم السياسي ، ومن يحدد الدستور ، ومن يقرر شؤونه الداخلية والخارجية ، وهم لا يمكن أن يقبلوا بتواجد أي عنصر أجنبي على أرضهم دون موافقة الحكومة السورية الشرعية .. وعلى الصعيد الفلسطيني لم تكتف واشنطن وكيانها بتمزيق وتشريد الشعب الفلسطيني في الداخل،وضياعه في سراديب خارطة الطريق التي خطها قادة الإمبريالية التلمودية ، بل تعمل على منع امتلاك هذا الشعب أي مصدر قوة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ومحاولة تجريده من سلاحه في الخارج، فأوعزت لبعض عملائها لإثارة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان ، بعد ان أمعنت في تمزيق الساحة الفلسطينية وتوريط ما يسمى السلطة الفلسطينية في مفاوضات عبثية مع الكيان الصهيوني تزيد من واقع التفريط بالقضية الفلسطينية .. أما إيران ، فلها في جدول الأعمال الإمبريالية الصهيونية حيز كبير، فواشنطن والغرب عامة ، ومنذ أن سقط نظام الشاه العميل للغرب على يد الثورة الإسلامية عام 1979 ، ورفرف علم فلسطين في سماء طهران بدل العلم الصهيوني ، وأصبحت الحاضن لكل قوى المقاومة للمشروع الإمبريالي الصهيوني ، بدأت الخطط لتدمير إيران وثورتها ، وبالتالي أصبحت من الدول المحرم عليهم التقدم وامتلاك مصادر القوة وخاصة التكنولوجيا المتطورة ، لأن هذا الأمر يعد خرقاً للخطوط الحمراء التي رسمتها الماسونية العالمية،فمارست القوى الإمبريالية الظلامية كل أنواع الحصار على إيران وشنت حملات التظليل والكذب والافتراءات لتشويه دور إيران في المنطقة من خلال دويلات الخليج العربي بقيادة بني سعود . لقد عملت الولايات المتحدة على محاولة إثارة الفوضى الداخلية في إيران لتخريب وحدتها الوطنية وزعزعة استقرارها الداخلي،وترافق ذلك مع حصار إيران من قبل الدول الغربية بهدف ثنيها عن برنامجها النووي السلمي، تحقيقاً لرغبة الكيان الصهيوني الذي يعزف على وتر شن حرب أمريكية أوروبية على إيران لتدمير قوتها العسكرية وإجهاض ثورتها ، وترافق مع محاولة الدبلوماسية الأمريكية الضغط على الحكومات العربية لتحويل طبيعة مواجهة الصراع في المنطقة وإيهامها بأن العدو الأساسي إيران ، وليس الكيان الصهيوني.وللأسف فقد وقع معظم الحكام العرب في الفخ الإمبريالي الصهيوني،وبدأنا نسمع بعض الأصوات التي تنادي بذلك،وخاصة من بعض القوى التي تقيم علاقات سرية أو علنية مع هذا الكيان الإرهابي .. ولا ننسى ما فعلته القوى الإمبريالية في اليمن من خلال دعم نظام بني سعود لتقتل الشعب العربي اليمني ، التي تسببت في قتل مئات الآلاف من أطفال ونساء وشباب اليمن ،إلى جانب الأوبئة والأمراض والمجاعة ، وما فعلته في معظم البلدان العربية تحت بدعة ما يسمى الربيع العربي ،وخلق الفوضى ،والفتن بين أبناء المنطقة ،وبين أبناء البلد الواحد بدعمها للفكر التكفيري الظلامي ، وللمافيات بأشكالها المختلفة ،لتعيث فساداً ، وتدميراً ، وتسليمها السلطة في البلاد لتكون أدوات للنهب، والتدمير، وأدوات طيعة لخدمة المشروع الشيطاني في المنطقة . على أية حال،فقد اصطدمت هذه الخريطة الشيطانية التلمودية الصهيونية بصخرة المقاومة فازدادت الروح المقاومة تماسكاً وقوة ، وترسخت في عقول وضمائر الناس نتيجة الحكمة والاستراتيجية الثاقبة التي امتلكها قادتها واستطاعت سورية تجذير نهج المقاومة ،وعززت علاقتها مع محور المقاومة والدول الصديقة وعلى رأسها روسيا الاتحادية ،والصين ،والقوى الوطنية والقومية ،وأحرار العالم ،ووضعت قانوناً للسلام لا يمكن تجاوزه ، الأرض والحقوق كاملة مقابل السلام .. إن القوى الإمبريالية الصهيونية التي تعربد اليوم ، في مأزق كبير ، وضعتها فيه المقاومة،فهي عاجزة عن تحقيق كل ما تحلم به، وأصبحت قوى المقاومة تملك قوة ردع حقيقية ، وأصبحت يدها قوية وقادرة على كسراليد التي تحاول العبث بمستقبل المنطقة ، وهي تزداد قوة يوماً بعد يوم، وأصبحت نهجاً شعبياً محفور في قلوب أبناء الأمة، ومهما راهن أعداء الأمة العربية على محو ذاكرة أجيالنا ، فهم سيفشلون وخاصة أبناء فلسطين العربية فهم لن ينسوا ما فعله الصهاينة بآبائهم وأجدادهم وتراثهم من جرائم ، وقتل ، وطمس لمعالم فلسطين وتراثها ، ولكن الواقع والأحداث تدل على أن معظم شباب شعبنا العربي الفلسطيني متمسكون بأرضهم وقضيتهم .. ولقد عبر سيادة الرئيس بشار الأسد عن أهمية التمسك بالذاكرة الوطنية والقومية وتذكير شبابنا بما فعله الصهاينة من جرائم وقتل واغتصاب بقوله في 16/1/2009 في افتتاح مؤتمر قمة غزة الطارئة لنصرة الشعب الفلسطيني”.. بما أننا أصحاب ذاكرة غنية…لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض .. فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر .. والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً .. سنخبئ لهم صور أطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم،وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والآرامل والمعاقين وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.وسنشرح لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد ذاكرة المستقبل .. وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب عليها شعاراً لكل طفل عربي قادم إلى الحياة نقول له: لا تنسَ ليكبر الطفل ويقول : لهم لن أنسى ولن أغفر” وهذا الكلام نقوله اليوم لكل من ساهم في دعم الإرهاب والحرب العدوانية على سورية منذ مطلع العام 2011 من دول وأفراد وما يسمى معارضة وعملاء وخونة ومرتزقة فشعبنا لن ينسى ،ولن يسامح ،ولن يغفر ، وسيعلم أجياله ويذكرهم بالخونة وقتلة أبنائه على الدوام والمقاومة اليوم لن تقطع ذيل الأفعى فقط،بل ستلحق رأسها الذنبا.