#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_خاص_نبيل فوزات نوفل
– المتابع لتاريخ العلاقات بين إيران والغرب الاستعماري ، لا تعوزه الفطنة ليكتشف أن هذه العلاقات شهدت مد وجزر،تحالف وتصادم. فقبل قيام الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني عام 1979 كانت طهران الابن المدلل للغرب الإمبريالي بعد الكيان الصهيوني في فلسطين ، لأنها كانت قاعدة عسكرية للغرب تقف وتعمل ضد حركات التحرر في العالم عامة وفي الوطن العربي بخاصة ، وكانت تعمل لدعم الكيان الصهيوني ،وتهدد دول المنطقة وتمارس عليهم دور الشرطي في المنطقة ، عندها كان زعماء دويلات الخليج العربي يسعون ويتسابقون لكسب ود طهران وشاه إيران ، وكان الغرب يمارس الضغوط على دول الخليج ، وعلى العراق لكي تحافظ على صداقة طهران .. ولكن بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 التي انتقلت من قاعدة استعمارية ضد شعوب المنطقة إلى قلعة من قلاع المقاومة ضد قوى الاستكبار والظلم والهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها الصهيوني في فلسطين .. فأسقطت العلم الصهيوني في سماء طهران وأغلقت سفارة الكيان الصهيوني ورفعت العلم الفلسطيني ، وأقامت السفارة الفلسطينية في طهران ، ومن وقتها ثار الغرب الاستعماري والقوى الصهيونية ضد إيران وقيادتها ، وحركوا كل عملائهم ومرتزقتهم من الأنظمة المحسوبة على العروبة والإسلام لمحاربة إيران ومحاصرتها في المجالات كافةً ، ما ألحق الأذى بالشعب الإيراني وأثر على حياته المعيشية .. فتم توريط العراق بدعم من دول الخليج العربي لشن حرب على إيران دامت ثمان سنوات استنزفت خلالها قوة البلدين ، بدل أن تكون في مواجهة العدو المشترك ، وهذا أسس لحالة شقاق عربي _عربي .. وعربي _ إيراني ، استفاد منه أعداء العرب والمسلمين وخاصة الكيان الصهيوني .. لكن مصداقية الثورة ووضوح أهدافها ومبدئيتها ، زاد من تلاحمهما مع الشعب واكسبها الاحترام الدولي من قبل الشعوب والقوى المحبة للعدل والسلام ، فمدت يدها لكل القوى المقاومة للإمبريالية والصهيونية وخاصة المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين وللدولة السورية المقاومة ، وللقوى التقدمية المقاومة في اليمن ، وقام الغرب برسم المخططات والتآمر لتشويه الثورة وأهدافها وإطلاق الافتراءات والكذب لتشويه الثورة وخلق العراقيل في وجهها لمنعها من تقديم الدعم للقضية الفلسطينية ، لكنها باتت اليوم في مقدمة الدول الداعمة لفلسطين وشعبها وأصبحت القدس والمسجد الأقصى من أولويات الثورة ، ما أفقد الغرب الإمبريالي الصهيوني صوابه .. ولكن الثورة والشعب الإيراني لم يستسلم ، بل ، استنفر قواه ونهض نهضة متطورة بالاعتماد على قواه الذاتية من خلال الاهتمام بالعلم والعلماء والباحثين ، فنهضت إيران بشكل متسارع ، وحققت قفزات اذهلت العالم وخاصة في المجال العسكري والطاقة النووية السلمية والمجالات الأخرى التي استنفر الغرب كل قواه لمنع إمتلاك إيران للطاقة النووية السلمية تنفيذاً لبروتوكولات حكماء صهيون .. وخاضت إيران معركة النووي مع دول الغرب وانتصرت ، نتيجة تماسك الشعب والقيادة ، وفرضت نفسها على الدول الكبار ، وأعطاها قوة ومكانة مؤثرة في منطقة ” الشرق الأوسط ” وأصبحت لاعباً لا يمكن تجاوزه في قضايا المنطقة ، فبرز دورها في دعم قوى المقاومة وانتصاراتها في لبنان وفلسطين وسورية بشكل خاص ، وخاصة في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية على سورية منذ مطلع العام 2011 فكانت منذ الأيام الأولى تقف إلى جانب سورية جيشاً وقيادةً وشعباً ما عزز من قوة سورية وموقفها ، فكان للموقف الإيراني إلى جانب الموقف الروسي الدور الكبير في صمود سورية وكان لصمود سورية دوراً فاعلاً في نجاح وقوة وانتصار إيران في الملف النووي وإعطائها دوراً فاعلاً في قضايا الشرق الأوسط ..
– إن خيار إيران المقاوم لكل المشاريع الاستعمارية والصهيونية هو سر عداء الغرب لإيران،ولكنه هو أيضاً سر هيبة إيران واحترام شعوب العالم المحبة للسلام والعدل إليها