#وكالة_إيران اليوم_الإخباري_بقلمي : زهير البغدادي
– التبليغ رسالة الحق إلى العباد .. تتنزل من السماء .. أسراراً إلهية في مكاشفة حقيقية لمشاهدة أسراره وخفايا جماله .. فإذا بالرسالة دستور حياة .. لا يحمل الحب فقط .. إنما يكون دستور حياة شاملة تتناغم في نفوس العابدين طاعةً و رضاً وأملاً في الحياة من جهة .. فيعمل فيها بالخير و ينثر بذور المحبة بين الناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة في كل مكان وزمان .. ولأن رسائل المبلغين تحمل في طياتها الحب والمحبة والسلام الحقيقي .. فلا خبايا أمامها أو خفايا .. إنها هي الأنوار تلو الأنوا ر .. فإذا ما حاد البعض عن الجادة الحق .. حجب عن الأنوار والأسرار وقطع تلك الرسائل .. ليحل محلها الحرب والدمار و الكره و الخطاب و المغلاة واستبدل الرسالة السمحة بالحقد و البغضة .. فكان لابد من موجه و مرشد وهاد ليعيد الضالين إلى مسرى المحبين .. حيث نسمات الروح وابتسامات الأفئدة .. وحيث اليقين بالحب .. لأنها رسالة لا بديل عنها .. وهنا يأتي دور المبلغين والمبلغات في زرع روح الحب والتأخي والعيش المشترك .. وبث أسرارها .. وإيماناً بدور المبلغين والمبلغات الكبير .. في توضيح الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات .. وكذلك لبناء الشخصية الإسلامية ثقافياً وتحطيم الثقافات الغازية .. وهدم البنى الفكرية المستوردة والمتغلغلة في جسد الأمة .. وعلل استعمارنا واستغلالنا وعوامل سيطرة الديكتاتوريين والعملاء علينا .. وكذلك أسباب تبعد المسلمين عن أوطانهم وتشتتهم إلى دويلات متناحرة .. فالإنسان ما لم يعرف المرض لا يستطيع معرفة العلاج .. وحتى تكون الإجراءات الفعلية للبناء الثقافي صحيحة .. علينا أن نعرف أمراضنا .. ونقاط الضعف التي تعتري واقعنا في المجالات كافة .. وفي المقابل علينا أيضا أن نفهم الطرف الآخر .. وكيف يفكر وما هي سبل الحرب الثقافية التي يخوضها .. كما وعلينا معرفة أسباب تخلفنا .. حتى نكون قادرين على إحداث التأثير في الآخر .. وكسب قدرات الإقناع .. فإننا في هذه الحالة نحتاج إلى الوعي اللازم والثقافة المتميزة التي تمنحنا مفاتيح الدخول إلى عقول الآخرين وقلوبهم .. فكل الدلائل تؤكد على أن الإنسان الجاهل لن يكون قادراً على إقناع أحد مهما حاول ذلك .. فإن (فاقد الشيء لا يعطيه) فكيف يتمكن المبلغ من منح العلم والثقافة للآخر وإرشاده إلى سبل النور .. وهنا تكمن أهمية أن نكتسب الوعي والثقافة من خلال تطوير الذات علمياً وثقافياً بالدراسة المنهجية والتطوير الطوعي للذات .. لابد أن يكون مبلغاً فاعلاً ومتمكناً من بث الفكر المضيء في ظلمات العقول المخالفة .. فكان لابد من ضرورة إقامة هذه الندوات المركزية لأن مسؤولية المبلغ كبيرة أمام المجتمع البشري من خلال تواصله مع المجتمع فلابد من أن تنطلق من برنامج هادف وثقافي وفكري حتى يتمكن المبلغين من التواصل مع المجتمع بشكل جيد ومفيد .