#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– يقتل بيمينه ويدّعي المُساعدة بشماله؛ هذا ما وصل إليه محمد بن سلمان بعد حربه المُدمّرة على اليمن؛ فمع إنهيار العملة اليمنيّة وتردي أوضاع اليمنيين، الأمر الذي يشي بقرب وقوع مجاعةٍ كبرى لن تُبقي ولن تذر؛ يخرج الملك السعودي سلمان ليُبشر اليمنيين بأنّه قرر وضع مائتي مليون دولار كمنحة في البنك المركزي اليمني وذلك لمنع انهيار العملة اليمنية. آل سعود الذين يرون أنّ ثأرهم مع اليمن لن ينتهي إلّا بإسقاط اليمن حكومةً وشعبًا وحضارةً وتاريخًا، وفي سبيل إنجاز هذا الثأر لم يتوانَ آل سعود عن دفع مئات أو ربما آلاف المليارات لتمويل حربهم العبثيّة على اليمن؛ وعندما يصل الأمر إلى دعم الشعب اليمني الذي يدعي آل سعود الرغبة بحمايته فتتضائل حجم الثروة السعودية، وتصبح غير قادرة على دفع ما يُبقي اليمنيين أحياء. وخلال حملتها ضد اليمنيين وعلى الرغم من أنّ مملكة آل سعود تتمتع بمعلومات استخباراتية ومعونة لوجستية من الأمريكيين، ولديها رابع أكبر ميزانية أمنية في العالم بالإضافة إلى أسلحة متطورة تحت تصرفها، ومع ذلك يجد آل سعود أنّه من الصعوبة بمكان أو ربما باتت لديهم قناعة أنّه من المستحيل التغلب على شعبٍ مصمّم على المقاومة حتى الرمق الأخير، غير أنّ “الهيبة” السعودية باتت في مهب الريح؛ وباتوا يعتقدون أنّ هيبتهم تلك تستحق كل هذا الدمار والقتل. وفي الوقت الذي تدّعي السعودية مساعدة اليمنيين ببضع دولارات؛ فإنّها تقوم في الوقت ذاته بفرضِ حصار خانق على السواحل اليمنيّة، فبعد سيطرة قوات هادي المدعومة من قِبل السعودية على مدينة المخا منعت الصيادين من العمل، ناهيك عن الضربات الجوية السعودية وتدميرها لقوارب الصيد التي تُعد المصدر الرئيسي لكسب الرزق في مدينة الحديدة، مما تسبّب في ترك الصيادين دون أي وسيلة لإعالة أسرهم، حيث أكّدت تقارير دولية مُحايدة أنّ القوات السعودية تعمّدت استهداف وسائل إنتاج الأغذية وتوزيعها في اليمن وذلك من خلال قصف المزارع،قوارب الصيد، الموانئ،هذا فضلا عن مخازن الطعام وغيرها من الشركات ممّا نجمَ عنهُ تفاقم للمجاعة. إذاً وبناءً عليه فإنّ فإنّ السبب الرئيسي لتدهور حال اليمنيين هو الحرب التي تشنّها السعودية، والتي لم تُحقق حتى هذه اللحظة غير تدمير البنى التحتيّة’ لليمن وإفقار اليمنيين وتجويعهم. وعلى المقلب الآخر وبعد أكثر من ثلاثة أعوامٍ على الحرب العبثيّة هذه فقد تمكنت المُقاومة اليمنيّة من الاحتفاظ بالعاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الرئيسية في البلاد، كما وأطلقت حركة أنصار الله مئات الصواريخ مستهدفةً عمق الأراضي السعودية، في مشهدٍ سوريالي يحكي قصة المقاومة اليمنيّة على الرغم من ضعف أو ربما انعدام إمكانياتها، في مقابل الآلة العسكرية التي تمتلكها السعودية، فبحسب تقرير تلفزيوني بثّته قناة “العربية” السعودية، في 2 أبريل 2015، أي بعد 8 أيام فقط على انطلاق تلك الحرب المجنونة؛ فإن التقديرات أشارت إلى أن المملكة قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهرياً على الضربات الجوية ضد مقاتلي “أنصار الله” في اليمن، باستخدام 100 طائرة، وأشارت القناة آنذاك إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمرّ أكثر من خمسة أشهر، ربما تكلّف الرياض أكثر من مليار دولار أمريكي. أرقام قناة العربية التي كانت بعيدة عن الواقع؛ نقضتها أرقام مجلة “فوربس” الأمريكية، فبعد 6 أشهر من اندلاع الحرب، أكدت المجلة الأمريكية على أن تكلفة الأشهر الستة فقط بلغت نحو 725 مليار دولار، أي إن التكلفة الشهرية وصلت إلى 120 مليار دولار، في حين أكدت دراسة نشرتها مؤخراً جامعة هارفارد الأمريكية، أكدت فيها أن تكلفة الحرب على اليمن تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد!. ولأنّ طبّاخ السم يتذوقه؛ بدأت الحالة الإقتصادية في السعودية بالتراجع بشكلٍ كبير، حيث لم تكن تكلفة الحرب المستمرّة في اليمن منذ ثلاثة أعوام قاسية على اليمنيين وحدهم وحسب، فمملكة آل سعود باتت تعيش تراجعاً حادّاً في اقتصادها، حيث تصنَّف الحرب اليمنية ضمن أحد أسبابه. خُلاصة القول أنّه ما هكذا تورد الإبل يا سلمان؛ فإن مائتي مليون دولار لن تُغني اليمنيين ولن تدفع عنهم الجوع والفقر والفاقة؛ خصوصًا أنّ جيشك هو من جلب لهم هذه المصائب التي تقع على رؤوسهم يوميًّا، كما أنّ ولدك المُدلل صرف من أموال السعوديين المليارات ليجلب كلَّ هذا الدمار لهم.
التغيير- طلال حايل