وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية#
– الضجة التي تقودها الجوقة الغربية وأعوانها حول مقتل الصحفي السعودي من أصول تركية الخاشجقجي تذكرنا بمقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق في شباط 2005 .. فوقتها كان الفاعل هي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ،والمضحوك عليه والمغفل هم بني سعود لكي يمولوا العدوان على سورية وحزب الله ويحرضوا الرأي العام العالمي ضدهما وممارسة الضغوط عبر المحكمة الدولية وغيرها،وإثارة حرب أهلية في لبنان ، وتدمير المقاومة من خلال خلق المبررات للعدوان الصهيوني وتدمير البيئة الحاضنة للمقاومة ، ولكن كل هذه الشعوذات باءت بالفشل ،وكان محور المقاومة يزداد صلابة ومناعة بفضل تماسكه ومصداقيته،وانكشف الفاعلون ،وتعرت أكاذيبهم ،وافتضح مرتزقتهم ومسوقي أضاليلهم وجرائمهم.
– واليوم ما تم فعله بمقتل الصحفي السعودي وهو كالحريري رجل الأسرة الحاكمة في السعودية والمعادي لمحور المقاومة يتم قتله في القنصلية السعودية في اسطنبول في تركيا ،بإشراف الأتراك والسعوديين وبخديعة أمريكية تم من خلالها توريط الأسرة الحاكمة بقيادة محمد بن سلمان بقتل الخاشقجي في جريمة بشعة وتقطيعه بالمنشار وتصوير العملية ،وامتلاك الأدلة والهدف هو:
1- ابتزاز النظام السعودي لدفع المليارات مقابل السكوت عن فضح الجريمة التي سيتم في حالة تلكؤه إحالتها لمحكمة الجنيات الدولية ،وسربت بعض الصحف إن وزير الخارجية الأمريكي قد قبض مئة مليون دولار أثناء زيارته للسعودية .
2- تسهيل عملية تغيير بعض أوجه النظام السعودي كما ترغب واشنطن، تنفيذاً لمشروعها الذي وضعه برنارد لويس بتقسيم السعودية وإعادة رسم الخرائط في الخليج العربي ، ولاحظنا بعض فصول المسرحية التي بدأت بتصريحات الرئيس الأمريكي / ترامب / بأن مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى متورطين في اغتيال الخاشقجي. وتلاه الرئيس الفرنسي إيمانويل مكرون إن بلاده علقت الزيارات السياسية إلى السعودية وذلك بالتنسيق مع ألمانيا وبريطانيا وهولندا بسبب اختفاء / الخاشقجي / .
3- الضغط على تركيا لإطلاق سراح القس الأمريكي ، وهذا ما كان فعلاً،وللجم تقربها من روسيا،مقابل إعطائها دوراً أكبر في المنطقة إلى جانب الكيان الصهيوني ، والاستمرار في استنزاف عبيدهم من حكام الخليج إذا ما تقاعسوا عن تنفيذ المطلوب منهم، أما إذا نفذوا ودفعوا الأموال ، فالتهم جاهزة ليرموها على الآخرين من محور المقاومة وخاصة إيران ، والتأسيس لصراع خليجي إيراني بتهمة مقتل الخاشقجي من قبل إيران.
– إن النفاق الأمريكي والأوروبي بات مفضوحاً للعالم، فكيف يهب قادة أوروبا للدفاع عن شخص تم قتله على يد دولة إرهابية هم داعموها ومؤيدوها ،ولم يرف لهم رمش بقتل الملايين من الناس التي ساهمت هذه الدولة بقتلهم في اليمن وسورية وبعض الدول العربية ..؟ ، أين كانت ضمائرهم عندما ارتكب الإرهابيون الممولون من السعودية المجازر بحق معظم شعوب المنطقة ، بل أين ضمائرهم عندما قاموا هم أنفسهم بدعم وقتل شعوب المنطقة وما زالوا يرتكبون المجازر بحقهم ،آليس هم من صنعوا وكر الإجرام العالمي في فلسطين المحتلة ؟إنها البلطجة والنفاق والكذب ، كل ذلك لأنهم يريدون البدء بمسرحية جديدة للتغطية على هزيمتهم في سورية العروبة على يد الجيش العربي السوري وحزب الله والدول الصديقة روسيا وإيران .
لقد فشل المخرج هذه المرة فالجمهور بات يعرف تفاصيل الحبكة ،وأصبح يعرف أسرار المؤلف والمخرج ويعرف تاريخ المثليين .
– إن الأمريكيون يريدون القضاء على الإسلام والعروبة، وبعد أن افتضح دور العملاء والجواسيس من حكام الخليح العربي ، يريدون اليوم دفع البطل الجديد على مسرح “الشرق الأوسط ” / أوردوغان / مقابل استمراره بلعب دورالمعرقل لأي حل في سورية، وإطالة أمد العدوان والحرب مقابل تقوية دوره إلى جانب الكيان الصهيوني ليكون الأداة لمواجهة محو المقاومة الذي تمثله سورية وإيران وحزب الله ،والضغط على روسيا وعرقلة جهودها لاستكمال إنهاء الحرب على سورية ، واستمرار حالة النزيف وخلق المشاكل لها من خلال تقوية تركيا الدولة القريبة من روسيا ،لكن هذه المرة لن تكون الرياح كما تشتهي السفن الأمريكية .
فاللعبة مكشوفة ،فماذا تستفيد إيران من هذا الفعل، وهل إيران تسيطر على القنصلية السعودية في تركيا،وأيضاً على الأمن التركي؟ فلم ينجح المخرج هذه المرة، فقد افتضح الأمر،ولم يعد العالم يصدق الأكاذيب الغربية والأمريكية،والذين فقط وقعوا في المصيدة كعادتهم هم العبيد- حكام السعودية- الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتمويل القتلة ولعب دور القواد على أهله وشعبه ،ولكن هذه المرة سيتم استبدال طاقم العبيد من بني سعود بطاقم آخر لضروات استكمال المسرحية .
– على كل حال ، كما فشلت مسرحية مقتل الحريري ومسرحيات الكيماوي ، ستفشل مسرحية قتل الخاشقجي بالرغم أن الفاعل معروف والمستفيد من الجريمة معروف ،وإن قوى المقاومة مستمرة في تصميمها على الانتصار وسحق قوى الإرهاب ،وكنس المنطقة من الغزاة أينما كانوا ،وحيثما حلوا ،ومهما كانوا, لأنها إرادة الشعب وإرادة الشعب لا تقهر .